أعلنت السلطات السودانية أمس الثلاثاء أنها تقدمت بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدة للرئيس عمر حسن البشير لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك رغم أمر الاعتقال الصادر بحقه من المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بتدبير جرائم حرب في إقليم دارفور. ووفقا لما جاء على قناة "سكاي نيوز عربية" كانت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامنتا باور قالت يوم الاثنين إن واشنطن تلقت طلب البشير الحصول على تأشيرة دخول ووصفت هذه الخطوة بأنها "مؤسفة وتبعث على السخرية وغير ملائمة تماما." وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية إن البشير "لن يلقى ترحيبا حارا" إذا سافر لحضور اجتماع الجمعية العامة. وقال إن الرئيس السوداني طلب الحصول على التأشيرة لحضور الجلسة الافتتاحية للاجتماعات السنوية للجمعية العامة. واضاف المسؤول "لن أتحدث عن تفاصيل هذه الحالة لكن الولاياتالمتحدة ملزمة عموما باعتبارها دولة المقر للأمم المتحدة بالسماح بدخول مواطنين أجانب غير أن التأشيرات بوجه عام يمكن تقييدها." ويمكن أن يشكل السفر إلى الولاياتالمتحدة خطرا على البشير الذي قصر أسفاره إلى حد بعيد على دول إفريقية مجاورة ودول عربية حليفة منذ أن طلبت المحكمة من أعضائها اعتقاله إذا دخل أراضيها. والولاياتالمتحدة ليست عضوا في المحكمة التي مقرها لاهاي ولذا لن تكون ملزمة قانونا بتسليمه للمحكمة. لكن واشنطن تصدرت دعوات لتقديم البشير للعدالة الدولية بسبب العنف في صراع إقليم دارفور في غرب البلاد الذي اندلع قبل نحو عشر سنوات. ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولين بالمحكمة الدولية. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان:"اتخذت وزارة الخارجية الإجراءات اللازمة لتأمين الحصول على تأشيرات الدخول للسيد رئيس الجمهورية والوفد الرفيع المرافق له." وأضافت أن البشير يعتزم أيضا الاجتماع مع عدد من الزعماء الأفارقة على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك التي تبدأ الأسبوع القادم. ورفضت الوزارة انتقادات باور لتقديم الطلب. وقالت "حكومة الولاياتالمتحدة غير مؤهلة أخلاقيا ولا سياسيا ولا قانونيا لتقديم مواعظ ونصائح فيما يتعلق باحترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في ضوء سجلها المعلوم في ارتكاب جرائم حرب وإبادة ضد شعوب بأكملها وكان من آخرها غزو العراق عام2003." وأضافت أن الولاياتالمتحدة ملزمة بمنحه التاشيرة بموجب اتفاقية مقر الأممالمتحدة لعام 1947 التي جعلت مقر المنظمة الدولية في نيويورك. وباعتبار الولاياتالمتحدة "دولة المقر" للأمم المتحدة فهي تتبنى سياسة تقوم على إصدار تأشيرات لأعضاء الوفود بغض النظر عن النزاعات مع الدول. ولم تعلق وزارة الخارجية الأمريكية بشأن ما إذا كان سيتم منح البشير تأشيرة.