قال الرئيس التركي عبد الله جول أن مصر تحتاج إلى الالتفاف حول مستقبلها، وأنه لا يمكن التغلب على المشكلات الاقتصادية والاجتماعية إلا من خلال حشد المصريين كافة جهودهم وعدم استهلاك طاقتهم في الانقسام السياسي. واستعرض جول في مقال كتبه لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عدة خطوات يؤمن بأهميتها لإعادة الديمقراطية إلى مسارها الصحيح في مصر وهي العودة السريعة للديمقراطية من خلال عملية انتقالية شاملة، والسماح لكافة الجماعات السياسية بالمشاركة في الانتخابات القادمة، مشيرًا إلى أن استبعاد أي حزب سياسي سوف يقوض من نجاح الفترة اللاحقة. كما أضاف الرئيس أن إطلاق سراح الرئيس المعزول محمد مرسي وزملائه من السياسيين سوف يقدم مساهمة هائلة لتحقيق المصالحة والاستقرار، إلى جانب أهمية أن تمارس جميع الأطراف ضبط النفس لتجنب سقوط المزيد من الضحايا؛ لأن زيادة أعداد القتلى من شأنه أن يجعل الإصلاح بعيد المنال حتى إذا حاول قادة مصر الخروج من المأزق. وأكد جول أن بلاده سوف تفعل ما في وسعها لتعزيز علاقاتها مع مصر في ضوء العلاقات الثقافية المشتركة، بالإضافة إلى مساعدة المصريين في الاحتفاظ ببلادهم على مسار الديمقراطية، مؤمنًا أنهم يستحقون مستقبلاً أكثر إشراقًا "دعونا نعمل من أجل الفوز بمستقبل مشرق لهذا البلد العظيم العزيز لنا". كما أشاد بالدور المصري في إحداث التقدم في المنطقة، مشيرًا إلى أن انجازات وسقطات وتغييرات البلاد شعر بها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بل العالم الإسلامي بأكمله، ولكن الخطوة التاريخية المصرية تجاه الديمقراطية فشلت في أقل من عامين. واعترف جول بأن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيًا، مؤمنًا أن هذا الانقلاب كان انحرافًا واضحًا لتقدم البلاد، وأنه ربما كان من الممكن تجنب هذا الأمر عبر الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة ولكن كان ينبغي على أي حال من الأحوال تصحيح المشكلات من خلال الآليات الديمقراطية. ويرى الرئيس التركي أن مصر تمر الآن بعملية حساسة سوف تحدد مستقبلها ومصير الديمقراطيات الوليدة التي ظهرت عقب الربيع العربي، وفي أثناء ذلك سوف تترك أي خطوة محتملة تجاه المصالحة أو مزيد من الانقسام علامتها على المسار المستقبلي لكلا الدولة والمنطقة، مشيرًا إلى أن الشعب المصري انقسم إلى معسكرين يحتج كل طرف ضد الأخر بطريقة خطيرة "وهو وضع مقلق ولا يمكن تحمله".