قال المحلل السياسي الأمريكي ستيفن كوك، أنه الشعب السوري لطالما تفاخر بأن بلاده هي "القلب النابض للعالم العربي"، ولكن عقب مرور عامين ونصف على الحرب الأهلية، هناك أصبح من الصعب الاعتقاد أن سوريا هي روح المنطقة. وأكد كوك الخبير في دراسات الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية، على أهمية معاقبة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن ينبغي على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفائه معرفة أن أي تدخل وإن كان محدودًا في سوريا سوف يعمل على تعجيل زوالها. وأضاف، إن الحرب الأهلية السورية كانت ثورة ضد وحشة طاغية ثم أصبحت معركة بين الفصائل والأعراق بشأن أي مجموعة من السوريين ينبغي أن تسيطر على البلاد، وهناك جزء من القتال من أجل قيادة إقليمية تضم المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا وإيران، ويكمن امتداد المعركة في تنفيذ منتسبي لتنظيم القاعدة العنف. وتدرك إدارة أوباما أنه بقدر احتقار الأسد وحلفائه في الشرق الأوسط إلا أن استخدام واشنطن القوة ضد أي دولة عربية وإسلامية، ربما يثير المزيد من العداء تجاه أمريكا، وهناك مخاوف ينبغي أن تظهر في حسابات الرئيس وهي أن الضربات الصاروخية التي يفكر فيها البيت الأبيض من شأنها التعزيز من تفكيك سوريا. أشار كوك في صحيفة "واشنطن بوست"، إلى أن الأسد سوف يتحدى أي هجوم، ومن المرجح أن يعمل على تصعيد العنف على حد سواء لبسط سيطرته داخل بلاده، وإثبات أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاءها لا يمكنهم إثارة خوفه. وفي الوقت ذاته، سوف يزيد رعاة النظام الإيراني وداعمي تنظيم حزب الله اللبناني استثماراتهم في الصراع، وهذا يعني تدفق مزيد من الأسلحة والمقاتلين إلى سوريا مما يؤدي إلى مزيد من الأعمال الوحشية. وعلى الجانب الآخر، سوف ترحب جماعات المعارضة السورية بالتدفق المستمر للمقاتلين الأجانب المهتمين أكثر بقتل العلويين والشيعة من مصير البلاد، وسيؤدي هذا المناخ إلى زيادة الانقسامات الطائفية والعرقية والسياسية الكبيرة في سوريا وتقسيم البلاد. بالطبع يمكن للقوات المسلحة الأمريكية الهائلة تدمير القوات المسلحة، الأقل قوة التابعة للأسد، ولكن في مفارقة مذهلة يمكن فقط أن ينتجها الصراع في سوريا فإن صواريخ أمريكا وحلفاءها سوف تحط من قدرة الوحدات العسكرية للنظام لصالح مسلحي القاعدة التي تحارب من أجل الأسد. و إن الضربات العسكرية سوف تُعقد من رغبة واشنطن طويلة المدى لتحقيق الاستقرار في دولة تقع على حدود لبنان وتركيا والعراق وإسرائيل، ومن المرجح استمرار العنف وعدم الاستقرار في قلب الشرق الأوسط لسنوات عديدة قادمة.