"إكرام الميت دفنه".. ليست مجرد كلمه عادية بل موروث شعبي متأصل في نفوس المصريين جميعا, لكن عندما تسوء حالة المقابر وتصبح غير مؤهله لاستقبال ساكنها الجديد تعد إذلال وليس إكرام للميت. المقابر هي مكان دفن الموتى, وكل قرية من قري محافظة المنيا لها طابع خاص, ففي قري غرب المحافظة, تكون المقابر ملاصقة لها, أما في قري مركز المنيا, مثل ريدة والحواصلية, وابوحماد, فمدافن الأقباط بقرية سواده, والمسلمين, في زاوية سلطان, وكلاهما شرق النيل.موت وخراب ديار . رحلة الم.. يقطعها أهالي قري مركز المنيا, للوصول للمدافن, التي تبعد حوالي 15 كم عن اقرب قرية, فيقول محمد حسن من سكان قرية الحواصلية التابعه لمركز المنيا أن المسافة ما بين قريته والمدافن حوالي 20 كم, محفوفه بالمخاطر, واشار ان العديد من الحوادث وقعت خلال رحلات دفن الموتي, فاصبح مشيعوا الموتي " اموات ", واضاف ان من المشكلات التي تواجههم هي وجود جثث موتي داخل مدافنهم لا تنتمي لعائلاتهم, وهو امر يسبب مضايقات, لكثير من العائلات. واضاف ان مسؤل المقابر " الحفار " , لا يبالي كثيرا بالجبانات, التي اسصبحت مرتعا للحيوانات الضاله, والوحوش التي تتوافد من الجبل الملاصق للجانات ليتغذي علي الجثث المدفنوه حديثا.الزحام حتي في الموتاما يونس فتحي فقال كثيرا ما نجد عظام لجثث ملقاه داخل المدافن, وفي الطرقات, وهو الامر الذي يثير قلق وتسائل لمن هذه العظام, واضاف أنه علي الرغم من وجود منازل اهالي الزاوية بالقرب من الجبانات, الا أن تحولت ملاذ أمن للخارجين عن القانون, اللذين يجدون في المدافن مأوي امن بعيد عن أعين رجال الشرطة. اسحاق فرج يقول أن مدافن سواده " مدافن الاقباط" تعد الاسوء حالا, فقد أصبحت مزدحمه جدا بالموتي, بسبب صغر حجمها, بالرغم من انها تضم العشرات من قري المنيا, واشار ان قربها من مدينة المنيا, جعلها مطمعا لاصحاب النفوذ, حتي أن شائعات كثيره انتشرت تؤكد نية الحكومة علي نقل المدافن الي مدينة المنيا الجديدة, والتي تبعد اكثر من 70 كم, وهو ما يثقل علي المواطنين. واشار ان مدافن المنيا الجديد, اصبحت بلا سأل او مسؤل, فالانفلات الامني, جعلها معرضه يوميا للسرقة, فاغلب البوابات الحديدة تم سرقتها, بالاضافه الي قطاع الطرق اللذين ينقضوا علي المشيعين ليلا, مما جعلها رحلة عذاب.قري جويد والكرم التابعين لمركز ابوقرقاص جنوبالمنيا, لم يكونا أكثر حالا, لكن معاناتهم تعد هي الاكثر, بسبب عبورهم معديات نهرية تعرض حياتهم للخطر, بالاضافه الي عدم وجود مرسي علي الضفه الاخري. فيقول هشام أحمد أن معانات هذه القري في دفن موتاهم تتلخص في عدم وجود مرسي للمعديات النهرية, بالاضافه الي مرورهم وسط الزراعات مما يترتب عليه حدوث مشادات بين اهالي الميت واصحاب الاراضي الزراعية, اللذين يؤكدون ان المشيعون يفسدون ارضهم الزراعية, بالاضافه الي قطاع الطرق اللذين يخرجون عليهم ليلا, وينهبون ويسلبوا ما يستطيعوا, واضاف انه رغم تخصيص قطعة ارض لدفن الموتي بالقرب من تلك القري, الا ان لم يتم تخصيصها حتي الان. قرية جلال الشرقيه التابعه لمركز ملويجنوبالمنيا, شهدت كارثه بكل المقاييس , عاني أهلها خلالها كثيرا من ضياع جثث موتاهم, فالاهالي استئمنوا شخص يدعي " الحفار " علي جثث موتاهم الا انه خان الامانه وتاجر بموتاهم . قرية جلال الشرقيةبملوي تشهد نوع جديد من التجاره حيث فوجئ الأهالي بمسؤل المقابر والمفوض من قبل مجلس محلي ديرمواس, يقوم ببيع مقابرهم لأكثر من شخص في وقت واحد, مما أدي إلي اختفاء الجثث المدفونة بتلك المقابر ثم اعادة بيعها بعد تنظيفها من عظام ألموتي, والجثث المدفونة بها بالإضافة إلي حصوله علي مبالغ ماليه من الأهالي لبيعهم مقابر جديدة إلا أن الأهالي ومنذ سنوات لم يحصلوا علي شئ وضاعت عليهم اموالهم. زيارة المقابرالاهالي طرقوا الكثير من ابواب المسؤلين ليرحمهم من سطو هذا الرجل الذي ضاعت بسببه العديد من جثث اهلهم الا الي الان لا مصغي ولا مجيب , مما زاد من صرخات الاهالي . تعددت القصص والرويات من الاهالي اثناء زيارتهم للمقابر يقول عبد التواب حمزة عبد التواب احد اهالي القريه انه اشتري منذ 8 سنوات مقبرة من المتعهد وقام بدفن جدته بداخلها وبعد شهرين ذهب لزيارتها فوجد شخص اخر يقف علي مقبرة جدته ويدعي انها ملكه وان نجل ابنه الصغير دفن فيها مما ادي الي وقوع مشاجرة بينهم . فقرر الحضور فتح المدفنه للتاكد من هوية المدفون بداخلها, فكانت المفاجئه أنه لم يجد جدته, واكتشفت ان المسؤل باع المقبرة بالجثه, واضاف رجعت اشتري مقبرة اخري ودفعت مبلغ 1500 جنيه وقمت بدفن والدتي بها, وبعدها ذهبت لزيارتها, فوجئت ايضا بشخص اخر يقرا الفاتحه لاحد اقاربه, ويدعي ملكيته للمقبرة, واكتشفت ايضا عدم وجود جثة والدتي, واشار لازالت ابحث عن جدتي وامي ولم يتحرك مسئول وتقدمت ببلاغ الي مركز شرطة ديرمواس لان المدافن تابعه لمركز ديرمواس حمل رقم 21 احوال.في المقابر قصص ولا في الخيالبينما يضيف بكر محفوظ سيف رئيس اللجنه الشعبيه بالقريه ان القريه تعيش ماساه حقيقيه بسبب المقابر وان القصص التي تروي بداخل تلك المقابر قصص ولا في الخيال حيث اكد انه ذهب في وقت سابق أحد أصحاب مقبرة يزور والده فوجد, سيدة, تقرا الفاتحه لزوجها واتضح في النهايه ان الاثنين غير موجودين داخل المدفنه . واشار الى ان المتعهد يقوم ببيع المدفنه الواحده لاكثر من شخص وان هذه المقابر تضم 4 قري وهي تل العمارنه والحاج قنديل والتل الغربي والمعصرة بالاضافة الي جلال الشرقيه . واضح ان المتعهد يقوم ببيع الجبانات بمواتاها مما يؤدي الي حدوث مشاجرات بين الاهالي واختلاط المتوفين مؤكدا الناس لا تعرف اين مواتاهم وهذا ما اكده سيد احمد اسماعيل احد الاهالي ان المتعهد يقوم ببيع المقابر لاشخاص اخرين بعد تنظيفها من العظام والجثث ولا نعلم اين يخبئ هذه الجثث والعظام .اما خليفه عبد العظيم خليف مزارع من اهالي القريه يقول انه اشتري منذ 7 سنوات جبانه من المتعهد وبعد استلامها فوجئت انه باعها لشخص اخر, اما حسن علي حسن وشهرته شحاته اكد انه يحلم باستلام المقبرة التي قام بدفع ثمنها منذ اكثر من 3 سنوات وكلما ذهب يستلم المقبرة يفاجئ بشخص اخر يدعي ملكيتها. مشاكل.. والم.. وقصص ولا في الخيال.. هذا هو حال سكان قري المنيا, حتي الاموات منهم, والسؤال هنا اين يشعر المسؤلين بسكان القري, فهم ليس سكان من الدراجه الثانية, كما يعاملهم البعض.