ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم أن المقاتلين الأجانب الموجودين في سوريا من العالم العربي ومناطق أخرى من العالم يلعبون الآن دورا فارقا ومصيرياً بصورة متزايدة في مجرى المعارك من أجل السيطرة على سوريا . ووصفت الصحيفة في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، سوريا الآن بأنها "أشبه بمغناطيس قوي لديه قوة لجذب الجهاديين والمقاتلين من جميع أنحاء العالم على نحو فاق قوة مغناطيسي العراق أو أفغانستان". وأفادت بأن عدد السوريين الذين حاربوا إبان اندلاع الأزمة من أجل إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد جاوز بفارق كبير ألاف العرب وغيرهم من المسلمين غير السوريين الذين تدفقوا على سوريا على مدى العاميين الماضيين للانضمام للمعركة ، إلا أنه مع مرور الوقت فإن تدفق المتطوعين الجهاديين ارتفعت وتيرته وبدأ غير السوريين في أخذ زمام الأمور ولعب أدوار مهمة بينما يحاول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا التابع للقاعدة فرض سيطرته على مناطق واسعة مما وقعت تحت سيطرة صفوف المعارضة. وتناولت "واشنطن بوست" روايات مواطنين سوريين يقطنون في المناطق الشمالية ومحللين أكدوا فيها أن نقاط التفتيش التي يشكلها المقاتلون الأجانب باتت تعمل كمراكز قيادة في أرض المعركة وأصبح قادتها بمثابة الحكام الفعليين للمدن والقرى الخاضعة لسيطرة المعارضة ، ونقلت عنهم أن أكثر المقاتلين الأجانب جاءوا من تونس والسعودية وليبيا ، غير أن هناك أيضا مقاتلين من الشيشان والكويت والأردن والعراق والإمارات، فضلا عن وجود مقاتلين من حركة طالبان باكستان التي أعلنت في شهر أغسطس الماضي عن تأسيس قاعدة لها في سوريا. وأشارت الصحيفة إلى تقديرات متحفظة أكدت أن عدد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا سوريا على مدار العامين الماضيين تراوح بين 5 و10 آلاف مقاتل، وهو رقم جاوز عدد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا العراق أو أفغانستان لمحاربة القوات الأمريكية ، وفقا لتصريحات بريان فيشمان، وهو مسئول مكافحة الإرهاب السابق الذي خدم في العراق لصالح مركز مكافحة الإرهاب في "وست بوينت". وتعليقا على هذا الأمر ، أضاف فيشمان "إننا رأينا في سوريا عدد مقاتلين أجانب فاق بكثير عدد المقاتلين الذين رأيناهم في العراق ؛ فهم يسيطرون على الأراضي وأقاموا حكومة مركزية لهم حتى تمكنوا من لعب أدوار ديناميكية مهمة في مسار المعارك".