وزير الزراعة: تشجيع صغار المزارعين على التوسع في زراعة القمح    رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكلية التربية النوعية    محافظ المنوفية يتفقد المدارس الجديدة في شبين الكوم باستثمارات 130مليون جنيه    أسعار اللحوم اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025    نائب وزير الزراعة يبحث مع نظيريه الهولندي والسعودي تعزيز التعاون    الأقصر تجهز أرض أملاك دولة مستردة كمشتل لصالح إدارة الحدائق.. صور    البنك الأهلي ينفذ أكثر من 9.4 مليون عملية سحب ب 26.5 مليار جنيه خلال 9 أيام    ميناء السخنة يستقبل أكبر سفينة صب جاف منذ إنشائه    تخلوا عن بعض أراضيكم.. سفير أمريكا لدى إسرائيل يخاطب العواصم الإسلامية لإنشاء دولة فلسطينية    بالفيديو.. بن غفير يقتحم المسجد الأقصى وسط حماية أمنية مشددة    ترامب: ثقتي تتراجع بشأن التوصل لاتفاق نووي مع إيران    وزير الخارجية والهجرة يلتقي بنظيره السعودي على هامش فعاليات منتدى أوسلو    أهلي طرابلس يطالب بتحقيق فوري في واقعة الاعتداء على حسام البدري    بعد التأهل للمونديال.. فيفا يشيد بمنتخب البرازيل    تقارير: الوداد يضم عمر السومة في مونديال الأندية    تقاير: ساني يرحل عن بايرن ميونخ هذا الصيف    «تحايل ولازم تحقيق».. خالد الغندور يُفجر مفاجأة بشأن عقد زيزو مع الأهلي    رابط نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 محافظة الغربية الترم الثاني (فور ظهورها)    قرارات النيابة في واقعة مقتل متهمين وضبط أسلحة ومخدرات في مداهمة أمنية بالمنيا    «بتوع مصلحتهم».. 3 أبراج يستغلون الغير لصالحهم بأساليب ملتوية    ماجد الكدواني: أنا وكريم عبد العزيز جبناء كوميديا وبنستخبى جوا الشخصية    إعلام إسرائيلى: حدث أمنى فى شمال قطاع غزة وإجلاء عدد من الجنود المصابين    تنسيق الجامعات| خدمة اجتماعية حلوان.. بوابتك للتميز في مجال الخدمة المجتمعية    انطلاق فعاليات بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقييم الدعم الفني في مصر    وزيرة البيئة: خطط طموحة لحماية البحر المتوسط    لجنة تخطيط الزمالك تسلم جون إدوارد ملف الصفقات والمدير الفنى    رئيس مياه القناة: تمكنا من إصلاح كسر القنطرة شرق بسبب انهيار جسر المصرف الزراعى    إعلام إسرائيلي: سيتم إصدار 54 ألف أمر تجنيد للحريديم الشهر المقبل    حملات مكثفة لرصد المخالفات بمحاور القاهرة والجيزة    حالة الطقس اليوم في الكويت.. أجواء حارة ورطبة نسبيا خلال ساعات النهار    ضبط 14 قضية تموينية خلال حملة على أسواق القاهرة    البعثة الطبية للحج: 39 ألف حاج ترددوا على عيادات البعثة منذ بداية موسم الحج    جهات التحقيق: انتداب الطب الشرعى لطفلة الإسماعيلية بعد سقوطها من لعبة ملاهى    وزارة الدفاع الروسية: قواتنا وصلت للجهة الغربية لمنطقة دونيتسك الأوكرانية    ملخص مباراة البرازيل وباراجواى فى تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال    حزب «مصر القومي» يكثف استعداداته لخوض انتخابات مجلسي النواب والشيوخ    عريس متلازمة داون.. نيابة الشرقية تطلب تحريات المباحث عن سن العروس    "المشروع X" يتجاوز 94 مليون جنيه بعد 3 أسابيع من عرضه    يحيى الفخراني يكشف سر موقف جمعه بعبد الحليم حافظ لأول مرة.. ما علاقة الجمهور؟    قبل موعد الافتتاح الرسمي.. أسعار تذاكر المتحف المصري الكبير ومواعيد الزيارات    انطلاق فعاليات برنامج ثقافتنا فى اجازتنا بثقافة أسيوط    دموع الحجاج فى وداع مكة بعد أداء المناسك ودعوات بالعودة.. صور    تعاون بين «الرعاية الصحية» و«كهرباء مصر» لتقديم خدمات طبية متميزة    اعتماد وحدة التدريب بكلية التمريض الإسكندرية من جمعية القلب الأمريكية    "ولاد العم وقعوا في بعض".. 3 مصابين في معركة بالأسلحة بسوهاج    محمد ثروت يدعو لابن تامر حسني بالشفاء: "يارب اشفه وفرّح قلبه"    زيزو يكشف سر تسديده ركلة الترجيح الأولى للأهلي أمام باتشوكا    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الأربعاء بالأسواق (موقع رسمي)    5 أطعمة تقوي قلبك وتحارب الكوليسترول    تعرف على آخر تطورات مبادرة عودة الكتاتيب تنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسي    متحدث الحكومة: معدلات الإصابة بالجذام في مصر الأدنى عالميًا    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في الشرقية وأسوان    «فتح» تدعو الإتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوات حاسمة ضد المخططات الإسرائيلية    أبو مسلم: أنا قلق من المدرسة الأمريكية الجنوبية.. وإنتر ميامي فريق عادي    دعاء الفجر.. أدعية تفتح أبواب الأمل والرزق فى وقت البركة    تقارير: فيرتز على أعتاب ليفربول مقابل 150 مليون يورو    مُخترق درع «الإيدز»: نجحت في كشف حيلة الفيروس الخبيثة    زواج عريس متلازمة داون بفتاة يُثير غضب رواد التواصل الاجتماعي.. و"الإفتاء": عقد القران صحيح (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"محيط" تقتحم عالم عصابات استغلال أطفال الشوارع فى توزيع المخدرات
نشر في محيط يوم 11 - 10 - 2013


حكاية أستاذ حبوب الهلوسة وكنج خلطة الحشيش المضروب
بائع الطماطم يكشف ملوك تجارة الكيف بالحكورة
احتلوا الشوارع والميادين وفرضوا سطوتهم على المارة, بعد ما اجتهدوا فى نشر الخوف والهلع فى النفوس, ولأنهم مجموعات مرتبة تعمل بنظام التخصص فصار معظمهم من المحترفين لمهام عملهم, فهم القنبلة الموقوتة التى أنفجرت, ومن المقرر أن تفرز أجيال على نفس الشاكلة ...أنهم "أطفال الشوارع "تلك الظاهرة التى احتلت صدارة معظم الصحف وتناولتها المراكز البحثية منذ سنوات عديدة مضت لكن جاء كل ذلك دون جدوى بعد أن استفحلت هذه الظاهرة ليصبح أطفالالشوارع أكبر شبكة لتجارة وتوزيع المواد المخدرة بكآفة أنواعها وبحسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة من المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية فحوالى 50 % يتعاملون مع المخدرات تعاطياً واتجاراً وذلك فى أطار البحوث الميدانية التى رصدتها عمليات البحث الميدانى ,كما يتعاطي المخدرات فقط ربعهم وتم استغلال 6% من عينة البحث (ضحايا للاتجارمن جانب الغير) في توزيع المخدرات أوفي تغليفها أو تقديمها للتعاطي، ولا يستطيع أغلبهم البعد عن النشاط إما بسبب إدمانهم أو بسبب الإكراه والخوف من عقاب تجار المخدرات..
وجاءت أهم الأسباب لذلك الأسرة والتى تعتبر المحرض الأول علي الانحراف خصوصاً إذا كانت الأم وبالتالي يصعب فصل الضحية عن المتاجر به والبلطجية الذين يتقاضون إتاوات يومية منهم أو التسول لحسابهم.
وظاهرة أطفال الشوارع هى ظاهرة عالمية ذات جذور تاريخية ولها صلة بتطوير المجتمع البشرى وتناقضاته، وتضخمت وأصبح فى حكم المستحيل السيطرة عليها، فهى فى تنام مستمر، أما البيانات الصادرة مؤخراً عن الأمن العام فقد أشارت إلى التزايد المطرد فى حجم الظاهرة ، وبدأت هذه الزيادة منذ عام 1992، ولا يوجد حصر دقيق لأطفال الشوارع وإن كانت بعض الإحصائيات أكدت أن عددهم وصل إلى أكثر من خمسة ملايين طفل، مما يدل على أن الظاهرة فى ازدياد، ويحيطها الكثير من الغموض رغم وجود قوانين تنظم حياة الطفل أقرها القانون 12 لسنة 1996والمواثيق الدولية التى ترعى الطفل.
وفى دراسة أصدرها مركز بحوث الشرطة فأن صور التعرض للانحراف جاءت بهذه النسب 29.1? منهم يجمعون أعقاب السجائر، 3.8? دعارة وقمار، 2.7? مخالطة المشبوهين، 40.92? مروق من سلطة الوالدين، 1.4? هروب من التعليم، 8.1? ميت فى الطرقات، وجاء بالدراسة أن النسبة الكبرى وهى 4.9? مخالطة المشبوهين وأصحاب السوابق، ومنها يلجأ هؤلاء الأطفال إلى عصابة المخدرات والسرقة ومعتادى الإجرام بغية توفير الحماية الضرورية لوجودهم فى الشارع والجانب الأكبر من أطفال الشوارعتقع أعمارهم فى الفئة العمرية التى تبدأ من 12 سنة إلى أقل من 15 سنة بنسبة 59.2? تليها الفئة العمرية التى تبدأ من 15 إلى أقل من 18 عاما بنسبة 14.7? فى حين لم تتجاوز أعمار أطفال الشوارع التى تقع أعمارهم من 7 إلى 9 سنوات 3.4? من إجمالى الأطفال المشردين.
ولأن النسبة الأكبر من أطفال الشوارع يعملون الآن بترويج وتجارة المخدرات فهو ما دفعنا لمحاولة اقتحام عالم أطفال شوارع المخدرات للتعرف عن قرب على أهم أبطاله ومعرفة أسبابهم ودوافعهم وكيف يعيشون وسط هذا العالم ؟... أسئلة شائكة وعديدة إجابتها قد تكون فى السطور التالية...
حبظلم ملك ترامادول ميدان رمسيس
بوسط "ميدان رمسيس" المكتظ بالمارة والباعة الجائلين وفى الحديقة المطلة على مسجد الفتح مباشرة يجلس «حبظلم » الطفل الذى لم يتجاوز عمره الثالثة عشر والمعروف بين سائقى الميكروباص والباعة الجائلين المحتلين الميدان بتوزيعه لعقار الترامادول المخدر فى تمام الساعة الثانية عشر ظهراً يأتى حبظلم وهو يرتدى قميصه الأبيض المتهدل وبنطلونه الأزرق الذى عفى عليه الزمن يجلس وسط الحديقة التى اتخذ منها مبيتا أساسياً له ويمسك بيده أكياساً من المناديل الورقية ، كى لا يثير الشك بين رجال شرطة قسم الأزبكية الذين يترددون على الميدان من حين لأخر لرصد حالته الأمنية ..دقائق معدودة ويتردد عليه سائقى ميكروباص الأجرة والباعة لأخذ تموينهم اليومى من عقار الترامادول منه بطريق غير ملفتة للنظر وكأنهم يشترون منه المناديل يترقبه زميله "حواس " الطفل البالغ من العمر الخامسة عشر عاماً وكثيراً ما تنشأ بين حواس وحبظلم مشادات كلامية وتراشق بالألفاظ وذات مرة انتهت باعتداء حبظلم على حواس بالسلاح الأبيض وانتهى الأمر بإصابات حواس بإصابات قطعية خطيرة فى وجهه تم احتجازه على أثرها بالمستشفى ..
ويبدو أن حواس يكره حبظلم كرهاً شديداً لكنه لا يستطيع الإبلاغ عنه لخوفه من المعلم "حسان "التاجر الذي يعطى لحبظلم المخدرات لترويجها على الزبائن وهو ما عرفته من الطفل "رشيدو" الذى لم يتجاوز عمره السابعة ,يجلس رشيدو وسط الطرقات ليمارس التسول اقتربت منه وسألته عن إسمه فقال إسمى محمد وشهرتى رشيدو ، سألته لماذا تمارس مهنة التسول ؟ وكيف تقضى يومك؟ وأين أسرتك؟ فأجاب أنا ممكن أتكلم معاك يا أستاذ وهقولك على كل حاجة بس تعطينى عشرة جنيه الأول فقلت له اتفقنا بشرط أن تقول لى كل شئ بصراحة فقال: توفى والدى فى حادث قطار أثناء قيامه ببيع المثلجات وتزوجت والدتى بشخص آخر بدأ يعاملنى بقسوة فأحياناً يضربنى وأحيانا أخرى يمنع عنى الطعام إلى أن قام بإخراجى من المدرسة من الصف الأول الإبتدائى، وبسبب عذابه لى قررت أن أعيش فى الشارع، تعرفت على أولاد وبنات يعيشون معى فى الشارع أسفل الكبارى وفى الأزقة وأشهر زقاق يتجمع فيه أولاد الشوارع وتجدهم بكثرة هو زقاق" رزه" الكائن بجوار عزبة الصعايدة بعين شمس الشرقية بعدها عرفونى بالمعلم "ديدة "الذى كان يقوم بإعطائى المناديل لأقوم ببيعها وأعطيه ثلاثين جنيهاً يومياً وآخذ لنفسى خمسة جنيهات, ويعطى الشباب الأكبر منى سناً حبوب الهلوسة مثل أبو صليبة والترامال وغيره أم الأكبر سناً فهم يقوموا بتوزيع الحشيش المضروب يعنى خلطة المعلم يصنعها من الحنة والعطارة ويضيف لها حبوب هلوسة أو عظام موتى وتعطى تأثير أكبر من تأثير الحشيش اللبنانى أو الأفغانى أو المغربى أو حتى البلدى وأخرين يقوموا بتوزيع البانجو والأفيون وتذاكر الهيروين وهؤلاء هم الأقرب للمعلم ويثق فيهم جداً أصابتنى الدهشة عندما وجدت هذا الطفل الذى لم يبلغ السابعة من العمر يعرف أنواع هذه المخدرات بهذه الدقة لكننى عدت لأسأله عن حبظلم وحواس فقال الأثنين يعملوا عند المعلم حسان لكن المعلم يحب حبظلم أكثر لأنه يعطيه إيراد يومى أكبر أما حواس فكان يسرق الترامادول ويتعطاه ويعطى للمعلم الإيراد ناقص.
سألت "رشيدو" كيف أستطيع الوصول إلى الأطفال الذين يقوموا بتوزيع المخدرات فقال هناك منطقة بإمبابة تعرف بإسم حكر" أبو دومة "أو الحكورة وهذه المنطقة يسيطر عليها "ريكو" وهو يبلغ من العمر حوالى 25 عاماً ويعمل تحت يده صبيان وبنات كثيرون يقوموا بتوزيع المخدرات إلى الأماكن والميادين المجاورة أشهرهم بلوظه وزنوبه وطياره وأعمارهم مثل عمرى أو أكبر قليلاً سألته وكيف تعرفت عليهم ؟فأجاب ياأستاذ ولاد الشوارع كلهم بيعرفوا بعض والنوم على الأرصفة والبهدلة فى الشوارع والحوارى علمت الواحد كتير.
المعلم سماكه والمعلم تنور أباطرة الحكورة
تركت رشيدو وانطلقت إلى المكان المنشود لعلنى أصل إلى ريكو وأكتشف أسراراً أكثر عن أطفال شوارع المخدرات وبالفعل وصلت إلى المكان الموصوف فوجدته يمتلأ بالعديد من المحال التجارية والمارة والبلطجية المعروفين فى المكان أباً عن جد وأيضاً أشهر تجار المخدرات وهذا ما أكده لى عم "صابر" بائع الطماطم المتجول والذى نصحنى بعدم التجول بالمنطقة حتى لا ألفت الأنظار ويقوم (النادروجية) بضربى واحتجازى خشية أن أكون من رجال المباحث قال عم صابرالمنطقة هنا كلها لبش وهى أصلاً مستنقع لأولاد الشوارع الذين يقوموا بتوزيع المخدرات تحت رعاية المعلم "سماكه "والمعلم "تنور" أشهر تجار مخدرات بالمنطقة أباً عن جد فالمعلم سماكة من عائلة "رمانة "وهى عائلة تستغل أطفال الشوارع لتوزيع المخدرات بكل ميادين مصر ومناطقها منذ عشرات السنين أما عائلة "تنور" فهى تستغل الفتيات بدرجة أكبر فى توزيع المخدرات والدعارة سألته عن الأسماء التى قالها لى رشيدو فقال أنا أعرف زنوبه وريكو لكن أشهر الأطفال الذين يقوموا بتوزيع الحشيش على الزبائن هو "عجوه "وهو طفل فى العاشرة من عمره لكنه بارع فى السرقة وتوزيع المخدرات أما أتاوه فهو أشهر صبيان المعلم "سماكه" لكن طاردته الشرطة وهو يقوم بتوزيع تذاكر الهيروين وتم القبض عليه وهو الآن بالإصلاحية وعن أشهر فتيات الشوارع اللاتى يقمن بتوزيع المخدرات "عتوقه" وهى تبلغ من العمر عشرة سنوات تقريباً وتقوم بتوزيع الترامادول على سائقى ميكروباص الكيت كات والوحدة والمحكمة والباعة الجائلين وتربت على يد المعلمة تفاحة زوجة المعلم سماكه أما توحيدة فكانت فتاة فى الخامسة عشر من عمرها وكانت مشهورة بتوزيع قراطيس البانجو لكن ألقى المعلم حسيبو وهو واحداً من تجار المخدرات بالمنطقة (مية نار )بعد أن أكتشف أنها تعمل مرشده للشرطة ويقال أنها تعيش الآن بعزبة أبو حشيش مع بعض أطفال الشوارع هناك شكرت عم صابر وقبل أن أنصرف من المنطقة شاهدت شاب يبدو فى العقد الثانى من عمره يجمع خمسة من الصبية أعمارهم مختلفة ويتحدث معهم يأخذ من أحدهم نقوداً ويعطى أحدهم أكياساً بلاستيكية قال لى عم صابر هذا ريكو وهؤلاء الأطفالهم الذين يقوموا بتوزيع المخدرات بمختلف أنواعها على الزبائن ولا تنظر إليه حتى لا يشك فيك وعليك الأنصراف الآن حتى لا تقع أو يحدث لك شيئاً وتخرج من هذا المكان سالماً.
زوزو تروى حكايات أطفال تجارة المخدرات بأبو حشيش
وبالفعل أنصرفت وقررت الذهاب إلى عزبة أبو حشيش الكائنة بمنطقة حدائق القبة لعلنى أكتشف جديد عن أطفال شوارع المخدرات وهناك علمت من أحد السكان المقيمين بالقرب من العزبة أن بعض أطفال الشوارع يعيشون فى قطار قريب من العزبة و ينامون به ليلاً وجدت طفلة صغيرة تبلغ من العمر 11عاماً ترتدى ملابس تظهر أكثر ما تخفيه من جسدها النحيف سألتها عن إسمها فقالت أسمى "زوزو" وأبويا طلق أمى ورمانا فى الشارع وأنا ببيع مناديل فى المترو علشان أساعد أمى، سألتها أين تعيشى؟ فقالت مع أمى وإخواتى السبعة فى حجرة صغيرة بالجيارة،سألتها ولماذا أتيتى إلى هنا فقالت مع صحبتى "نواره" علشان هتعطينى حاجة أوصلها لأمى وأنا خايفة من "بلبل" البلطجى ممكن تعدينى الطريق علشان بلبل ما يضربنيش وأثناء عبورى الطريق معها سألتها عن بلبل.
فقالت بلبل بيسرق الناس وبيشم كولَّه بالفلوس وقبل كده سرق فلوس بضاعة "خليل" وضربه ولما راح للمعلم بتاعه وقال له أنه أتسرق المعلم حرقة فى أيده ورجله علشان كده خليل هرب وراح عند "زيبو"وأشتغل معاه بس زيبو معروف باغتصابه لبنات الشوارع وفرضه إتاوات على زملائه وفى الأخر يأخذ الفلوس ويشرب حشيش وأثناء حديثى مع زوزو رأيت طفل يبدو فى الرابعة عشر من عمره يرتدى جلباب سألت زوزو عنه فقالت ده ياسر وأتقبض عليه وهو يقوم بتوزيع المخدرات وتم وضعه فى الإصلاحية بس هرب وتزوج من بدريه وعنده دلوقتى يوسف عمره سنة وعايشين فى القطار "سألتها ومن الذى كان يعطى لياسر المخدرات فقالت من عند العمدة الذى يعيش بمقابر زينهم.
أطفال شوارع مقابر زينهم وتاريخ حافل بكل أنواع المخدرات
وفى تمام الساعة السابعة مساءاً ذهبت إلى مقابر زينهم الكائنة بالقرب من مشرحة زينهم فشاهدت بعينى تجمعات كثيرة من أطفال الشوارع الكثير منهم يتعاطون المخدرات بكل أنواعها كالحشيش والبانجو وأبو صليبة والترامادول والترامال، وعلمت من أحد سكان المقابر أن هؤلاء الأطفال يمولهم تجار من كوم السمن والمحاجزة والحرانية والجعافرة والعشش حيث يقومون بتوزيع المخدرات بالموتوسيكلات المسروقة.
وفى هذه المقابر يقطن طفل يدعى حمو مشهور بعمل خلطة البيسة بالمقابر وهى خليط من الهيروين المغشوش ومهدئات وماء مقطر وليمون تحرق فى ملعقة ثم توضع فى حقنه وتحقن فى القلب مباشرة ولازم تكارك لها بمعنى أن تسحب بعض ملليمترات من الدم أولاً ليختلط بمحتوى الحقنة ثم تحقن جزءاً صغيراً ثم تسحب وبعدها تحقن وهكذا وعن سعر المخدرات بين أولاد الشوارع فالحشيش المغشوش يبيعه شرشر ب20 جنيهاً للقرش وآخر 30 وآخر 70 أما الماكس فيباع بسعر الجملة من 15 إلى 20 ألف جنيه للمتر والقطاعى سعر السنتيمير المكعب الواحد ما بين 30 و 35 جنيها .
مسئولون :جيش من أطفال الشوارع يقوموا بتوزيع المخدرات بكآفة محافظات مصر
حملنا هذه الوقائع إلى الجهات المعنية والمسئولة عن معالجة ظاهرة أطفال الشوارع حيث أوضحت "عائشة عبد الرحمن" رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية بوزارة الشئون الاجتماعية، أن الوزارة تتعامل مع ظاهرة أطفال الشوارع عن طريق الوقاية لعدم زيادة عددهم والتعامل مع الأطفال الحاليين، وأطفال شوارع تعولهم أسر، وآخرون تشغلهم أسرهم بجوارهم فى الشوارع، كما يوجد لدى الوزارة خطط طويلة وقصيرة المدى لكى تصبح مؤسسات رعاية الأطفال جاذبة لهم. وتشير الدكتورة عفاف إبراهيم الأستاذ المتفرغ بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن معالجة المشكلة يجب أن تبدأ من معالجة الأسباب كالظروف المعيشية الصعبة وتدنى مستوى المعيشة وضيق المسكن والعشوائيات والفقر والمعاملة القاسية للطفل داخل الأسرة التى تفضى إلى هروبه للشارع، والخلافات بين الزوجين أو أن يكون الأب متزوجاً بأخرى، فمثل هذه الأمور يجب أن توضع فى الاعتبار عند معالجة المشكلة، وهناك حلولاً مقترحة كثيرة مطروحة من الباحثين والمتخصصين والعاملين فى مجال حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدنى؛ فهناك من يرى إقامة معسكرات أو قرى لهؤلاء الأطفال حتى يتم تجميعهم فيها، وتقديم الرعاية لهم، وهذا الحل لم يثبت جديته؛ فمن هؤلاء الأطفال من لديه أسرة ومنهم من هو مرتبط بالشارع، وكلاهما يهربون من هذه المعسكرات، كما أن هؤلاء الأطفال تربوا على التحرر الكامل، ومثل هذه المعسكرات تقيد حريتهم، من وجهة نظرهم، وضرورة تفعيل قوانين الأحداث والقبض على هؤلاء الأطفال وتصنيفهم حسب الفئة العمرية والهوايات والميول والجنس، حتى يتم توجيه كل صنف حسب ميوله ورغباته، وكذلك التعرف على هويتهم وتسليم من له أسرة إليها وكتابة إقرارات على ولى الأمر بعدم نزول إبنه الشارع مرة ثانية، بجانب حصر هذه الأسر من خلال الجهات المختصة وتدوين بياناتها وعمل دراسة عن حالة كل أسرة منفردة وصرف إعانات شهرية لها وعمل مشاريع صغيرة، فالطفل له الحق أن يعيش عيشة كريمة، فإذا كانت الأسرة لن توفر له المعيشة السوية فيجب أن توفرها له الدولة، بدلاً من أن ينحرف ويُستخدم فى أعمال ضد المجتمع يدفع المجتمع كله تكلفة أعماله.
ويرى صلاح ياسين، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «حماية بلا حدود لرعاية أطفالالشوارع» أنه لا يوجد إحصاء دقيق لعددهم، فمنذ عام 2006 وحتى الآن لم يتم حصرهم ، وأشهر الأماكن التى يتجمعون بها وسط البلد ، وخلف كلية الطب بجوار ميدان زينهم وعند وزارة الصحة، وشارع السد بالسيدة زينب، ومنطقة أبو السعود، وفى كوبرى القبة بجوار عزبة أبو حشيش وغيرها من الأماكن التى يتجمع فيها الأطفال ليلاً ويقيمون فيها بأنشطتهم المختلفة وخطورة هؤلاء الأطفال على المجتمع تكمن فى استغلالهم فى أعمال إجرامية حيث يوجد جيش من أطفال الشوارع يقوموا بترويج المخدرات وتنفيذ الأعمال الإجرامية.
ويؤكد هيثم أبوخليل نائب رئيس مجلس إدارة مركز ضحايا لحقوق الإنسان إلي أن عصابات أطفال الشوارع تقوم باستخدامهم في ترويج المخدرات وهو ما يعد انتهاكاً للمادة 19 من الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل كما تعتمد عصابات استغلال أطفال الشوارععلي زيادة أعداد هؤلاء الأطفال عن طريق استخدام الفتيات في أعمال منافية للآداب واستثمار أطفال السفاح في توسيع نشاطاتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.