تقارير : إسرائيل يرتفع فيها الفقر والعنصرية والهجرة العكسية وتفتقد اعتراف الجوار المؤرخون الجدد يعترفون : لم تكن أرضا بلا شعب بجاحة إسرائيل وصلت للدعوة لثورة تعيد الفلسطينيين للأردن!! كلينتون حذر عرفات خلال أوسلو من إدراج الفلسطينيين على قوائم الإرهاب محاولات الهروب من نصوص مقدسة يهودية غارقة في العبثية اليهود يتضاءلون عدديا في الغرب ونفوذهم يزداد في الإعلام والشركات! أمريكا دفعت 140 مليار لإسرائيل وأبطلت 29 قرارا دوليا بإدانتها مؤلف الكتاب يرى أن رفض العرب إقامة دولتين .. ظلم أصغر أدى للأكبر منه !! "ما بعد إسرائيل" .. إنه العنوان المدهش الذي وضعه الكاتب الصحفي أحمد المسلماني، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية حاليا، لكتابه الرائج في مصر، ولعلنا كنا في حاجة لالتماس أي بارقة أمل في صراعنا المرير مع الكيان الصهيوني الذي يقتل ويهود ويكذب بلا هوادة.. في مقدمة الكتاب يقول المسلماني : "جاءت ثورة يناير مفاجأة مذهلة لإسرائيل ذلك أن عصر مبارك كان بالنسبة لإسرائيل أقرب إلى العنوان الشهير لريتشارد نيكسون "نصر بلا حرب" وبالنسبة للمصريين "هزيمة بلا حرب" . وبين الحقائق يشير الكاتب لمؤتمر بازل في سويسرا عام 1997 في مناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على المؤتمر الصهيوني الأول في المدينة نفسها عام 1897 والذي أكد "نجاح الحركة الصهيونية في إقامة دولة وفشلها في إقامة شعب " الكتاب صدرت طبعته الأولى منذ عشر سنوات، لكن الكاتب نقحه وأضاف إليه بعد اندلاع ثورات الربيع العربي وبعدما تأكدت رؤيته حسبما يسرد في أن صعود الشعوب العربية سيقابله اندحار الكيان الصهيوني، لتصبح إسرائيل دويلة هزيلة في تل أبيب تعاني مآزق دينية واقتصادية وسياسية بالغة، وهي الآن أشبه بدولة قوية شعبها ضعيف ، مغامرة وشعبها خائف، لكن الكاتب في المقابل يحذر من تفويت فرصة العرب التاريخية والذي سيكون ثمنه سيناريو كارثي. لكن علامة التعجب في كتابه، أن المسلماني يرى أن العرب يمكنهم إذا ما استنفذوا الحلول أن يقبلوا بالظلم الأصغر بديلا عن الخطاب الاستعلائي الذي أدى بنا للظلم الأكبر!، هو يقترح التفاوض مع إسرائيل على حل الدولتين الشهير الذي قوبل بالرفض قديما ويسعى القادة العرب له حثيثا اليوم على موائد المفاوضات التي اعتادت إسرائيل المراوغة فوقها لإهدار الوقت بينما هي تبني المزيد من المستوطنات والمتاريس وتهدم الأقصى وتهدرالأرواح بأبشع الصور ! ولعلنا لا نوافقه الرأي في ذلك إذ أن الإجماع العربي – الشعبي - قائم على عدم مشروعية الكيان الصهيوني الغاصب .. ما بعد إسرائيل .. من بين الأسباب التي يسردها المسلماني لكوننا نعيش مرحلة "ما بعد إسرائيل" استدعاء مقولة حاييم وايزمان خليفة هرتزل وأول رئيس لدولة إسرائيل : "لا ينبغي أن تكون مجنونا لكي تكون صهيونيا .. لكن ذلك يساعد" واليوم ترديد ذلك في محله تماما ففي كل عام يهاجر آلاف اليهود من إسرائيل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا للاستقرار ،والحقيقة أنه تفقد إسرائيل نحو 20 ألف شخص سنويا بسبب الهجرة التي زادت بعد الانتفاضة وحتى ألمانيا بدأت تجتذب الإسرائيليين ، ويحمل نصف مواطني إسرائيل جنسيتين أو ثلاثة . والحقيقة أيضا هي ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الفقراء بإسرائيل بحسب تقارير يوردها الكتاب وهو ما جعل شارون يفشل سابقا في توطين مليود يهودي جديد بإسرائيل. ويظل العائق الوحيد أما هجرة اليهود من إسرائيل هو خشية التلاشي والذوبان في مجتمعات متسامحة معهم كأوروبا أو أمريكا بما يمنعهم من إقامة مناطق منعزلة تمكنهم من الحفاظ على أنفسهم كما اعتادوا تاريخيا. ففي أمريكا مثلا يتزوج نصف اليهود من غير اليهود وفي بريطانيا كذلك يقول كبير حاخامات إسرائيل : إن اليهود قد خسروا من التآكل أكثر مما خسروا من الهولوكوست . فقد وصل عددهم ببريطانيا لربع مليون وفي أمريكا يشكلون 2% فقط من السكان . لكن الواقع أيضا يشير لحقائق النفوذ والقوة اليهودية في تلك المجتمعات ، ففي أمريكا يمتلك اليهود 8% تقريبا من الثروة القومية ، ويمتلكون أغلب الشركات الكبرى ومؤسسات الإعلام ، وهو ما يجعل من النادر أن تجد أحدهم يتفوه بالحقيقة في الإعلام حول تشويه اليهود للتاريخ مثلا في سينما هوليود العالمية دعاة السلام .. المزيفون كان ناحوم جولدمان أحد أبرز زعماء المنظمة الصهيونية العالمية في نهاية السبعينات في مقدمة الداعين إلى التخلي عن الصهيونية كحل للمشكلة الإسرائيلية، ومنذ ذلك الحين ويدور جدل كبير حول مرحلة "ما بعد الصهيونية" ويذكر روجيه جارودي في كتابه المشترك "محاكمة الحرية" أن الصهيونية تبدو أكثر من أي وقت مضى كحركة قومية عدوانية واستعمارية ، كما وجه الحاخام مونهين نداءه للإسرائيليين بقوله : عودوا إلى إله آبائنا ارفضوا ديانة النابالم ، عودوا إلى الحدود التي أعطيتم إياها عام 1947 من قبل الأممالمتحدة رغما عن العرب الفقراء، وعيشوا حياة بناء لا هدم" . وهناك جيل آخر من المؤرخين مثل الفيلسوف يرنكر يرى أن معظم أهداف الصهيونية قد تحققت ، ومن هنا فلا بأس من إقامة دولة واحدة ثنائية القومية تجمع اليهود والفلسطينيين معا . يقول إسرائيل شاحاك أن حقيقة القرى العربية التي كانت موجودة قبل 1948 مكان الأرض المقامة عليها إسرائيل الآن هي من أشد الأسرار صونا ، فقد قرأنا في كتب المدارس عن أرض بلا شعب، بينما هناك 385 قرية عربية دمرتها وأبادتها إسرائيل، كما تم إرغام 750 ألف فلسطيني على الرحيل ، وتم حفر مقابر جماعية للقتلى منهم في دير ياسين وناصر الدين وييت داراس. ويصف بيرون بنفستي كيف تكونت لجنة أشرف عليها بن جوريون في مطلع إنشاء إسرائيل لكي تكون مهمتها إزالة كافة الأسماء العربية والإسلامية من الخرائط واختراع أسماء عبرية لها . وهكذا تصاعدت الدراسات التي تنظر للصهيونية باعتبارها حركة استعمارية، ويؤكد ديفيد جروسمان أن شعب إسرائيل رغم ما يعيشه من تطور تكنولوجي ورفاهية اقتصادية فإنه يعيش قلقا متزايدا خاصة مع إخفاقات المجتمع في نبذ التمييز ، هناك علمانيون وأصوليون وعرب فلسطينيون. كما يكشف بنيامين هالحمي عن إحساس جمعي بإسرائيل بالتفكك والانحلال .. ارتباك التوراة وتهافت الفلاسفة يؤكد المسلماني في كتابه أن ارتباك التوراة منبعه كونها كتبت بعد عصور طويلة من دعوة موسى عليه السلام، وتحديدا بعد سقوط مملكة يهوذا حوالي 580 قبل الميلاد ويزيد من ارتباك الدين اليهودي تلك التوراة الشفهية المعروفة بالتلمود وهي الروايات التي تناقلها الحاخامات من جيل لآخر بعد ظهور المسيح بمائة وخمسين عاما في التلمود كما يشير الكاتب زاد النص اليهودي ارتباكا .. وتغيرت أصول العقيدة اليهودية الأولى فالله عز وجل غير معصوم من الخطأ والكنائس النصرانية قاذورات والواعظون فيها كلابا نابحة !، ولهذا الشطط بحث عدد كبير من اليهود عن طريق لا يؤمن بالتلمود حتى يعفوا أنفسهم من الدفاع عن نصوص متهالكة كتلك ومنهم الصادوقيون وهم لا يؤمنون بالآخرة ولا قدسية التوراة ، والربانيون على خلاف السابقين تماما ، وهناك فئة القرائين ولا يؤمنون بالتلمود وهؤلاء يمثلهم حاليا المجلس اليهودي الأمريكي .. والسامية ليست عرقا كما تردد إسرائيل ، ولكنها لغة قديمة تحدثت به أعراق مختلفة قديما، ويؤكد الباحثون أنه لا صلة لليهود الحاليين باليهود القدامى ، وعلى سبيل المثال يقول توماس كيرنان في كتابه "العرب" 1957 م "اليهود الصهاينة أوربيون تماما ، وليست هناك أية رابطة بيولوجية أو أنثروبولوجية بينهم وبين القبائل العبرية القديمة" . وهو ما قرره جمال حمدان في كتابه والذي أشار فيه أيضا لكون اضطهاد النازيين لليهود لم يكن بوصفهم ساميين ولا يهود وإنما ضمن جملة الاضطهاد للألمان من الأقليات عديمي الفائدة . وفي الكتاب يبحث المسلماني أثر الفلاسفة اليهود الكبار في ضبط خلل النص التوراتي وذلك بالدعوة لإعمال العقل وتقديمه على قدسية النص ومنهم فيلون وبن ميمون واسبينوزا ومارتن بوبر ، والغريب أن هرتزل قائد الصهيونية السياسية كان ملحدا وكذا بن جوريون مؤسس دولة إسرائيل فهو لا يؤمن بوجود الله !! وهؤلاء خدعوا اليهود المهاجرين من أوروبا وأقنعوهم بأن فلسطين أرضا بلا شعب وأنهم مقبلين على حياة الراحة التي وعدهم بها الرب! سنوات المفاوضات الخادعة يسرد الكتاب عمليات التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين تاريخيا ومنها مثلا مبادرة موشي ديان وزير الدفاع ووزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق والذي دعا لتقاسم السلطة بين الأردن وإسرائيل ، بحيث تكون للأولى السيادة على البشر وتكون للثانية السيادة على الأرض ! ، ثم طرح بيجن مشروعا للحكم الذاتي في الضفة وغزة وهو ما بنيت عليه فيما بعد اتفاقية كامب ديفيد . وبعدها ظهرت مشاريع لاتحاد كونفيدرالي أردني فلسطيني منزوع السلام وتحت سيطرة إسرائيل على ألا تصبح القدس موضوعا للنقاش ! ثم دعا بيريز في التسعينيات لثلاثة كيانات مرتبطة باتحاد فيدرالي أو كونفيدرالي بجيشين لإسرائيل والأردن . وحين تفجرت الاوضاع في 1991 كان على الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تباشر بنفسها عملية السلام بين الطرفين، فجاء إعلان أوسلو بعد مفاوضات سرية بين الطرفين ، لكن الجبهات الشعبية الفلسطينية المناضلة رفضته والحقيقة أن أوسلو كما وصفها ادوارد سعيد هو هزيمة فلسطينية بلا حرب وهو ضياع للقدس واللاجئين وحق تقرير المصير للفلسطينيين ويضاف لذلك أن أكثر من نصف الشعب سيتم معاملته خارج عملية السلام . ومن الحقائق التي يوردها الكاتب أن الحكومات الأمريكية أغدقت خلال السنوات العشرين الأخيرة أكثر من 80 مليار دولار من اجل امن إسرائيل وهو ما مكنها من غزو لبنان أكثر من مرة والاستمرار في احتلال الأراضي العربية ، كما أن أمريكا أبطلت مفعول 29 قرار إدانة دوليين ضد إسرائيل ، ناهيك عن أن أهم عقلين مدبرين لأمريكا خلال عقود التسوية كانا يهوديين وهما مارتن إنديك ودينيس روس وكلاهما مرتبط بحزب الليكود المتطرف بإسرائيل. ويرى هيكل أن إسرائيل ليست مستعدة جديا لأي مفاوضات تسوية حقيقية او سلام شامل ولكنها ترحب بالجلوس دوما على موائد المفاوضات من أجل تدويخ الخصم لإخضاعه لشروطها في النهاية !! وهي الشروط الصهيونية الأمريكية. ولكن الغريب حقا ما ينقله المسلماني عن الكاتب اليهودي الفرنسي ماريك هالتر من أنه التقى خالد مشعل في دمشق قبل ساعتين من العدوان الإسرائيلي على غزة والذي خلف 1400 شهيد .. وأن مشعل قال له إنني مستعد للاعتراف بإسرائيل والاتفاق معها على دولة في حدود 1967 وأننا نلجأ للقوة للحصول على ذلك ولكننا إذا حصلنا على ذلك بالسلام فسوف نوافق !! . من بنيامين .. لشارون يمضي الكاتب في استعراض السياسات المختلفة للحكومات الاسرائيلية منذ منتصف التسعينيات وحتى الآن ، فهناك بنيامين نتنياهو جاء إلى إسرائيل عام 1996 سعى لتهويد القدس وتوسيع الاستيطان ، أما باراك فهو قائد عسكري نسبت له العديد من الجرائم الذي جاء على رأس الحكومة الإسرائيلية في 1999 فقد باشر مفاوضات كامب ديفيد الثانية والتي كان فيها الوفد الأمريكي كله من اليهود ، إذ عمد كلينتون في إدارته للبلاد على يهود مشاهير أمثال مادلين أولبرايت وجورج تينيت ووليام كوهين وصمويل بيرجر ورهم إيمانويل وآلان جرينسبان وروبرت روبين ودينيس روس ، وقد أجمل أحد المفاوضين الفلسطينيين القول : "نحن نحاور فريقين إسرائيليين، أحدهما بعلم إسرائيل والآخر بعلم أمريكا" طرح كلينتون خطة بديلة يتنازل فيها اليهود عن معظم القدسالشرقية في حين يتنازل الفلسطينيون عن حق عودة اللاجئين ويحصلون على دولة في الضفة الغربيةوغزة باستثناءات قليلة ، وقد وافق باراك لأنه يعلم أن عرفات سيرفض ! يروي المسلماني أن كلينتون خلال أوسلو حذر عرفات من إدراج الفلسطينيين بقوائم الإرهاب ولن يستقبلهم أي رئيس قادم، وستنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس وذلك بالإضافة لوقف مساعدات الدول المانحة لفلسطين وستقف أمريكا مع إسرائيل في حربها على مناطق السلطة الفلسطينية، وذلك في حالة رفضه لحزمة اتفاقية أوسلو والتي كانوا يضمرون إسقاط مرحلتها النهائية التي تتضمن القرارات الهامة، وهذا ما فعله رئيس الاستخبارات جورج تينيت مع عرفات حين هدده بالعودة لحدود اتفاقية سايكس بيكو 1923 والتي لا توجد بها فلسطين أساسا ولكن عدة مناطق بالشام تحظى بالحكم الذاتي !! والحقيقة التي اكتشفها الفلسطينيون أن إسرائيل لم تكن تنوي ترك الضفة وغزة هكذا للفلسطينيين، ولكنها غرست 20% من الضفة كالإسفين في دولة فلسطين وقسمتها لمنطقتين شمالية وجنوبية ، وتركت الكتل الإستيطانية أيضا والمنشآت العسكرية والمناطق الفاصلة كما هي .. فتركت دولة فلسطين مقطعة الأوصال وبلا جيش وهذا هو ما وصفه باراك ب"نهاية الصراع" ! ينتقل الكاتب لشارون وهو صاحب مذابح شهيرة كدير ياسين وصابرا وشاتيلا وفي عهده توقفت أية رغبة في مفاوضات مع الفلسطينيين وجرت بعهده الانتفاضة الثانية التي كبدت إسرائيل وفلسطين الكثير من الأرواح والموارد ولكنها أعادت القضية لضمير العالم من جديد . وبخصوص القدس فإن إسرائيل تسعى لتهويدها بوتيرة سريعة عبر مستوطنات كثيرة وهدم تراثها الإسلامي بما في ذلك الأنفاق تحت المسجد الأقصى، ثم يلفت الكاتب لما بعد أحداث 11سبتمبر والتي بدأت بعدها إسرائيل تضرب بقوة عاتية في فلسطين ثم تلفت الأنظار بعيدا .. إلى العراق أو إيران ، وفي ظل انشغال العالم عنها . الفاشية الصهيونية المسيحية تضم إسرائيل 5 مليون يهودي نم بين 15 مليون من يهود العالم ، ويوضح الكاتب أن الأصولية الدينية تتصاعد في إسرائيل حتى أن المتطرفين يقطعون الطرق ويعترضون المارة ، ولكن الغريب ما يقوله الكاتب البريطاني اليهودي ماثيو إنجل من أن إسرائيل تحوي قوما شديدي التعصب ولكنهم لا يعرفون الوصايا العشر ! وهي تتشابه مع الأركان الخمسة في الإسلام . وقد وضع أصول التطرف الإرهابي في إسرائيل مؤسس حركة كاهانا ثم من بعده باروخ جولد شتاين والذي نفذ مذبحة الخليل 1994 م وراح ضحيتها 29 مصليا فلسطينيا أثناء أدائهم الصلاة بالحرم الإبراهيمي ، وكان قاتل إسحق رابين 1995 م من المؤمنين بأفكاره ، وقتل رابين لأنه وقع اتفاقية سلام مع الفلسطينيين. وما يهمنا في ذلك أن الأصولية وثيقة الصلة بالليكود وحزب شاس الأصولي هو الثالث في الكنيست الذي تتحرك بموجب قراراته أي حكومة لإسرائيل. ويأتي الخطر الآخر من تصاعد الأصولية المسيحية وتحالفها مع نظيرتها اليهودية ضد العرب والمسلمين، وخاصة أن المسيحية المتشددة تتنامى بأمريكا داخل الأروقة الرسمية ، وقد التقت الحركتان على بقاء إسرائيل. إن الصحف تتحدث دوليا عن محارق إسرائيل في غزة والضفة بأسلحة فسفورية فتاكة ، وجرائم التاريخ والتي وصلت لاعتبار حائط البراق يهوديا وهو من المعالم الإسلامية الكبرى ، كما أن إسرائيل تسرق 85% من مياه الأراضي الفلسطينية وتلوث البيئة البحرية وتستهلك البترول المتاح كاملا وتفكر أيضا في ترحيل الفلسطينيين لسيناء المصرية ، وتروج إلى أنها أرض خالية !! ويرى الكاتب أن "الفاشية الصهيونية تهديد للغرب" فالهجوم على إسرائيل ليس مجالا للرأي والحوار، والمثال الأوضح هو هيلين توماس وهي عميدة الصحافة الامريكية وحين تحدثت عن كيفية تكوين علاقة قوية بدولة قاتلة ودعت لعودة اليهود لديارهم ببولندا وألمانيا متأثرة بآلاف القتلى والجرحى في الحرب على غزة 2008 فتم نزع بطاقتها الصحفية وطردها من جمعية المراسلين ، كما تم منع تشومسكي من إلقاء محاضرته بفلسطين بطريقة فظة من جنود إسرائيل !