ذكرت صحيفة (صندي تلغراف) الأحد نقلاً عن مراسلات رسمية أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، وعد بمساعدة الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي في خلاف قانوني حول دفع تعويضات مقدارها مليار جنيه استرليني، أي ما يعادل 1.5 مليار دولار، لعائلات الضحايا الامريكيين لتفجير طائرة اتُهم نظامه بالتورط فيها. وقالت الصحيفة إن المراسلات بين الطرفين، والتي حصلت على نسخ منها، اظهرت أن القذافي لجأ إلى بلير بعد أن أمرت محكمة أمريكية نظامه بدفع مبلغ 1.5 مليار دولار كتعويضات لعائلات سبعة امريكيين قُتلوا بتفجير قنبلة على متن طائرة ركاب متجهة إلى العاصمة الفرنسية باريس في غرب افريقيا. وأضافت نقلاً عن المراسلات أن بلير اتصل بالرئيس الامريكي وقتها، جورج بوش، بعد أن وعد القذافي بالتوسط في القضية، وقام بوش في وقت لاحق بالتوقيع على قانون تسوية المطالب الليبية في آب/ أغسطس 2008، أبطل قرار محكمة امريكية طالب نظام الزعيم الليبي السابق بدفع 1.5 مليار دولار لعائلات الضحايا الامريكيين. وكانت استخبارات القذافي اتُهمت بالوقوف وراء تفجير الرحلة 772 من تشاد إلى فرنسا في 19 أيلول/سبتمبر 1989 ما أدى إلى مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 170 راكباً، وذلك بعد تسعة أشهر على تفجير طائرة الخطوط الجوية الامريكية (بان أميركان) فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية، والذي اسفر عن مقتل 270 شخصاً معظمهم من الامريكيين. وأشارت الصحيفة إلى أن عائلات الضحايا الاميركيين في الرحلة 772 كسبوا دعوى قضائية في كانون الثاني/يناير 2008 للحصول على 1.5 مليار دولار كتعويضات من نظام القذافي بعد معركة قانونية امتدت سبع سنوات،ما سبب له صعوبات خطيرة في الولاياتالمتحدة طالت عوائد صفقاته التجارية وخاصة في مجالي النفط والغاز والاستثمارات الأخرى. وقالت "صندي تلغراف" إن رسالة الكترونية حصلت على نسخة منها كتبها السفير البريطاني وقتها في ليبيا، فنسنت فين، وأرسلها إلى مساعدي بلير في 8 حزيران/يونيو 2008 بعد استقالته من منصبه كرئيس لوزراء بريطانيا وتعيينه مبعوثاً لعملية السلام في الشرق الأوسط، اماطت اللثام عن تدخل الأخير في القضية وأظهرت أيضاً أن مساعداً رئيسياً له اجتمع مع دبلوماسي اميركي بارز لمناقشة قضية الرحلة 772. وأضافت أن الرسالة الالكترونية كشفت بأن، نك بانر، رئيس موظفي بلير في منصبه كمبعوث لعملية السلام في الشرق الأوسط، تحدث إلى المسؤول الأميركي ديفيد وولش، الذي فاوض الليبيين بشأن دفع تعويضات للضحايا الامريكيين. وكانت الصحيفة نفسها كشفت الأسبوع الماضي نقلاً عن رسالة الكترونية سرية أن اخلاء سبيل الليبي عبد الباسط المقرحي، الشخص الوحيد الذي أُدين بتفجير طائرة لوكربي، من قبل السلطات الاسكتلندية عام 2009 ارتبط بصفقة قيمتها 400 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل نحو 615 مليون دولار، لتصدير أسلحة إلى نظام القذافي. وقالت الصحيفة إن الرسالة الالكترونية ارسلها السفير البريطاني لدى طرابلس وقتها، فنسنت فين، إلى المكتب الخاص لبلير بتاريخ 8 حزيران/ يونيو 2008، وتضمنت تفاصيل عن "طرق التوقيع على اتفاق لنقل سجين (المقرحي) حين تفي ليبيا بوعودها لشراء نظام دفاعي جوي من بريطانيا".