ماذا ستفعل إن استيقظت يوما ما وكل شئ من حولك مظلما و لا تذكر من أنت ؟ .. فى رواية " نوستالجيا " للكاتب أسامة الشاذلى ستعيش مع نديم لحظات الذعر و الاكتشاف حينما يصحو يوما فيكتشف أنه فقد بصره و ذاكرته ، ليبدأ فى رحلة عميقة للبحث عن ذاته . و فى مناقشة الرواية بصالون ديالونا الثقافى مساء أمس تحدث أسامة أن " نوستالجيا " عمله الرابع بعد " سيد الأحلام " و " قهوة الحرية " و " كفر العبيط "، و أن همه الأساسى فى كل رواية نسجها " البحث عن الذات " للوصول إلى السعادة ، وكان ذلك أكثر وضوحا فى رواية " نوستالجيا " الذى يحاول فيها البطل نديم معرفة ذاته من خلال حواسه الأربعة المتبقية ، فحياة الإنسان أشبه بلعبة البازيل و من يستطيع أن يجمعها يصل لذاته . و تابع أسامة أن هناك حالة حقيقية تجمع بالفعل بين فقدان الذاكرة و فقدان البصر ، و أن هذة الحالة الأصعب ، فبالبصر يستطيع أن يتعرف على الأشياء و الأشخاص مما يساعده على التذكر ، لذا أصبح البطل فى سجنان فقدان البصر و الذاكرة ليصير منقسما على ذاته و لا يعرف أيهما يجب أن يخرج منه أولا ، و احساس الرعب الذى يتملكه حينما يكتشف ذلك و شبهه " بمن فقد كل جذوره و أصبح كبالونة فى الهواء "، و خلال صراعه يستكين إلى كل ما وصل إليه على أنه يقين ، لأنه تعب من كثرة البحث . أما عن الاسم " نوستالجيا " فاختاره لأنه يعبر عن الحنين و استعادة الأشياء ، و بدأ نسج خيوط الرواية فى عام 2010 ، لينتهى منها بعد عامان فى 2012 ، و قال أسامة أنه أراد ان يصل القارئ أن الانسان وحده هو من يكتشف نفسه ، و أن وجد أجزاء منه لدى الناس و لكن دوما القطعة الأخيرة من البازيل ستكون داخله وحده . 18/ 7 فى الرواية تاريخ يعكس حدث واقعى فى حياة الكاتب ، و روى عنه أسامة أن هذا التاريخ أصبح مرتبط مع البطل بوالده حينما أشار له إلى السماء و قال فى هذا التاريخ دوما انظر للسماء فهى أكثر صفاءا فى هذا اليوم . و الرواية تنتمى لأدب الاكتشاف و المنمنمات فرغم صغر الرواية و لكنها خالية من الحشو و تتبع الإيقاع السريع الذى يجذب القارئ إلى النهاية ، ونسجها أسامة بأسلوب التداعى و الكتابة البصرية بعد تنيقحها ثلاث مرات قبل المراجعة النهائية و دخولها إلى المطبعة ، و كشف أن النهاية كانت مختلفة فى الكتابة الأولية و لكن بعد التنقيح وصل إلى نهاية مختلفة ، فيرى أن الكاتب فى البداية يظن نفسه كآله يخلق الشخصيات و الأحداث ثم يصبح مجرد ناقل لتصاعد الأحداث ، و لكنه تدخل فى النهاية ليغير النهاية ليصل بها إلى ما أراده هو و ليس ما أرادت أن تصل إليه الشخصية . و فى المناقشة شارك القراء آرائهم و تعليقاتهم على فقدان الذاكرة بين كونها فوبيا و موت للإنسان أن يفقد جذوره ، و بين كونها رحمة و حالة مرضية أن يفقد ذاكرته بسبب حدث مؤلم أراد نسيانه . الجدير بالذكر أن أسامة الشاذلى كاتب وروائى مصرى ، من مواليد 12 ديسمبر 1973 ، تخرج من الكلية الحربية المصرية ، و عمل ضابطا بسلاح المدرعات ثم ترك الخدمة عام 2005 ليصدر أول مجموعاته القصصية تحت اسم "نديم العدم" ، ويتبعها 2006 بمجموعة "جمهورية الغابة العربية" ، و رواية " سيد الاحلام" 2009 والتى حققت نجاحا كبيرا،و صدر له عام 2010 رواية "قهوة الحرية"، و رواية " كفرالعبيط " فى 2013 ، اشترك عام 2008 فى تأسيس اذاعة اون لاين " تيت راديو " وله الكثير من التسجيلات المعبره عن الحال السياسى والاجتماعى فى ذاك الوقت وحقق نجاحا ملحوظا ببعض المقالات الساخرة المقروءة ، وله العديد من الاشعار الفصحى والعامية السياسية والعاطفية والساخرة لم تجمع فى كتاب و اشتهر بتقديمه لنوعية من الأدب تسمى " المنمنمات" بحيث يتم التعبير بأقل عدد من الكلمات عن مغزى عميق .