تحت عنوان «التطرف الأجنبي يعبث بالحرب في سوريا» ، أفردت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تقريرا عن الأزمة السورية وكيف أن الأطراف الأجنبية التي تدخلت بشدة في الشأن السوري قد أثار توترات الكثير من السكان المحليين، الذين يشعرون بالاستياء من تسلل عناصر مثل تنظيم القاعدة لحل الأزمة على طريقتهم. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، أن عدد من مقاتلي هذا التنظيم يسعون لفرض سياستهم المتأثرة بالإسلام الصارم على سوريا، في حين أن سوريا طالما كانت بلدا يتمسك بالتقاليد الإسلامية المحافظة التي تبعد عن التشدد. وأشارت الصحيفة إلى الاشتباكات التي اندلعت في الأسابيع الأخيرة بين العناصر الموالية إلى حد كبير للجيش السوري الحر، الذي يسعى في الأساس إلى الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، وبين الإسلاميين، على أنها خير مثال لنظرية تدخل الإرهاب الأجنبي– حسبما زعمت– وذلك فقط لتحقيق حلمهم الطموح بإنشاء دولة إسلامية تحت سيطرتهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وفي نفس السياق، سلطت الصحيفة الضوء على المعركة الأخيرة التي وقعت في بلدة عزاز بمحافظة حلب الشمالية بالقرب من الحدود التركية، مشيرة إلى النتائج التي وقعت جراء هذه المعركة من انتشار العناصر الإسلامية المقاتلة في البلدة لفترة وجيزة أواخر الشهر الماضي، ولكن الأمر انتهى بهدوء هش بعد قيام تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام والتي تخضع تحت حكم تنظيم القاعدة بعقد هدنة مع الجيش الحر هناك. ومن ناحية، أخرى قالت الصحيفة أن المقاتلين الأجانب قد فرضوا سيطرتهم على المدن التي تخضع لسيطرة المتمردين في سوريا بشكل أكبر مما فعله المجاهدين في العراق وأفغانستان، وأصبحت لهم الكلمة عبر مساحات واسعة من الأراضي السورية، الأمر الذي يثير الرعب لدى الكثير من السوريين الذين يعيشون في هذه المناطق والبلدان. وأشارت الصحيفة حسبما ذكر السوريون الذين يعيشون في البلدان التي تخضع لسيطرة هذه الجماعات أن السعوديين والتونسيين والليبيين هي من بين الجنسيات الأكثر انتشارا بين هذه الجماعات، ولكن رجالا من الشيشان والكويت والأردن والعراق والإمارات العربية المتحدة يتواجدون أيضا لدى هذه الجماعات. ولفتت "واشنطن بوست" إلى قيام حركة طالبان الباكستانية أغسطس الماضي بإعلان إنشاءها وجود داخل سوريا، ومن ناحية أخرى كان من بين الذين قتلوا في المعارك الأخيرة قائد مغربي كان قد قضى سنوات كسجين من الحكومة الأمريكية بخليج جوانتانامو في كوبا.