لم يكن هناك ما هو أفضل ، لطرح هموم المسرح وقضاياه في العاصمة والأقاليم ، من حفل تأبين شهداء ما يعرف إعلاميا ب"محرقة بني سويف"، التي أودت بحياة عشرات الفنانين ونقاد المسرح، في عام 2005 على مسرح بني سويف. واستجابة لأهالي شهداء المحرقة ، أعلن الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة يوم 5 سبتمبر من كل عام يوما للمسرح المصري، وقال إنه سيسعى لتحقيق كل المطالب التي تضمنها بيان المسرحيين بمناسبة ذكرى تأبين شهداء محرقة بني سويف، التي أقيمت ليلة الاثنين بقاعة منف التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة. وكان المخرج ناصر عبد المنعم قد قرأ بيانا للمسرحيين المصريين حول ذكرى شهداء مسرح بنى سويف ، أكد خلاله أن محرقة قصر ثقافة بنى سويف في الخامس من سبتمبر عام 2005- التي أودت بحياة عشرات المسرحيين- لم تكن أولى الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب المصري والثقافة. وطالب باعتبار ضحايا هذه الكارثة شهداء، وتسرى على أسمائهم وذويهم كافة المزايا والحقوق المترتبة على ذلك، داعيا إلى إعادة فتح ملفات الكارثة في شقها القانوني، واستكمال علاج مصابي المحرقة، حيث ما تزال هناك- حتى الآن، ورغم مرور 6 سنوات- حالات عديدة لم تلق الرعاية الطبية اللائقة، ولم يتم استكمال علاجها. كما طالب عبد المنعم باعتبار يوم الخامس من سبتمبر يوما للمسرح المصري، وإطلاق أسماء شهداء المسرح المصري على دور وقاعات العرض التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وإعادة النظر في ميزانيات العروض المسرحية واللوائح، بما يتناسب مع التغيرات الاقتصادية. وقالت تيسير سمك شقيقة الفنان الشهيد نزار سمك، خلال كلمة باسم أهالي الشهداء، إننا نطالب جديا- طوال الست سنوات الماضية منذ الحادث وحتى الآن- بمحاسبة المسئولين والقيادات الفاسدة. وأضافت أن المسئولين عن هذه المأساة، حتى الذين لم يشملهم قرار المحكمة، هم جميعا في مزبلة التاريخ، أما شهداء المحرقة والفساد الإهمال، فهم الأحياء، وأن هذا الحضور الكبير لدليل على ذلك. وقال الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا- مدير عام إدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة- إن أهمية هذه الاحتفالية تكمن في عقدها من جانب وزارة الثقافة، التي ظلت تتنكر لحق هؤلاء الشهداء طوال 6 سنوات ماضية، ليس فقط فيما يتعلق بالتعويضات، وإنما حقهم في أن يقام لهم الاحتفاء اللائق بوزارة الثقافة، وأنها تتنصل بأنها جزء رئيسي مما حدث نتيجة الإهمال والفوضى. وأضاف أن ما حدث كان نتاج سياسة لم تعترف بحق هؤلاء المسرحين، الذين يعملون في الأقاليم، وحقوقهم الطبيعية بأن تكون لهم مسارح لائقة، ودعم من المؤسسات الثقافية بوصفهم يمثلون رافدا حقيقيا للمسرح. وحذر الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية من أن المسرح المصري يواجه انهيارا في ظل ما وصفه ب "طاغوت التكنولوجيا"، داعيا وزير الثقافة إلى إعداد خطة لإنقاذ هذا المسرح. وقد وقعت ما "محرقة بني سويف" في 5 سبتمبر لعام 2005، بعد أن اندلعت النيران في مسرح قصر ثقافة بني سويف، قبيل انطلاق مهرجان المسرح التجريبي، وراح ضحيتها عشرات الأسماء اللامعة في المسرح المصري والعربي، بينهم كتاب ونقاد ومخرجون بارزون. وحوكم الدكتور مصطفى علوي- عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، الذي كان يشغل منصب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وقتها- لكن تمت تبرئته. ويطالب عدد من الفنانين والمبدعين بإعادة التحقيق في القضية، التي استقال على أثرها وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، لكن استقالته لم تقبل في ذلك الحين