قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الحكومة المصرية المدعومة من القوات المسلحة تجاوزت خط اللا عودة أمس، عندما أرسلت القوات الأمنية لفض اعتصامي "رابعة العدوية" و"ميدان النهضة" المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي. أكدت الصحيفة في مقالها الافتتاحي، أن احتمالية المصالحة المبكرة بين المعسكرين المتنازعين اختفت الآن، مشيرة إلى أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، أعلن الحرب على جماعة "الإخوان المسلمين" التي تُعد أوسع حركة سياسية مصرية، وذلك من خلال رفضه أي آمال لإعادة دمج الإسلاميين في العملية السياسية. وسلطت الصحيفة الضوء على تعيين 19 من أصل 25 من الشخصيات العسكرية والشرطية، في مناصب المحافظين، مشيرة إلى أن الفكرة الكامنة حتى في أن القوات المسلحة سوف تأخذ أوامرها من حكومة مدنية انتقالية قامت بتعيينها، هو فكرة بعيدة المنال. وأكدت "الجارديان" أن الحكم العسكري كشف بالأمس عن حقيقته، وأن من يعتقد أنه سيكون حكمًا مؤقتًا أو سيستمر لمدة شهر فقط متفائل لأعلى درجة، كما أنه لا يمكن استعادة الهدوء، وإجراء حوار وطني في الوقت الحالي. نوهت الصحيفة، إلى أن مواجهة الإخوان، خاصة القادة الذين فقدوا أعضاء من أسرهم سوف تكون مضاعفة. وشدد المقال، على أن معارضة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية لفرض حالة الطوارئ، وتكراره، أن الحل الوحيد سوف يكون حلاً سياسيًا هي ليست سوى محض تصريحات بلاغية، إذا لم تستعد الولاياتالمتحدةالأمريكية لقطع المعونة المقدمة لمصر، والتي تبلغ 1.3 مليار دولار. وأشارت الصحيفة، إلى أن تأكيد كيري بأن الطريق السياسي مازال مفتوحًا ظهر أنه يناقض الحقائق الموجود على أرض الواقع، وهي وجود النية العسكرية لسحق كافة وسائل التعبير عن المعارضة السلمي منها وغير ذلك. واختتمت "الجارديان"، بقولها أن التراخي الدولي مع ملابسات القمع العسكري المتنامي في مصر، يصل إلى حد الإذعان، وأن واشنطن تراهن على أن السيسي هو الذي سوف ينتصر، وهذا يعد رهانًا خطيرًا.