قال خليل العناني الخبير والباحث في دراسات الشرق الأوسط في كلية الشؤون الحكومية والدولية بجامعة دورهام، إنه منذ عزل الدكتور محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًا هيمنت القوات الأمنية على السياسة في البلاد بشكل متزايد، وتركت المواجهة المستمرة بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين في حالة من الفوضى العميقة. وأوضح العناني، لموقع "المونيتور" الأمريكي، أن تأثير الحملة القمعية العسكرية هو إضعاف الإخوان حتى لا تتمكن الجماعة من العودة إلى الحياة السياسية مرة اخري. وأشار إلي أنه عندما طلب الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع "تفويضًا شعبيًا" لمحاربة "الإرهاب" أدى إلى تصغير الإخوان وتحويلهم إلى خطر أمني ليتعامل معهم بالقوة بدلا من كونهم أزمة سياسية يتم حلها عبر التفاوض. وأضاف العناني، أنه بالرغم من الجدل الساخن الجاري الآن، إلا أن المصلحة الأفضل لمصر هي عدم تبني قيادة الإخوان العنف كوسيلة سياسية، فينبغي أن يفهم القادة أن مثل هذه الخطوة سيكون لها نتيجة عكسية لأن الجماعة سوف تفقد أي دعم شعبي متبقي والتشكيك في قولها بأنها حركة سلمية، بل ستصبح أيضًا خطوة غير مجدية. ونظرًا لحالة الاستقطاب العنيد للفصيل الذي يدعو لاستخدام العنف والآخر الذي يدعو لتسوية الخلافات فالسيناريو الأكثر احتمالاً هو حدوث انقسام، وكما حدث في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فربما تشهد جماعة الإخوان ظهور فصيل متطرف جديد ولكن صغير نتيجة الحملة القمعية الحالية، ولكن قد يصبح الأمر أكثر اضطرابا لمصر الآن. ومن الممكن أن يستغل الفصيل المتطرف الخلفية التنظيمية لجماعة الإخوان لبناء شبكة سرية تجعل من الصعوبة على قوات الأمن مراقبتهم وملاحقتهم، ومن المرجح ظهور القادة المتشددين أمثال محمود عزت نائب المرشد العام، ومن المرجح أن يسعى هذا الفصيل المتطرف الجديد نحو الإنتقام من الشرطة ومؤسسات الدولة الأخرى أيضًا خاصة القوات المسلحة التي بإمكانها أن تكون هامة للمؤسسات المصرية في مثل هذا التوقيت الحرج. ويؤمن العناني بأن تطرف الشباب سوف يقع في أيدي تنظيم القاعدة وأعوانه الإقليميين والمحليين، وإذا تبنى هذا الفصيل المتطرف أيديولوجية القاعدة فإن العواقب ستتجاوز حدود مصر، وفي حين أنه من غير المرجح أن يقضى هذا القمع على الحركة الإسلامية بشكل كامل إلا أنه من شأنه أن يقود جماعة منشقة إلى افتراض القيادة واتخاذ مسار العنف. وأكد العناني أن المسار الأكثر حكمة يكمن في التقليل من الحملة القمعية وتحفيز الفصيل الواقعي داخل جماعة الإخوان والسعي نحو المصالحة عبر أطراف الطبقة السياسية والإيديولوجية والاجتماعية.