تمر اليوم الذكرى الثامنة على وقوع اكبر كارثة فى تاريخ الفن والمسرح المصرى , والمتمثلة فى حريق مسرح بنى سويف الذى وقعت يوم 5 سبتمبر 2005 فى قاعة الفنون التشكيلية الملحقة بقصر ثقافة بنى سويف اثناء تقديم فرقة نادى مسرح طامية بالفيوم لعرض بعنوان " من منا " عن قصة حديقة الحيوان وكان ذلك فى عهد وزير الثقافة فاروق حسنى والتى راح ضحيتها خمسون من خيرة شباب وفنانى المسرح المصرى وتركت حوالى عشرين مصاب في حالة حرجة والتى عرفت وقتها باسم محرقة بنى سويف . ولم يكن تحقيق مطالب مصابى واهالى شهداء حريق مسرح بنى سويف امرا صعبا , ولم يكن تحقيق المطالب بعد كارثة مسرح بنى سويف بعلاج المصابين أو منح ضحايا المسرح لقب شهيد واطلاق اسمائهم على مسارح وزارة الثقافة أو تأمين المسارح نفسها واعادة فتحها للجمهور بالامر المستحيل الذى يستغرق تمان سنوات دون تحقيق , فهى ابسط حقوق الانسان التى كان يمكن تحقيقها فى دول اخري من اليوم التالى لوقوع الكارثة , ثمان سنوات من الاصرار على اهدار الادمية , خمس منها مرت فى عهد فاروق حسنى وزيرا للثقافة ومبارك رئيسا للجمهورية دون تحقيق اى شىء , ولكن ارادة الله فوق الجميع فتأتى ثورة 25 يناير لتكمل الصرخة التى بدئها شهداء المسرح وهم بداخل المحرقة , تأتى الثورة لتطالب بنهاية الظلم والاستبداد وتطالب بالعدالة الاجتماعية و الكرامة الانسانية ويذهب المزيد من الشهداء من ورود الجناين في سبيل تحقيق تلك الأهداف , وتلقى الثورة بحسنى مبارك وفاروق حسنى وباقى رموز نظامه خلف الاسوار بتهم عديدة , منها الفساد المالى والادارى والاهمال وقتل الابرياء حتى وان لم يكن المقصود هم شهداء المحرقة , وتعود المطالبات بحقوق مصابي واسر شهداء المسرح مرة اخرى ويستجيب د.عماد ابو غازى وزير الثقافة التالى لفاروق حسنى ويمنح مابوسعه وهو اعتبار يوم 5 سبتمبر وهو نفس يوم ذكرى محرقة بنى سويف يوما للمسرح المصرى , والبدء فى علاج خمسة من المصابين على نفقة وزارة الثقافة بحد أقصي 2000 جنيه , ويرحل د عماد ابو غازي ولا يتم استكمال علاجهم حتى الان برغم مرور ثلاث سنوات على قيام الثورة , ولا زال المتسببين فى الحادث ينعمون بكامل صحتهم وحياتهم حتى وان كان بعضهم خلف الاسوار على ذمة قضايا اخري فمبارك وفاروق حسنى وغيرهم من المسئولين عن الاهمال الذى تسبب فى كارثة المحرقة وقطار الصعيد وصخرة الدويقة وغيرها من الكوارث يعيشون عيشة الملوك ماتبقى من حياتهم ويدفعون الان من اموالنا التى جمعوها من صحتنا واثارنا وتراثنا ثمنا لبرائاتهم وحريتهم ... ثمان سنوات مضت ولم يتحقق الا القليل , ولكن ماضاع حق ورائه مطالب , سنكون دائما معكم ... ولن ننساكم .