أكد رئيس الحكومة الانتقالية الليبية الدكتور علي زيدان أن ذهابه إلى مصر تقتضيه المصلحة الوطنية، قائلا :"مصر جارة وتحدنا بحدود طويلة وتربطنا بها مصالح مشتركة، وإن ما حدث في مصر يعد شأنا داخليا لن نتدخل فيه بأي حال من الأحوال". يأتي ذلك بعد أن احتدمت الأزمة السياسية في ليبيا بين رئيس الحكومة الانتقالية ، وحزب العدالة والبناء الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، على خلفية الزيارة التي قام بها زيدان إلى القاهرة قبل يومين. وكشف زيدان للمرة الأولى في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس بمقر الحكومة في طرابلس عقب عودته من القاهرة، عن معاداة الإخوان المسلمين له حتى قبل وصوله إلى رئاسة الحكومة في شهر نوفمبر / تشرين الثاني الماضي. وأضاف "منذ ترشحي للبرلمان كانوا أكثر الأشخاص محاربة لي (جماعة الإخوان المسلمين وحزب العدالة والبناء)، وهذا ليس سرا، وعندما تقدمت لمنصب رئاسة الوزراء استماتوا في سبيل ألا أصل لهذا الموقع، وهذا أيضا ليس سرا، وعندما تسلمت الحكومة سعيا للوحدة الوطنية دعوتهم للمشاركة في الحكومة وشاركوا على مضض، وخيرتهم بين الوزارات فتسلموا وزارات النفط والاقتصاد والشباب والإسكان والكهرباء ومنصب نائب رئيس الوزراء من أجل أن تكون اللحمة الوطنية وأن يكون هناك وفاق وطني". وتابع "لا احد يستطيع أن يزايد بأن رئيس الحكومة ضعيف وأداء الحكومة ضعيف، وإذا كان أداء الحكومة ضعيفا فلديهم (الإخوان) خمس وزارات، وهي وزارات مهمة، والوزراء موجودون ولهم مطلق الحرية ومطلق الصلاحية". وبخصوص زيارته إلى مصر، قال زيدان "لم أذهب لأبارك أو أهنئ، ولكن لأتحدث في العلاقات الليبية - المصرية والمصالح الليبية التي تربطنا بمصر للحفاظ على المصالح والمقدرات، وهي أموال وممتلكات وعقارات وتعاقدات تقتضي منا أن نعالجها". وشدد زيدان على أن زيارته إلى مصر تفرضها مصلحة ليبيا المقدمة على كل شيء، وأنه لا يستطيع أن يرهن مصلحة ليبيا بمسائل عاطفية أو مزاجية أو انتماء، مؤكدا أن ما يحدث في مصر من تطورات يهم المصريين وحدهم "وأننا في ليبيا لسنا معنيين بمن يحكم مصر لأن ذلك شأن داخلي". وردا على استياء حزب العدالة والبناء وتبرمه من الزيارة، قال زيدان "أنا زرت مصر من أجل ليبيا، وأنا لست مرتبطا بأي أحد في الخارج لا حزب ولا جماعة. أنا أبايع ليبيا والشعب الليبي". وكشف زيدان خلفيات علاقة حكومته مع مصر خلال تولي جماعة الإخوان المسلمين للسلطة، حيث قال "عندما تسلمت الحكومة كان الرئيس (المعزول محمد) مرسي رئيسا لجمهورية مصر والسيد هشام قنديل رئيسا لحكومتها وبدأنا معهما علاقات وطيدة والتقيت بالسيد قنديل خمس مرات والتقيت الرئيس مرسي ثلاث أو أربع مرات". وأضاف "بتنسيق مع الدكتور محمد المقريف الرئيس السابق للمؤتمر الوطني العام، تحملت أن أوقع على أن يودع محافظ البنك المركزي وديعة قدرها مليارا دولار في البنك المركزي المصري، وهي ليست قرضا، وحاولت أن أضغط على وزير النفط وهو من حزب العدالة والبناء، ووصلنا لاتفاق على تزويدهم بالنفط في عهد الرئيس مرسي، ووضعنا لهم تسهيلات في الأمر للدفع والضمانات التي تقدم".