مدحت عبد الهادي: الأرق يؤثر على صحة وديمومة العلاقة الزوجية محمد المهدى: مرض نفسي يصيب العرب لقلة مستوى الدخل على النبوي: أصحاب المجهود الذهني الوفير أكثر عرضة لحياة زوجية تعيسة مفتي الجمهورية الأسبق: البعد عن طريق الله سبب الأرق وفشل الزواج لم يكن أحد يعلم التأثير الايجابي للعلاقة الجنسية على الجسم إلا بعد أن اخبرنا الأطباء والعلم الحديث بذلك، فلم تعد العلاقة الجنسية بين الأزواج هي علاقة الفراش فحسب بل تعدت ذلك لفوائد طبية جمة يعجز القلم عن ذكر جميعها فهي تساعد على علاج الأرق ويعمل على تألق ونضارة البشرة وتقي من نمو الخلايا السرطانية وتساعد على استرخاء العضلات وتكون العلاقة المكتملة سبباً في الشفاء من جميع الأمراض الناجمة من التوتر، سواء كان صداع أو شقيقة أو عسر هضم، أو قرحة بالمعدة، أو مشاكل الخصوبة، أو أمراض القلب . وحول تأثير الخوف من المستقبل الإنجابي والتفكير المستمر في أن تكون العلاقة مع الطرف الآخر منضبطة، والأرق من كفاءة العملية الجنسية، وطبيعة العلاقة الزوجية بين الأزواج، كان ل "شبكة الإعلام العربية "محيط"، هذا التحقيق: شفاء من الأمراض في البداية ..يقول الدكتور مدحت عبد الهادي -خبير العلاقات الزوجية- إن الحرمان الجنسي أمر قد ينتج عن تأثر الإنسان بكثرة الخوف من المستقبل، والإكثار من التعمق في المشاكل التي تعيقه عن النوم الصحي والسليم، كما أن التفكير في أمور مستقبلية بشكل مرهق للعقل والنفس، يسبب اضطرابات صحية ونفسية وعقلية غير طبيعية لدى الجنسين -والنساء على وجه الخصوص- بعكس الممارسة الصحية الجنسية السليمة التي لها العديد من الفوائد الصحية النفسية، وهذا ما أكدته العديد من الأبحاث والدراسات الطبية الأمريكية والعالمية، التي أجريت في الآونة الأخيرة. قاتل للألم ويضيف عبد الهادي، لا شك أن العلاقة المنتظمة الجنسية بين الأزواج، تساعد على تحقيق العديد من الفوائد الصحية في علاج الأرق ليلاً، فالجماع أفضل قرص منوم، ويُهدّأ القلق ويخلص الإنسان من الشعور بالإحباط، كما أن الجنس المنتظم للمتزوجين يساعد على تألق البشرة ونضارتها، والجماع المنتظم ينظم الدورة الشهرية ويفرز هرمون البرومسترون، الذي يزيد من خصوبة الزوجة العاقر ويشفي الآلام العضلية لأنه يؤدي للاسترخاء العضلي العميق، كذلك تساعد ممارسة العلاقة على إفراز هرمون "الأندر فين" القاتل للألم، وهو علاج أفضل وأنجع من "الأسبرين"، وسر الشفاء للآلام العضلية بعد ممارسة الجنس أن "الأورجازم" يساعد على الإستراخاء العضلي. أفضل من الرياضة. ويؤكد عبد الهادي، أن ممارسة الجنس أفضل من ممارسة الرياضة أو الحمية للرجيم، فهي تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتقوية العضلات والنشاط الجنسي لدى الازواج يعزز وظائف جهاز المناعة مما يسرع بالشفاء من الأنفلونزا والنزلات البردية والشعبية والصدرية والجنس يقوي الجهاز العضلي فهو يقي من هشاشة العظام في النساء بعد سن اليأس، لأنه يساعد على إفراز هرمون الأستروجين والجنس أيضا يؤخر الشيخوخة الشكلية لدى النساء في سن الأربعين، وكلها عوامل ترتبط بالنوم المنتظم والصحي والطبيعي. خير من المسكنات ويتابع، الجنس يساعد الجسم في إفراز هرمونات ومواد كيماوية، مما يعزز خلايا مقاومة للسرطان الثدي والرحم، كما أن ممارسة الجماع والحصول على إشباع جنسي كامل يشفي جميع الأمراض الناجمة من التوتر، سواء كان صداع أو شقيقة أو عسر هضم، أو قرحة بالمعدة، أو مشاكل الخصوبة، أو أمراض القلب، لأن الجماع المعزز بالإشباع يساعد على الإسترخاء العضلي والعصبي ولهذا تساعد الممارسة الجنسية على شفاء نوبات الصداع النصفي العنيف بعدما فشلت جميع العقاقير المسكنة. مرض المنطقة العربية فيما أكد الدكتور محمد المهدي -أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس- إن القلق والأرق من الأمراض التي تصيب الكثيرين من سكان المنطقة العربية ذات الدخل المادي المنخفض، وهي حالات دوماً ما تصيب الإنسان عندما تتعلق بكثرة تفكيره لأمور المستقبل المادية وغير المادية وإدارة شئون العمل، وهي تقل بالطبع في تعداد الحالات التي تصاب بها في دول أوروبا والامريكتيين، وللاسف قد يستهين بها الأطباء العرب، ويتجاهلون البعد النفسي للشخص ويعالجونه بالأقراص المنومة أو المهدئة، ولا تعتبر أمراض القلق والاضرابات في النوم حالة مرضية إذا ما انتابت الإنسان لفترة تتراوح من أسبوع إلى اثنين، أو لأيام لظروف اجتماعية طارئة أو أسرية، والعِلم يُعرّف النوم الطبيعي بأنه الذي يتراوح من 6 إلى 9 ساعات بشكل منتظم يومياً وأكثر من ذلك أو اقل يفسر على أنه شخص لديه خلل يتعلق بالأرق أو القلق وقد يصل الى قلق مزمن أو مرضي. أهمية النوم مع النظر إلى اختلاف المراحل العمرية المختلفة للانسان فالطفل يحتاج الى عدد ساعات نوم معينة والانسان البالغ وكبار السن تتزايد عدد ساعات النوم مع احتياجات الجسم لها، وهناك اشخاص ينامون لعدد ساعات لا تتجاوز الخمس ساعات يوميا وتكفيهم وذلك لارتباطهم باشغال هامة كالدبلوماسيين واصحاب المهام الصعبة في العمل والمسئولية. وتطرق المهدي، إلى أن الأرق والتفكير الشديد والقلق المرضي، الذي يؤثر على الحياة الزوجية، وعملية اللقاء بين الزوجين يتعلق بكمية النوم ونوعيته، وقد يحتاج لوقت كبير للدخول في الدخول لمرحلة النوم، ونومه يكون متقطع وينام لأوقات كثيرة ولكن عدد ساعات نومه غير كافية أو مريحة، ومريض الأرق يصاب بتلك العوامل لثلاث مرات شهريًا. النوم والعلاقة الجنسية ويشير إلى أن النوم لساعات أقل من المعدل الطبيعي يولد شعورا نفسيا بالاحتقان الداخلي، والانفجار اللاشعوري، ويؤثر بالسلب على طبيعة العلاقة الزوجية ووقت ومرات ممارستها، وينعكس هذا في تصرفات وردّات فعل عنيفة، يعقبها ندم شديد مع النفسيات السوية الهادئة والمتزنة التفكير، ويكون أمرا ملازما مع الشخصية النفسية الغير هادئة والعصبية، المعتادة على الثورة والهياج في التصرفات، وردود أفعال تلك الشخصيات تكون غير مأمونة العواقب، ولا يعقب تصرفاتها ندم، وهو أمر يهدد استقرار العلاقات الزوجية وينسفها من اساسها في بعض الاوقات، وقد تؤدي في الكثير من الأوقات إلى الانفصال ووقوع الطلاق. الياقات البيضاء ويقول الدكتور علي النبوي -أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر- أن البشر ينقسمون الى نوعين بعضهم مخه يعمل أكثر من جسده، وأخر جسده يعمل أكثر من مخه وتفكيره العقلي، حتى أن البعض يفكرون أثناء النوم وبشكل سريع ومتواتر وقد اعتادوا على ذلك، ولكنه يؤثر عليهم بالسلب في المستقبل، إن لم تظهر اعراضه السلبية عليهم بشكل مرحلي، لأن النفس البشرية تحتاج لقدر كافي من الراحة الفكرية والعضلية والنفسية أيضا، ويصاب بالأرق عادة من يقل مجهودهم العضلي عن مجهودهم الذهني والفكري، وعادة هو أمر يصيب أصحاب الياقات البيضاء الذين يكونون أكثر عرضة أيضا للإصابة بأمراض الحياة الزوجية الفاشلة لاضطرابات المزاجية لديهم باستمرار والشتات الفكري المستمر لديهم. العربي والغربي ويؤكد النبوي، أن الإنسان العربي، لا يستطيع أن يفصل بين تفكيره ومتاعبه، بعكس الإنسان الغربي أو الأوروبي، فالتفكير عنده لإزالة المتاعب لا للإكثار منها، ويجب أن يكون للانسان زوايا نفسية خاصة تتعلق بترمومتر توقيتي يقيس اوقات التفكير لكل شان على حدة دون الخلط بين الامور. ذكر الله ويشير الدكتور نصر فريد واصل -مفتي مصر الأسبق- إن شر ما تصاب به النفس البشرية هي عقد الخوف من المستقبل والتفكير، والإصابة بالأرق سببها كثرة الخوف والتفكير، وعدم التسليم بأمر الله عاجله وأجله، فالدين الإسلامي أمرنا بالأخذ بالأسباب وعدم التواكل، ويقول سبحانه وتعالي "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" ودعا الشرع الحنيف ايضا الى العمل والتفكير المتزن غير المخل وغير المؤثر بالسلب على طبيعة النفس البشرية ويقول الله عز وجل في محكم تنزيله "ونُنزلْ منّ القَرآن مًا هُو شِفاءُ ورحَمةُ للمُؤمًنِينْ"، كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من كان مصاب بهذه العقدة فليتوكل على الحي الذي لا يموت ويسبح بحمده". تلافي الغضب ويجب على الإنسان عند شعوره بضيق في صدره، بالتقرب إلى الله والإكثار من أدعية تفريج الكروب، وإزالة الهموم، المأثورة عن النبي صلي الله عليه وسلم والإكثار من قراءة القران الكريم، والحرص على أداء الصلوات الخمس في اوقاتها. وتطرق الدكتور نصر واصل الى حديث النبي الكريم، والذي يقول فيه "ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" وهي دعوة للاقلاع عن الغضب والثبات النفسي الذي يصيب الانسان بالقلق والاراق والكثير من الامراض النفسية العصرية، والتي تؤثر على جل تفكير الانسان وعلاقته بالاخرين وليست الزوجة فحسب بل على الوالدين والاقارب ورفاق العمل والجيران وكل الوسط البشري المحيط به.