في الثاني من أغسطس سنة 1990 إجتاحت القوات العراقية الكويت في مشهد دامي لايمكن تصديقه وقد توحش صدام حسين ليحتل دولة عربية في بداية لأحداث متتابعة ترتب عليها سقوط صدام نفسه بعد سنوات بل ونحره فجر عيد الأضحي المبارك. كان لزاما ان أعود لقصة تلك الأيام حتي لاننسي مأساة الوطن العربي وقد تغلغل الغرب في ثراه ليؤلب الدول العربية علي بعضها البعض ليبقي حلم الوطن العربي الكبير الموحد مؤجلا لحين إشعار آخر . وتبقي أحاديث تحريض العراق علي غزو الكويت مثيرة وتبقي الولاياتالمتحدةالأمريكية هي الشيطان المحرك وراء تفتيت اوصال العرب وقد كان الجيش العراقي في مقدمة أقوي الجيوش العربية ويومها تم تحريض العراق لإلتهام الكويت وقد اصبح مسماها وقتها المحافظة رقم 19 وإنتهي الأمر إلي خوض حرب لأجل تحرير الكويت وقد حُررت لكن مرارة غزوها وما توالي"بعده" من احداث نالت من الوطن العربي بأسره لم تفارق مرارتها حتي اليوم ولحين إشعار آخر علمه عند الله. وهاهي الأحوال لاتسر في الوطن العربي من المحيط إلي الخليج وقد تم غزو العراق بعد أكثر من عشر سنوات من غزوها للكويت وإنتهي امر الجيش العراقي المُرعب لإسرائيل وإمتد الوجع لينل من سوريا وقد توحش نظام الحكم فيها ليقتل الشعب وتبقي فلسطين محتلة ولبنان في حروب لاتنتهي وقد مزقتها الطائفية . وكانت ثورات الربيع العربي هي البشارة لأجل تحرير الوطن العربي من نظم الحكم المستبدة ولكن تعثر الحصاد في تونس وليبيا ومصر,وتبقي احوال العرب في ذكري غزو الكويت تنطق بأنهم في تيه وضياع وقد غاب أثر من يوحدهم وقد تغلغلت الولاياتالمتحدةالأمريكية في كل موضع بالوطن العربي سِراً وعلانية والمحصلة فُرقة ووهن وتشتت إنتظاراً لمن يوحد العرب!.