اعتبرت صحيفة (النهار) اللبنانية أن "الاشتباكات الدامية في بعلبك أمس تنذر بمضاعفات أمنية وسياسية خطيرة بعدما خرجت عن إطارها الشخصي والعشائري بفعل دخول (حزب الله) فريقا في الاشتباكات في وجه عائلات من الطائفة السنية، لتأخذ منحى مذهبيا في منطقة ذات حساسية مذهبية كبيرة". ولفتت الصحيفة إلى البيان الذي أصدره عدد من فعاليات طرابلس الليلة الماضية، واعتبروا فيه أن الحادث يستهدف الطائفة السنية في المدينة. و توقعت مصادر سياسية متابعة للاجتماع الأمني الذي عقده الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس أن يؤدي تكليف الجيش مهمة ضبط الوضع إلى احتواء تداعيات التفجير الأمني الحاصل في بعلبك ومنع امتداده إلى مناطق أخرى. وذكرت الصحيفة أن اجتماعا عقد في بعلبك الليلة الماضية قضى بوقف إطلاق النار وسحب المسلحين من المدينة. على صعيد تشكيل الحكومة اللبنانية.. ذكرت الصحيفة أن رئيس الحكومة المكلف تمام سلام يعتزم زيارة مقر الرئاسة اليوم أو غدا للقاء الرئيس سليمان والتشاور معه في شأن الملف الحكومي على خلفية المواقف الأخيرة لسليمان والتي أثارت جملة من ردود الفعل المحلية التي حيدت رئيس الجمهورية واستهدفت الرئيس المكلف وأدت بنتيجتها إلى إسقاط الصيغة التي كان سلام يعتمدها في تشكيل حكومته لجهة اعتماد المداورة والتوزيع على قاعدة ثلاث ثمانيات (8+8+8) أي ثلث لقوى 14 آذار بقيادة تيار المستقبل، وثلث ل8 آذار بقيادة حزب الله، وثلث للقوى المحايدة والوسطية التي تضم رئيس الجمهورية والحكومة ووليد جنبلاط. وأشارت الصحيفة إلى أنه تناقل عن أوساط قريبة من سلام قبوله بصيغة 9-9-6، جاء بيان النفي الذي أصدره ليقطع الطريق على الطروحات الجديدة القديمة من دون أن يقدم مقاربة جديدة. وذكرت الصحيفة أن سلام قرر التريث في إعلان أي موقف أو رد على ما أثير أخيرا، خصوصا ان الكلام غير صحيح ولم يصدر عن أوساطه. وتستبعد مصادر سياسية مطلعة أي خرق في مشهد التأليف، قائلة إن "مواقف حزب الله وحلفائه في قوى 8 آذار، بالإضافة إلى موقف جنبلاط الذي دعا إلى إعادة النظر في صيغة (8+8+8)، فرملت اندفاعة الرئيس اللبناني واستعجاله تشكيل الحكومة في الأسبوع الأول من أكتوبر المقبل"، وفقا للصحيفة.