تواصل اليوم محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار محمد عامر جادو، نظر القضية المتهم فيها أنس الفقي، وزير الإعلام الأسبق والمتهم فيها، بتحقيق كسب غير مشروع تبلغ قيمته 33 مليوناً و400 ألف جنيه. كانت المحكمة قد أجلت نظر القضية لإحالتها إلي خبراء وزارة العدل لفحص أخطاء أشار إليها دفاع المتهم في تقارير جهاز الكسب غير المشروع، بحيث يجري الخبراء إعادة فحص وتقييم ثروات الفقي، بعد أن تبين وجود تناقض بين تقرير لجنة خبراء الكسب غير المشروع، التي فحصت موضوع الاتهامات في البداية، مع التقارير الخاصة بسداد المتهم للمبالغ المستحقة عليه إلي مصلحة الضرائب، وقررت المحكمة بان يقوم المتهم بسداد أمانة الخبراء للقيام بواجبهم. وأحال جهاز الكسب غير المشروع الفقي للمحاكمة الجنائية، بعد أن نسب إليه تحقيق ثروات طائلة لا تتناسب مع مصادر دخله المشروعة، علي نحو يمثل جريمة الكسب غير مشروع، وذلك باستخدام نفوذه الوزاري. وكان قرار الاتهام الذي أعده المستشار علي غلاب، رئيس هيئة الفحص والتحقيق بجهاز الكسب غير المشروع، قد كشف أن مقدار الكسب غير المشروع المنسوب للفقي تحقيقه، تبلغ قيمته 33 مليوناً و400 ألف جنيه، ويتعلق بالفترة من عام 2002 وحتي عام 2011. وهي الفترة التي شغل فيها الفقي مناصب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ثم وزيرا للشباب والرياضة، ثم وزيرا للإعلام. وذكر أمر الإحالة، أن أنس الفقي في غضون عام 2002 وحتي عام 2011 وبصفته من القائمين علي أعباء السلطة العامة، حينما شغل رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ثم وزيرا للشباب والرياضة ثم وزيرا للإعلام، حصل لنفسه علي كسب غير مشروع مقداره 33 مليونا و400 ألف جنيه، مستغلا في ذلك نفوذه الوظيفي، وعجز عن إثبات المصادر المشروعة لما طرأ من زيادة غير مبررة في ثروته. وأشارت التحقيقات إلي أن الفقي حقق كسبا غير مشروع يتمثل في أموال سائلة بلغت قيمتها 26 مليونا و263 ألفا و308 جنيهات، تشكل الزيادة التي طرأت علي ثروته ولم يثبتها في إقرارات الذمة المالية التي حررها، ولم يذكر فيها حقيقة أرباحه من شركة المجموعة الثقافية التي امتلكها مع زوجته، كما لم يثبت فيها إيراداتها نتيجة تعاملاته في بورصة الأوراق المالية، كما أخفي حسابه ببنك كريدي سويس بسويسرا ثم أقر في التحقيقات بأن رصيده في هذا البنك قد بلغ 2 مليون و100 ألف دولار. وأكدت التحقيقات، أنه " قام بشراء الوحدة السكنية في البرج رقم 3 مشروع سان استيفانو رقم 1 بالطابق الرابع عشر، بثمن بخس وبأقساط طويلة الأمد لم تمنح لغيره من المشترين من ذات الشركة البائعة، ولم يلتزم بسداد الأقساط في مواعيد استحقاقها مما كان ينبغي معه فسخ التعاقد ورد ما دفعه علي خصم 5% ". وأضافت التحقيقات، أن "المتهم استغل نفوذ وظيفته وتدخل لدي وزير الإسكان الأسبق للحصول علي قطعة أرض متميزة (القطعة رقم 138 المربع الأول الكائنة بحي امتداد عرب الجلف بالقاهرة الجديدة) دون إتباع الإجراءات القانونية المنصوص عليها باللائحة العقارية التي تنظمه هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة للأراضي التابعة لها، فضلا عن مخالفته نص المادة 158 من دستور 1971 المعمول به حينذاك، والمقابلة لنص المادة 158 من الدستور الحالي والتي تحظر علي الوزير أن يشتري شيئا من أموال الدولة أو أن يبيعها شيئا من أمواله". وذكرت التحقيقات أن المتهم باع تلك الأرض محققا من وراء ذلك كسبا غير مشروع قدره 2 مليون و570 ألفا و880 جنيها، كما أجري المتهم عملا إنشائيا بالفيلا المملوكة له بمنطقة مارينا بالساحل الشمالي بأقل من قيمتها عن أسعار المثل السائدة في ذلك الوقت، واستغل نفوذ وظيفته فحقق كسبا غير مشروع عن ذلك بمقدار 65 ألف جنيه.