أ ش أ قال الرئيس التركي عبد الله جول إنه يجب أن تستعيد مصر ديمقراطيتها الناشئة بشكل سريع، معتبرا أن مصر دائما كانت المحرك للتقدّم في المنطقة وخارجها. وأضاف جول -في مقال له بصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية اليوم (الجمعة)- أن مصر وشعبها أصحاب إرث من الحضارات العظيمة والريادة في العالم العربي، مشيرا إلى أن الإنجازات والإخفاقات وتغيّرات المسار التي شهدتها مصر شعر بها العالم الإسلامي كله وليس الشرق الأوسط فقط. وأكّد أن تركيا قدّمت الدعم للشعب المصري عقب ثورة 25 يناير في ضوء سعيه للحرية والديمقراطية والكرامة، لافتا النظر إلى أنه أوّل رئيس دولة يزور مصر عقب ثورة يناير. وأوضح الرئيس التركي أنه شجّع القيادة السياسية في مصر على استغلال تلك الفترة التاريخية للعمل معا لصالح بلادهم، مؤكّدا أنه طالب بالاعتدال وضبط النفس والصبر والمثابرة والشمولية. وتابع: "مصر تمرّ بعملية دقيقة من شأنها أن تحدّد مصائر الديمقراطيات الفتية التي أعقبت الربيع العربي؛ فكل خطوة سيتمّ اتخاذها سواء نحو المصالحة أو مزيد من الانقسام، ستؤثّر على المسار المستقبلي في مصر والمنطقة". ووصف جول الوضع في مصر ب"المقلق وغير المستقر" في ضوء الانقسام بين أطياف الشعب، داعيا إلى توحّد الشعب المصري في المستقبل من أجل التغلّب على المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعترضهم. وأشار إلى أن الحل الوحيد للاستقرار في مصر يكمن في تطبيق ديمقراطية تسود فيها الإرادة الحرة للشعب، وتعزّز الشرعية الدستورية بحيث تضمن الحقوق والحريات. واستطرد: "الخطوات التي يجب اتخاذها لوضع الديمقراطية في مسارها الصحيح بمصر، هي العودة السريعة للديمقراطية من خلال عملية انتقالية شاملة، ومشاركة جميع الأطياف السياسية في الانتخابات المقبلة، والتحلّي بضبط النفس لتفادي المزيد من الخسائر". واختتم جول مؤكّدا أن تركيا ستبذل قصارى جهدها لتعزيز العلاقات مع مصر في ضوء العلاقات الثقافية القوية التي تجمع البلدين. جدير بالذكر أن مصر تشهد حالة من الاضطراب السياسي عقب إعلان القوات المسلحة عن خارطة طريق لمرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات رئاسية مبكّرة، وهو ما رفضه أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي معتبرينه "انقلابا عسكريا على الشرعية".