نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تقريرا تحت عنوان "كيف اختار الأسد أهدافه القاتلة"، حيث أشارت إلى أن الهدف من الكمين التي تم التخطيط له جيدا من قبل قوات بشار الأسد وهي مجموعة مكونة من 26 ممثلا من المعارضة في الغوطة ، المكان الذي تمت فيه المجزرة التي أدت إلى واحدة من أكثر الأزمات الدولية، والأكثر خطورة في الآونة الأخيرة مع تهديدات من الضربات الجوية الأمريكية. وأكدت الصحيفة، إن اكبر تهديد للرئيس السوري بشار الأسد، يقع على عتبة منزله في الغوطة التي تعرضت لقصف بالأسلحة الكيماوية الشهر الماضي. وأضافت الإندبندنت، أن الغوطة التي تبعد 10 كيلومتر من وسط دمشق، الآن تلعب دورا رئيسيا في المراحل القادمة الحاسمة للصراع، حيث ستكون نقطة إستراتيجية مثالية للمتمردين لضرب النظام السوري، ولا عجب أن تكون هدفا لأكثر جرائم الأسد بشاعة حتى الآن خلال الصراع الدائر في سوريا. وقالت الصحيفة، أنه بعد عامين ونصف من الصراع الوحشي على نحو متزايد، الذي راح ضحيته أكثر من مائة ألف شخص، العديد من المتمردين تأمل أن المجزرة الأخيرة في الغوطة تتُخذ كنقطة تحول؛ من حيث مشاركة الولاياتالمتحدة وحلفائها لاتخاذ إجراءات. وترى الصحيفة، أن المعارضة السورية تأمل حتى لو لم يتم اخذ إجراءات أن تستمر تدفق الأسلحة من دول الخليج، موضحة انه على ما يبدو أن رغبة الرئيس الأسد لتسليم ترسانة كيميائية لرقابة دولية هي تكتيك للمماطلة. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن مجموعة المتمردين اللذين قتلوا في الأسبوع الماضي كانوا يقتربون من الحدود الأردنية من سوريا، موضحًا أنهم كانوا خليطا من كبار المقاتلين والمدنيين في طريقهم لمقابلة الداعمين الأجانب للمعارضة السورية وأعضاء قيادتهم في عمان، مضيفا أن المقاتلين في الغوطة في انتظار لوازم وخطة منسقة لشن الهجوم على العاصمة. ويشير التقرير إلى أن النظام يدرك تماما الخطر الجسيم المحتمل والغضب الواسع من قبل المقاومة العنيدة التي تواجهها. وقامت الصحيفة بالتحقيق مع العديد من الشخصيات في الغوطة ومنها، أبو عبد الله الذي كان محاصرًا في الجزء الشرقي من المنطقة، قائلاً " نحن معتادون على سقوط مئات الصواريخ وقصف المدفعية كل يوم، وهذا الأمر لا يزال مستمرًا". كما حاورت الصحيفة رجل أعمال ثري يدعى مصطفى عمر أمضى قدرًا كبيرًا من ماله الخاص في تمويل كتائب المقاتلين المعارضين في المنطقة، كما ساعد أيضا في تسهيل الزيارة التي قام بها مفتشو الأممالمتحدة إلى مواقع الهجمات الكيماوية التي يشتبه فيها في الغوطة عن طريق الاتصال مع مجموعات مختلفة من قوات المعارضة. وأوضح عمر إنه الآن في مهمة في الأردن وتركيا للحصول على أسلحة من المساندين الدوليين، مضيفًا " نحن لا نقول إننا من أفضل المقاتلين في الغوطة ، ولكننا الأقرب إلى العاصمة، لا يوجد مكان آخر مثل هذا الموقع الجيد للوصول إلى الأسد"، و لهذا السبب حاصرتنا قوات الأسد لعدة أشهر ونتعرض لهجمات باستمرار، فضلا عن ضربنا بالأسلحة الكيماوية.