أغانى السمسمية هى عنوان فرحة السوايسة أنغام السمسمية كان لها مفعول السحر على المتظاهرين في يناير. عندما تُغنى"يابيوت السويس" على نغمات السمسمية يهتز الميدان. السمسمية استخدمت لرفع الحالة المعنوية للجنود خلال حرب الإستنزاف. السمسمية نوع من الفن مرتبط بأهل السويس وعنوان للمحافظة، فلا يوجد فرح سويسي لاتكون فيه اّلة السمسمية حاضرة، ولا توجد مناسبة سعيدة إلا ويُكمل سعادتها العزف الجميل على هذه الاّلة العريقة؟ وكما كانت اّلة السمسمية تحتضن الكلمات وتذهب بها إلى أسماع الجنود على الصفوف الأمامية خلال حرب الإستنزاف، لتلهب حماسهم وتقّوي عزيمتهم وتعطيهم الأمل بأن النصر قادم، كان لدور فرقة ولاد الأرض لشاعر المقاومة الكابتن غزالي، عاملاً مؤثراً في التخفيف من وطأ النكسة ومواصلة النضال حتى النصر. كانت كذلك اّلة السمسمية حاضرة بميدان الشهداء خلال ثورة 25 يناير إذاعة وعزفاً حياً وهذا ما تعرفت عليه شبكة الإعلام العربية "محيط"، خلال حوارها مع تامر جلال -الشهير ب" ريكو" أحد فناني الثورة- الذي كان حاضراً في الميدان مرافقاً لأقرانه من فناني السويس، ومراقباً لمختلف مراحل تطور فن الثورة. بداية..هل لك أن تعرفنا على اّلة السمسمية ؟ هي اّلة موسيقية شعبية ذات خمسة أوتار، مثلها مثل الربابة، والطنبورة، والراب، والأرغول، وموسيقى الجاز، وتتكون أجزاء الاّلة من الفرمان، والحمال، والسناد، والشمسية، والقرص، وصندوق الصوت، والحوايات، والأوتار، والفرس، وقد تختلف بعض أسماء قطعها فنجد البعض يطلقون إسم البنجق على الفرمان، والرقمة على الشمسية ، وأوتار السمسمية الخمسة مصنوعة من سلك صلب، وفي الغالب يكون عزف اّلة السمسمية على مقام الراست، وتضبط الدوزن على اّلة البيانو. البداية في مصر وما هو تاريخ ظهور السمسمية ونشأتها ؟ تعود اُصول آلة السمسمية إلى اّلة الكنارة الفرعونية التي كانت تشبه إلى حد كبير اّلة الهارب الحالية، إلا أنها أصغر حجماً، ولها سبعة أوتار مصنوعة من أمعاء الحيوان، وتطورت إلى اّلة الطنبور النوبية الحالية، وهى عبارة عن علبة من الخشب أو قصعة أو طبق صاج، مشدود عليه جلد رقيق ولها ذراعان متباعدان يسميان المداد، يربطمها ذراع ثالث على هيئة قاعدة المثلث تسمى حمالة، ويتم ربط الأجزاء بخيوط قوية من أعصاب الثور، وتزين بالخرز والنقوش والدلايات، ويكثر إستخدامها بكثرة فى الزار، وتتبع السلم السباعي، ثم كان التطور إلى اّلة السمسمية التقليدية الحالية، مما يدل على أنها اّلة مصرية خالصة. أصول من جدة لكن هل الرأي الأوحد أنها مصرية أم أن هناك اّراء أخرى؟ بالفعل هناك رأي آخر يقول أنها دخلت إلى مصر مع التجار من أبناء الجزيرة العربية، الذين كانو يأتون إلى مدينة السويس، أو من استقروا بها، وأستدل أصحاب هذا الرأي على ذلك بالأغاني المشهورة ب"الأدوار الجداوية" نسبة إلى مدينة جدة، والتي مازالت تُغنّى حتى الأن في مدينة السويس. وهل تذكر اول شخص استخدم اّلة السمسمية في السويس؟ أول من استخدم اّلة السمسمية من أهل السويس هو الفنان السويسي "كبربر"، ثم انتقلت إلى مدينة الإسماعيلية، وأول من استخدمها بالإسماعيلية الفنان أحمد فرج، ثم انتقلت إلى بورسعيد وأول من استخدمها الفنان أحمد السواحلي، والملاحظة العامة الهامة أن كلهم من اصحاب البشرة السوداء. السمسمية والثورة وكيف ارتبط نغم السمسمية بميدان الثورة ؟ على الرغم من الكر والفر والضرب والقنص هنا وهناك، غير أن الميدان كان كثيراً ما يشهد تجمع الشباب والمشاركين في الفعاليات، لترديد الأغاني الوطنية، عندما كانت تذاع خلال مكبرات الصوت أو السماعات بالميدان، حيث كانت تتردد دائماً أغاني فرقة ولاد الأرض -التى أسسها الكابتن غزالي شاعر المقاومة بالسويس إبان حرب الإستنزاف- وكانت تتكرر إذاعتها في الميدان كثيراً، كونها أغاني مقاومة، بالإضافة إلى أغانى عديدة أخرى تَغنّى بها السوايسة أيام الحصار خلال حرب 73 " منها "غني ياسمسمية لرصاص البندقية" و"لكل إيد قوية ماسكة زنودها المدافع"، وهي تخاطب كل فئات المجتمع بالإضافة إلى أغنية "يا بيوت السويس"، من تأليف الشاعرعبد الرحمن الأبنودي، وغناء محمد حمام وهى من الاغانى التى يتم تقديمها على السمسمية ويعشقها أبناء السويس. مفعول السحر لكن ما هو تأثير تلك الاُغنيات على الثوار؟ عند ترديدها عزفاً أو غناءً، تشعر أن الميدان كله أصبح شعلة حماس، والميدان بأكمله يهتز، وللسمسمية مع كل الأغانى مذاق وسحر خاص حتى مع أغانى الاولتراس. هل استمرت السمسمية مرافقة للثوار خلال مختلف الفعاليات ؟ السمسمية ظلت في حضن وقلوب الثوار، ومن يأتي أيضاً في ضيافتهم، فبعد أن قامت السمسمية بدورها خلال مظاهرات ال 18 يوم بالميدان بعد تخلي مبارك عن السلطة، قمت بتنظيم ثلاث حفلات بصفتي مديراً لإحدى فرق السمسمية، منها تلك التى أحياها الشاعر هشام الجخ حيث إستعاض عن ألة العود التي تطلق كخلفية موسيقية له خلال إلقائه الشعر، بألة السمسمية نظراً لأثرها في نفوس السوايسة والمصريين، وقد اشترك في الحفل عزفاً خلف الجخ فنان السمسمية العالمى موسى أحمد موسى، أيضاً فريق البمبوطية للسمسمية بقيادة محمد رجب، وإبراهيم السني. وتلا ذلك الحفل حفلاً أخر اُقيم لتكريم أسر شهداء ومصابي الثورة بالسويس، بالصالة المغطاة بمشاركة فرقة الفنار للسمسمية بقيادة ناصر السويسى ورمضان عطية. كل ماهو جديد وماذا بعد ثورة يناير..هل تجددت أغاني السمسمية ؟ بالفعل بعد الثورة وخلالها كان هناك جديد، فكان هناك أغنية بإسم "ناح الحمام فوق الميدان" كلمات عبد المنعم زهران وغناء بكر حسن، وتقول " ناح الحمام فوق الميدان، ثورتنا ثورة حرية رمز الأمة العربية، اشهد علينا وقول يازمان، سويسنا حرة فى كل مكان"، كذلك كانت هناك "دقينا الكف وغنينا وبدم الشهداء اتحنينا، وحلفنا حقنا ما نسيبه والظلم بإيدينا نجيبه" كلمات منصور العشرى وألحان وتوزيع طه الحكيم وغناء كرم أبو الليل، وهناك اغنية أهداها الفنان أحمد اسماعيل -حامل تراث الشيخ امام- كلمات عصام علم الدين وألحانه بعنوان "ياسويس" وكلماتها تقول "وحياة أول شهيد دمه سال من الوريد، حالفين ياسويس أكيد ما تعانيش مرة تانية". وماذا عن الاّلة كتراث يجب الحفاظ عليه ؟ لقد تم إنشاء مدرسة عشاق السمسمية، وشرفت أني توليت إدارتها مع محمد عبد الهادي، ويوجد مدربين متميزين في العزف على السمسمية أمثال موسى أحمد موسى، ومبارك سليم -أبو مازن-، وتعد أول مدرسة لتعليم عزف السمسمية والحفاظ على التراث بالسويس، برعاية جروب عشاق السمسمية في السويس، وجمعية أسوان للتنمية الإجتماعية والتي حضر افتتاحها شاعر المقاومة الكابتن غزالي.