لا تزال القوات المناهضة للأسد راسخة في وجهه إلا أن ساحات المعارك في سوريا أصبحت الآن أكثر تعقيدا مما كانت عليه في أي وقت مضي. فقد تمكن الجهاديين من الاستيلاء علي المعارضة المعتدلة أو بالاصح تحجيمها وركوب المشهد بينما انخرط حزب الله والمقاتلين الشيعة الأجانب في صفوف الأسد. وعلي الأرض يعترف قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري بجمود الموقف, و الانجذاب الي المواجهة العنيفة علي نحو متزايد مع الجماعات الجهادية, بينما سجلت المعارضة المعتدلة فوزا ضئيلا في الاونة الاخيرة بعد نحو عامين ونصف من الحرب. وذكرت صحيفة( الجارديان) البريطانية أن الأرضية المشتركة التي راهنت عليها المعارضة منذ البداية هي الآن حقل متنازع عليه بمرارة بسبب المصالح المتنافسة التي تهدد بجدية توحد صفوف المعارضة ضد نظام الاسد. وكشفت الصحيفة عن وجود أكثر من ألفوحدة يشكلون الآن القوي المناهضة للأسد, وبينما لا يزال العديد منهم يمكن أن تتوحد خلف قضية مشتركة وهي الاطاحة بالرئيس, فالعديد لا يظهرون ذلك أو حتي الرغبة في العمل من أجل مجتمع ديمقراطي تعددي عندما يسقط الرئيس السوري. والأشياء ليست أقل تعقيدا علي جانب النظام حيث تزايد نفوذ حزب الله وعدد كبير من المقاتلين الشيعة من خارج سوريا الذين اتخذوا مواقع علي نحو متزايد في طليعة القتال. و شهد شمال سوريا خلال العام الحالي تحولا مطردا و كبيرا في المجموعات التي تصطف ضد النظام ومنذ بداية شهر رمضان في شهر يوليو2012 زادت الجماعات الجهادية في الأرقام و الصدارة وفي المقابل فقد النظام أراضي شاسعة وهو غير قادر علي استعادة السيطرة عليها. وحملت جبهة آل النصرة لواء الأيام الأولي من التمرد الجهادي و بحلول نوفمبر2012 كانت تقود العديد من المعارك التي تدور رحاها في الشمال. وفي أوائل العام الحالي تضخمت صفوف الجهاديين الاجانب الذين تدفقوا علي سوريا وكثير منهم من خلال تركيا حيث أطلقوا علي أنفسهم اسم المهاجرين, و بحلول شهر مارس بدأوا في تشكيل وحدات خاصة بهم في ريف حلب و إدلب, وكذلك في جبل القرود والهضبة الشمالية من اللاذقية وفي شرق سوريا. وفي مايو الماضي وجد جهاديو العراق طريقهم إلي سوريا, مع مجموعة موالية لابو بكر البغدادي والذي يطلق عليه اسم زعيم دولة العراق الاسلامية وهي تعمل بعيدا عن آل النصرة وخاصة في شمال سوريا. وقد اتخذت المجموعة الجديدة, التي تطلق علي نفسها اسم دولة العراق الإسلامية في سوريا, موقفا أكثر تشددا حتي من آل النصرة واشتبكوا مع وحدات الانحياز إلي الجيش السوري الحر. وأعلنت المعارضة السورية صراحة أنها لا تستطيع محاربة القاعدة في نفس الوقت الذي تكافح فيه من أجل اسقاط نظام الاسد. تنوع الجماعات الجهادية وانضمام المقاتلين الاجانب لساحة المعركة في سوريا مع عدم وجود ممثل موحد للمعارضة يهدد باطالة أمد الحرب السورية مع تراجع فرص ابرام اتفاقيات للهدنة وسط تعارض مصالح كل الاطراف. رابط دائم :