قال أنه سيصمت أمام تضليل الخطابات السياسية العنف سيفاقم الأزمة .. والتفاوض هو الحل الإخوان أضاعوا فرصة الاستفتاء المبكر والتفاوض المصالح والاستقطاب وراء شيطنة الخصوم الإسلاميون ليسوا أبرياء من خطابات الكراهية قال الدكتور عماد عبداللطيف ، خبير البلاغة الأكاديمي، أنه توقف عن تحليل الخطابات السياسية بسبب مساحة التضليل الواسعة التي تروجها، ولهذا فإن الصمت أمام الساسة أبلغ من الكلام . وبسؤاله حول موقفه الذي هاجم فيه فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالعنف خلافا لقطاع واسع من النخبة الثقافية التي رأته أمرا طبيعيا، قال عبداللطيف أن تلك النخبة الثقافية التي ينتمي إليها تعيش انتحارا جماعيا بعد أن تخلت عن قيمها، وقال أنها تعاني في مجملها من التناقض مع الذات، فهم يروجون لقيم الحرية والعدالة والجمال وحق الاختلاف وتقبل الآخر وقدسية النفس ودور العبادة ، لكنهم كانوا يعنون أن ذلك لمؤيديهم فقط وليس لمعارضيهم ، فمعارضوهم بوجهة نظرهم هبطوا لمرتبة أقل من البشرية وتصل للحيوانية ويستحقون أمامها القتل والسحق بدون ذرة ضمير . واللغة التي تستخدمها النخبة الثقافية على مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال ، هي غاية في الانحطاط الأخلاقي وخروج فج عن سبل التعبير المقبولة، وهي بعيدة عن أساليب الحوار والمقارعة بالحجة والإقناع، الذي هو من سمات المثقف الحقيقي، لكننا اليوم نرى الشتيمة والتحريض والكراهية والتخوين . كما أن خطاب النخبة في الفضاء الإلكتروني عنصري؛ فهو يقسم البشر حسب قناعاته، فإذا خرج الأطفال أو النساء في المظاهرات المؤيدة لمطالبهم فهم أبطال مغاوير، وإذا خرجوا في المظاهرات المعارضة لأفكارهم فهم أداة يستخدمها الخصوم من الإخوان لتحقيق مآربهم . وخطاب الكراهية رأيناه من قبل مع تيار الإسلام السياسي ومع الفلول، ولكنه اليوم أكثر ألما لأنه يخرج ممن يفترض أنهم نخبة الأمة وعقولها وضميرها وهم طبقة المثقفين . وبسؤاله حول الأسباب التي دفعت المثقفين لهذا الخطاب، قال عبداللطيف أننا نعيش استقطابا حادا في المجتمع ، فليس هناك مجال لإعمال العقل النقدي حاليا، كما أن هناك تركيز مستمر من قبل نخبة المثقفين على أن خصومهم لا يستحقون تعاملا أفضل يليق بآدميتهم وهم يسبغون عليهم الصفات الشيطانية طيلة الوقت، ومع الأسف فقد فعل ذلك الإسلاميون من قبل أو بعضهم على الأقل . ومن أسباب خطاب الكراهية، أن "الشلة الثقافية" يحكمها فكرة المصالح، وهذا هو ما يخشونه حقا، وهم يسوون الآن خلافاتهم بتبادل التخوين والسباب وصولا للتطاول الجسدي وهي نتيجة طبيعة لعقود طويلة من القهر والقمع تحت الاستبداد. سألناه عن مثقفين ليبراليين مشاهير، حينما اقتربوا من السلطة أصبحوا يبررون العنف، فرد أن السلطة مفسدة وآفة الإنسان التبرير، لكن التاريخ لن يرحم . ومن جهة أخرى، لام عبداللطيف جماعة الإخوان المسلمين التي أدت بنا لهذا الانسداد الذي نعيشه بإصرارها على إقصاء الآخر ثم رفض الاستفتاء بعد 30 يونيو ، والأهم هو علامات الاستفهام حول حوادث العنف التي تجري بالبلاد ومن المتسبب فيها، مع الأخذ بالاعتبار أن الطرف الثالث يقوم بنشاط كبير في كل ذلك، والتأكيد على ان الإسلاميين تلقوا عنفا مفرطا . كان على الإخوان إدراك أن نصف المجتمع يرفضهم ولا يجب الاستمرار في ظل وضع هكذا بلا استفتاء شعبي ، لكن كانت هناك صلابة بالرأي ، وأنا أحيي مواقف البرادعي وشيخ الأزهر حين أعلنا أن التفاوض هو الحل الأخير وليس الفض بالعنف للاعتصامات . أخيرا سألناه : هل يمكن أن تنقشع الضبابة السوداء عن المجتمع ؟ وكان رده : لدى شكوك كبيرة في أن نتحول لمجتمع يعلي من الحوار وليس العنف، لكننا سنسير في اتجاه فرح كل جماعة بما لديها، ولكني أدعو المثقفين للتمسك بالقيم الإنسانية والتي من بينها أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .