صوت عذب ورقيق، شخصيتها مختلفة ومنفردة، شغوفة بالموسيقى، صوتها وقدراتها على الغناء مختلف عن الآخرين، تقوم بالغناء بشكل محترف وعصري، تمزج بين التراث الشرقي واللحن الغربي، وقليلون من يفعلون ذلك، هكذا نتحدث عن فنانة شابة هي «دينا الوديدي». قامت «الوديدي» بتلحين أول أغنية لها بعنوان «الحرام» ومنذ ذلك الحين وهي تؤلف الألحان للأغاني التي يلهمها كلامها، كي تغنيها أو يغنيها آخرين، غير أنها لم تبدأ بتقديم نفسها كملحنة بعد وتصب كل تركيزها في المرحلة الحالية على الغناء». تتسم حفلاتها بالرُقي تأخذك بعيداً في دنيا الخيال، شخصية متمردة بطبعها، تُحب كل ماهو جديد في عالم الفن، «بنت بلد» كما يطلق عليها أصدقائها، مثلت وغنت ولحنت وأبدعت، شاركت في أكثر من 28 عرضا في مصر والوطن العربي وبعض الدول الأوروبية. لها العديد من الأغاني التي حركت وجدان الملاين مثل أغاني «أدين بدين الجدعنة - تدور وترجع - الحرام - على ورق الفل دلّعني – السيرة» والعديد من الأغاني المتميزة الأخرى، وأليكم نص الحوار: محيط: حدثينا عن بدايتك الغنائية .. هل فكرة الغناء كانت تراودك منذ الصغر أم أنها ظهرت منذ فترة؟ قالت: «لم يكن الغناء في مُخيلتي منذ الصغر، و بداية أهتمامي بالغناء كانت أواخر عام 2007 أ، والشيء الذي كنت أفعله هو «التلحين»، لكنني لم أعرف حينها كيف أوظفه، وفي 2008 اهتممت بالمسرح وكانت فرصة لأكتشف أشياء كثيرة، لها علاقة بالأشياء التي أحبُها والتي من الممكن أن أنتج فيها مع العلم أن عائلتي ليس لها علاقة بالموسيقى». وتابعت: «هناك الكثيرون من من شجعوني في الدخول إلي عالم الفن والغناء وأعطوني دفعة قوية جداً، وعلى سبيل المثال عندما كنت أقوم بدور في مسرحية، المخرجين كانوا يرشُحونني في الأدوار التي فيها غناء، وكانوا يُطالبونني بتجربة صوتي وشجعوني على ذلك، وكانت تجربتي مع المخرج حسن الجرتلي وفرقة «الورشة» أثرت علي بشدة، لأنها أعطتني مساحة من التدريب وكانت تجربة مختلفة، وكان الهدف منها إحياء التراث بشكل مختلف، وكنت أقوم أيضاً بالغناء مع "فرقة «حبايبنا» وهي فرقة تقوم بغناء أغاني الشيخ إمام وأغاني الثلاثينيات». محيط: كيف نجحتي في دمج اللون الموسيقي المتمثل في الموسيقى الشعبية والتراثية ودمجها بموسيقى اللحن الغربي؟ أوضحت: «نحن نمتلك تراث غني جداً يمكن أن نستخرج منه أفكار جديدة، لكن تأثر بالفلكلور والتراث المصري جعلني أحاول أن أطورها وأن تتماشى مع جيلنا الحالي». محيط: ما هو السر وراء حبك وتقديمك ل «السير الهلالية» في حفلاتك؟ أشارت: «تعلمت السيرة من فنان عظيم وهو الشيخ «زين» وهو «مداح» من المنيا، وقام بتعليمي السير، وفكرة السيرة أعتبرها «قرأن الصعيد» بمعنى أنه «فن مقدس» هناك، وداخل هذه «السير» قصص وتراث وحكاوي عن العرب وقت بداية الإسلام، بالإضافة إلي شرحها لحياة العرب وعادتهم وتقاليدهم، ومنها قصص «خضر الشريفة ومدح الرسول»، وتبرز "السير" أيضاً الخير والشر والحكم والمواعظ، وتظل موجودة وتمر عليها حضارات وأزمنة مختلفة لكن تظل جذور ثابتة لا تتغير». محيط: لمن تحبي الاستماع من المغنين القدماء .. وهل فكرتي الاستعانة ببعض أغانيهم والتطوير فيها؟ قالت: «مهما طورنا وأجتهدنا في الأغاني، هناك مدارس يجب الرجوع إليها ولا يمكن الاستغناء عنها لأنه مخزوننا ، ف «أم كلثوم وسيد درويش وعبد الوهاب وعبد الحليم» مدارس كلاً منها أثرت على بعض وكانت مكملة لبعض، ولا بمكن الاستغناء عنهم أطلاقاً». محيط: عرفي جمهورك كواليس رحلتك الأخيرة للبرازيل .. وأين وصل التعاون مع المغني البرازيلي «جيلبرتو جيل»؟ أوضحت: «قمت بالذهاب للبرازيل من أجل تسجيل أغنية «الليل» وهي من كلمات مايكل عادل، وقمت بتلحينها، بالاشتراك مع «جيلبرتو جيل»، ومن قام بتوزيعها هو «ديجو» من مدينة «ساوبولو» في البرازيل، وهي تجربة مختلفة، حيث أنها جيتار ويدخل معها أصوات «أقوم بها مع جيلبرتو»، ولها علاقة ب «الحنين» ، والأغنية سوف تكون من ضمن الألبوم الجديد». محيط: متى سيصدر الألبوم الجديد ل «دينا الوديدي»؟ أشارت: «لم يتم تحديد الموعد النهائي لإطلاق الألبوم، لكنه سيكون قريب». محيط: هل هناك حفلة قريبة ليحضرها جمهورك؟ أكدت: «نعم هناك حفلة يوم «26 – 9» في طنطا وهناك حفلة يوم 28 – 9 في «cairo jazz club»، وذلك بعد توقف للحفلات في القاهرة والإسكندرية لمدة 5 شهور في، لأن تركيزنا كان يصُب على الألبوم الجديد حينها، وسنقوم في الفترة القادمة الاهتمام بالمحافظات، حيث ستكون هناك حفلة في طنطا وفي الزقازيق والمنصورة، بالتوازي مع الشغل في الألبوم». محيط: هل هناك حفلات ستقيمها خارج مصر قريباً؟ هناك حفلة في تونس وفينسيا خلال هذا العام. محيط: بعد المقطع الرائع الذي قدمتيه في إعلان «موبينيل الأخير» .. أكشفي لنا كواليس الإعلان؟ كشفت: «قام حاتم أمين المنتج الفني للإعلان بالاتصال، وقال لي أنهم يتمنون أن تشاركي في الأغنية فطلبت منه أن أستمع إلي الأغنية، فذهبت واستمعت للكلمات وعندما علمت أن «أحمد فرحات» هو من سيقوم بتوزيع الأغنية ووجود أصدقائي مثل «محمد محسن – منة حسين – وأحمد أبو اليزيد» وكل من ظهر في الإعلان لأنهم أصدقائي فشعرت حينها أنه لابد أن أشارك فيها». وتابعت: «عرضوا علي الأغنية كاملة وأستمت إليها، وقمت باختيار المقطع الذي قمت بغنائه لأنني كنت «حاسه بيه». محيط: هل هناك عروض إعلانية أخرى؟ قالت: «هناك عدة عروض أدرسها، وكان هناك إعلان كنت سأشارك فيه، لكن سفري للبرازيل منع تصويره». محيط: هل يمكن أن نرى دينا الوديدي على الشاشة ممثلة وليست مغنية؟ أوضحت: «كانت لي تجربة قبل ذلك في مسلسل الهروب من الغرب، مع المخرج خيري بشارة وقمت بدور مغنية جزائرية، لكن في الحقيقة التمثيل ليس من طموحاتي الآن، وكل تركيزي على الغناء». محيط: البعض يقول أن بعض من أغانيكي «موجهة» وسياسية .. ما تعليقك؟ أوضحت: «عندما نتحدث عن أغنية «الحرام»، فقمت بتلحينها وغنائها عام 2007، أي قبل قدوم الإخوان أو أي تيار آخر أو أي نظام سياسيي، وهذه الأغنية ليس موجهة لأحد، لكنها موجهة لأي شخصي مُدعي أو آفاق، وأي فنان لا يستطيع أن ينكر الواقع الذي يعيش فيه لأن الفن هو سرد للواقع». محيط: ماذا تحبي أن توجهي كلمة لجمهورك الذي ينتظر صدور الألبوم الجديد؟ قالت: «سأحاول بقدر المستطاع أن أبذل مجهود مضاعف من أجل إخراج الألبوم قريباً، وأنني أتعامل مع الألبوم كأنه «أبني الصغير»، وسيكون فيه أغاني جديدة ولن يغلب عليه الطابع الأغاني القديمة، وأعد جمهوري بالاستماع للأغاني التي لم يستطيعوا أن يسمعوها من على «اليوتيوب» بسبب ضعف جودتها، وأعدهم بأنهم سوف يسمعونها بجودة عالية».