لندن: قال الصحفي البريطاني المخضرم روبرت فيسك أن العنف الذى يسود منطقة الشرق الأوسط سيجعل الأقليات في أعقاب الربيع العربي يشعرون أنهم "ليسوا فى المكان المناسب". وذكّر فيسك الأقباطَ في مقاله له بجريدة ''الإندبندنت'' البريطانية بمقولة للرئيس السابق أنور السادات بأنه "رئيس مسلم لشعب مسلم" ،وقال إن الأقباط " الذين يمثلون حوالي10 فى المئة من سكان مصر لم ينسوا تلك المقولة" . وزعم فيسك في مقاله ان الهجوم على "كنيسة أسوان" أشعل نيران الفتنة في مصر، التي أدت الى مقتل 26 شخصا خلال أحداث ماسبيرو الدامية، وذلك يعد أكبر عدد من الموتى المصريين منذ أسوأ يومين في الثورة المصرية التي أطاحت بمبارك وهما "يوما 28/29 فبراير". وأوضح إن مخاوف المسيحيين ،التي زرعها مبارك فيهم عندما أحس أن كرسي العرش يهرب من تحته اتضحت في عدم دعم قيادة الكنيسة القبطية للثورة حتى قبل يومين من سقوط مبارك. وتساءل فيسك فى مقاله ، هل الأقباط عرب؟ ، بعض المسيحيين يقولون إنهم عرب، والبعض الأخر يقول إنهم ''أصل'' المصريين. ورأى الكاتب أن "الحال تبدل اليوم" بعد أن كان المسيحيين والمسلمين فى ميدان التحرير، في أيام الآحاد يصلي المسيحيون ويحميهم المسلمون، وفي أيام الجمع يصلي المسلمين ويحميهم المسيحيين. وقال إنه لايوجد شئ جديد حول العنف الديني في مصر، لكن كان من المفترض أن تكون ثورة مصر 'أنظف من ذلك، وتكون حلقة وصل لمستقبل جديد يريد العرب محاكاته كما كانت فى بادئ الأمر. وقال فيسك أنه كالعادة سيكون هناك نظريات مؤامرة في ليالي الآحاد، أضاف فيسك أن المشكلة وراء ذلك ، أن المسيحيين في العديد من دول الشرق الأوسط دائما ما يقال لهم إنهم أقليات . واختتم الكاتب مقاله بوصف ماحدث بانه شئ يدعو للحزن ، ويعكس غضب المسيحين والمسلمين ويعكس ايضا الحال السئ الذى وصلت اليه الثورة المصرية .