فى مستهل مقاله الذى عقّب فيه على أحداث ماسبيرو، لم يغب عن روبرت فيسك الكاتب الصحفى ومراسل صحيفة «الإندبندنت» البريطانية بالشرق الأوسط أن يستذكر قول الرئيس الراحل أنور السادات عندما وصف نفسه «برئيس مسلم.. لشعب مسلم»، وهو ما لم ينسه مسيحيو مصر، كما ذكر الكاتب. فيسك، أشار إلى دور حادثة كنيسة أسوان فى إذكاء نيران الفتنة، وإيقاع 26 قتيلا وهو ما يمثل أكبر عدد من القتلى المصريين، منذ أسوأ يومين فى الثورة المصرية التى أطاحت بخليفة السادات، حسنى مبارك، إلا أنه أوضح أن مخاوف المسيحيين التى أحياها «عمو حسنى» -على حد تعبيره- عندما أحس بفقدانه كرسى العرش وسحب البساط من تحته، ظهرت فى عدم تأييد الكنيسة المصرية للثورة حتى قبل يومين من سقوط مبارك. فيسك، انتقل إلى الحديث عن الأقباط الذين كانوا يشكلون أغلبية فى عهد الرومان قبل ميلاد الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) وتساءل هل هم عرب؟ فبعض المسيحيين ينظرون لأنفسهم على أنهم عرب، بينما يقول البعض الآخر إنهم المصريون «الأصليون»، وذكّر فيسك بصلاة المسيحيين بميدان التحرير، وحماية المسلمين لهم والعكس صحيح، موضحا أن «ذلك كان فى الأيام الأولى للثورة».. وبالعودة مرة أخرى إلى الأحداث، تحدث فيسك عن نظريات المؤامرة التى ستظهر كالعادة فى سياق أحداث ماسبيرو، إلا أنه أكد فى هذا الإطار أن هناك مشكلة أكثر عمقا تكمن وراء ذلك كله موضحا بقوله «دائما ما يقال للمسيحيين فى عديد من دول الشرق الأوسط إنهم أقليات، وبالتالى يجب أن يرتكنوا إلى حكوماتهم كى تقوم بحمايتهم»، ومن أمثلة ذلك ما قاله البطريرك المارونى اللبنانى بشارة الراعى حول إعطاء النظام السورى فرصة أخرى، لإصلاح مشكلات بلاده. مرة أخرى، يذكر فيسك أن العنف الدينى ليس جديدا بمصر، إلا أن الثورة المصرية كان يجب أن تكون أكثر نظافة من ذلك، كما يجب أن تكون ممرا مشرقا لمستقبل جديد يريد العرب محاكاته.