على خلفية الاشتباكات التي وقعت بالقرب من مقر اعتصام مؤيدي رابعة العدوية بين الشرطة ومؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي والتي راح ضحيتها 74 شخصا, أجرت منظمة "هيومان رايتس واتش" مقابلات مع سبعة شهود على العنف واستعرضت لقطات فيديو شاملة للأحداث. وفي حوار مع "هيومن رايتس ووتش" أشار الطاقم الطبي الذي أجرى الحوار إلى أن بعض الوفيات كانت مستهدفة القتل نظرا لمركز الطلقات الذي من المرجح أن يسفر عن الوفاة وقد أعرب 4 من الأطباء التي قابلتهم المنظمة أن غالبية إصابات الطلقات النارية في الرأس والعنق والصدر منوهين أن زاوية الأعيرة النارية تشير انها أطلقت من فوق. وقال نديم حوري، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش إن استخدام الأعيرة النارية المميتة على هذا النطاق وبعد إعلان الرئيس المؤقت عدلي منصور الحاجة لفرض النظام بالقوة يقترح وجود رغبة صادمة من قبل الشرطة وبعض السياسيين لتصعيد العنف ضد المتظاهرين المؤيدين لمرسى. واضاف حوري انه يكاد يكون من المستحيل أن نتصور أن هذا العدد الكبير من عمليات القتل يتم دون نية للقتل، أو على الأقل تجاهل إجرامي لحياة الناس . ونوه حوري إن فتح النار القاتلة باستمرار لساعات ليست وسيلة للرد على المدنيين الذين يلقون الحجارة والقنابل المسيلة للدموع مشيرا إلى أنه إذا كانت هذه هي فكرة القيادة الجديدة للرد القانوني، فإن ذلك يضع نغمة قاتمة جدا للأيام المقبلة. وبحسب سبعة شهود ولقطات للأحداث تابعة لهيومن رايتس ووتش، ألقى المحتجون قنابل الغاز المسيل للدموع والحجارة على الشرطة. وأضاف الشهود ان الاشتباكات بين مؤيدي مرسي والشرطة التي اصطحبها رجال يرتدون ملابس مدنية بدأت في حوالي الساعة الحادية عشر مساءا حيث اقترب مؤيدي مرسي من مطلع كوبري أكتوبر المؤدي لطريق النصر على بعد دقائق سيرا من مسجد رابعة. وقال الطبيب الذي كان يرافق المحتجين، أن الشرطة برفقة رجال يرتدون ملابس مدنية وسيارات مدرعة ، كانت تحت كوبري أكتوبر، وأطلقت في البداية الغاز المسيل للدموع على الحشد. وفي فيديو نشر على الانترنت، وقفت مجموعة كبيرة من المدنيين عكس المتظاهرين المؤيدين لمرسى، وكانوا محاطين بأربعة عربات مدرعة وناقلات للجند، وكذلك ضباط قوة الأمن المركزي. وبحسب الطبيب الذي كان في مكان الحادث، بدأت الشرطة في إطلاق الغاز المسيل للدموع عندما كان المحتجين على بعد حوالي 200 متر، وأعقب ذلك اشتباك بين المتظاهرين والشرطة ورجال يرتدون ملابس مدنية، واستمرت لنحو ساعتين: وأضرم المحتجون النار في السيارات ورشقوا الحجارة، في حين أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع من موقعها بالقرب من الكوبري. وأضاف الطبيب، انه بعد ذلك بساعتين بدا إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين من ما يبدو انه مكان مرتفع ومن الممكن إن يكون مبنى قريب من الموقع. وقال فؤاد، طبيب آخر يعمل في المستشفى الميداني برابعة، هذا النمط من الإصابات يتناقض تماما مع الحرس الجمهوري, في حادث الحرس الجمهوري [في 8 يوليو 2013] كان معظم الإصابات من الذخيرة الحية العشوائية، و 10 %[من القتلى] تم إطلاق النار عليهم من قبل القناصة ولكن هذه المرة حوالي 80 % تم إطلاق النار عليهم من قبل القناصة التي استهدفتهم من أعلى. وكرر شهود عيان لهيومن رايتس أن المشهد كان شديد الظلام والهواء كثيف مع الغاز المسيل للدموع، مما يحد من الرؤية، كما تعرضوا لإطلاق النار عليها من موقع مرتفع، وكذلك من قبل الشرطة المتمركزة أمامهم وقال إبراهيم، احد المحتجين "التقطت خمسة رجال تم ضربهم برصاصة واحدة في الرأس". وقال المحتجون في الاشتباكات والأطباء الذين يقدمون الإسعافات الأولية للمحتجين أن الطلقات الأولى أطلقت ضد المتظاهرين في حوالي الساعة الواحدة صباحا ، وقال شهود عيان أنها استمرت حتى السابعة صباحا. وقال شاهد أخر إن حوالي الساعة 1:45، وصلت أول جثة في المستشفى الميداني رابعة العدوية. وقال أربعة أطباء في المستشفى الميداني أن الوفيات وصلت في وجود تدفق مستمر بدءا من الساعة 2:00 حتى بين 7 و 8:00 صباحا. وأكد الطبيب الآخر الذي يعالج حالات الطوارئ إن حوالي الساعة الثالثة الا ربع صباحا بدأ علاج المحتجين الذين أصيبوا بأعيرة نارية في الرأس والصدر، فضلا عن الجرحى الآخرين بالخرطوش. وقالت هيومن رايتس ووتش إن الجيش المصري والحكام المدنيين المؤقتين، يجب أن يضعوا حد لإطلاق الرصاص الحي، إلا عند الضرورة القصوى لحماية الحياة.