مستفيدوا ابني بيتك: نقوم بدفع الإتاوات للعرباوية لتفادي شرهم . مناطق المشروع مقسمة على قادة البلطجية الذين جعلوها مرتعاً لهم . الشرطة تلقي القبض على عمال البناء وتهمل البدو وهم تعلمهم . مسئول بجمعية ابني بيتك: الانفلات الأمني يحول دون حماية هذه المناطق. أدت التظاهرات التي تندلع من حين لآخر، إلى انتشار حالة من الانفلات الأمني ، الذي سبب للمواطن المصري حالة من الخوف، بعدما انتشرت البلطجة، ولم يكن مشروع "ابني بيتك" الذي تم إقامته بمحافظة 6 أكتوبر بمنأى عن ذلك. مشروع "ابني بيتك" بات أمل كل شاب يرغب أن يكون له سكن خاص به بعيداً عن مشكلات السكن بالإيجار، وعندما تسنح له الفرصة في الحصول على أحد شقق هذا المشروع، يجد نفسه دائماً تحت رحمة مجموعة من العرب، يفرضون عليهم ما يسمي ب" أموال التسهيلات" أو "الإتاوات"، هذا الأموال يحصل عليها هؤلاء العرب مقابل حراسة مواد البناء، والمياه التي يستخدمها العمال في البناء ووضع الأساسات، إلا أن مستفيد "ابني بيتك" لم يعد قادراً على دفع هذه الإتاوات من وقت لآخر، لأنها مبالغ باهظة، لذلك لم يكن أمامهم بديل سوى اللجوء للشرطة لحمايتهم من هؤلاء العرب والبدو، إلا أن الحظ لم يساعدهم في ظل غياب الأمن وانشغال الشرطة بفض تظاهرات المواطنين. من جانبها حاولت شبكة الإعلام العربية "محيط" التعرف على أراء عدد من مستفيدي مشروع "ابني بيتك" وحكاياتهم مع العرب، أو من يسمونهم ب" العربان"، وكم الأموال التي يدفعونها لهم . بداية يقول علي حسن -أحد المستفيدين بمشروع ابني بيتك- منذ أن حصلت على شقة بمشروع "ابني بيتك" -ذلك الحلم الذي انتظرته كثيراً- شعرت حينها بأنني حصلت على ملعقة من ذهب، إلا أن الواقع أكد لي عكس ذلك، خاصة وأن استكمال بناء شقتي بات مرهوناً، باستكمال الاتفاق مع العرب، وإن لم ألتزم بهذا الاتفاق بدفع الإتاوات التي يفرضوها علي، ستكون مصير حياتي النهاية، فضلاً عن أن هؤلاء العرب سيقومون بسرقة مواد البناء، لأنهم تكونون من مجموعات مسلحة، تظهر بشكل مفاجئ لتحصل على الإتاوات، وبعدها تختفي دون أن يعرف أحد مكانهم حتى قوات الشرطة نفسها، لا تستطيع معرفة الأماكن التي يختبئون بها". أسعار محددة وأوضح حسن، تهديد هؤلاء العربان لا يتوقف عند حد الكلام فقط، وإنما يتم إطلاق النيران وذلك لإرهاب المواطنين وإجبارهم على دفع الإتاوات بعدما رفض عدد كثير منهم الدفع، وللعلم هذه الإتاوات يتم تحديدها بناء على ما سينفذ من المشروع، فبناء الأساسات يختلف عن بناء السقف، وتكلفة الحفر تبلغ 500 جنيه، أما بناء الأساسات يدفع المستفيد 600 جنيه، وبناء الأعمدة يتكلف 500 جنيه، أما بناء السقف فيبلغ 1000 جنيه ووضع أساسات الدور الثاني 1600 جنيه، وهذا القانون في الإتاوات يتم فرضه على جميع المستفيدين بهذا المشروع، والذي يصل عددهم قرابة 16 ألف شاب، ومن لم يدفع الإتاوة يتم تهديده بأن حياته ستكون الثمن، الأمر الذي جعل كل الشباب مجبرين على دفعها، خاصة وأن الشرطة ينطبق عليها المثل القائل "لا حياة لمن تنادي"، على الرغم أن جميع أسماء هؤلاء العرب معروفة لدي جميع أقسام الشرطة. وطالب على، جميع المسئولين عن مشروع ابني بيتك بضرورة عمل بوابات حراسة وأمن، حول جميع مداخل المشروع لمنع دخول أي بدوي وإنقاذ جميع الشباب من أن يكونوا تحت رحمة هؤلاء البدو. تقسيم المشروع بينما قال محمود يوسف -أحد مستفيدي المنطقة الثانية بمشروع ابني بيتك بأكتوبر- هناك حوادث كثيرة وقعت خلال الشهور الماضية بالمنطقة الثانية من المشروع، وذلك عندما جاء مجموعة من العرب لفرض إتاوات، ووجدوا مجموعة أخرى من العرب موجودة هناك ، ونتج عن ذلك اشتباكات بالأسلحة النارية الأمر الذي أدى إلى حرق الكافتيريا الموجودة بالمنطقة الثانية. وأضاف يوسف، هؤلاء العرب قاموا بتقسيم مناطق المشروع، ليرأس كل قائد عدد من البلطجية، ويقومون على الفور بتحصيل الإتاوات من كل منطقة على حدة، ولعل أبرز هؤلاء، الشيخ جبريل، والريس فايز، وعبد الله العرباوي، ومحمد الجن، ويسرى السويسي، والشيخ عيد الصاروخ، وصبحي الجن، وعندما يشتعل الخلاف بين هؤلاء العربان على الإتاوات تشتعل بينهم الاشتباكات، وسرعان ما تأتي الشرطة إلى المكان للمعاينة، فتقوم بعدها بالقبض على عمال البناء بالمشروع ، الذين ليس لهم أي ذنب بل هم الضحايا ولا تقوم على الإطلاق بالقبض على هؤلاء العربان. بينما أكد محمد السيد -أحد مستفيدي المشروع- عندما تسلمت أرضاً في مشروع ابني بيتك، شعرت بسعادة غامرة، وعندما قررت بناؤها، قال لي عمال وضع أساسات البناء أنهم لن يستطيعوا البدء، نظراً لوجود عدد من البلطجية من العرب، وهم من أمروهم بذلك، وبالفعل قمت بدفع الإتاوة، إلا أنه بعد أن انتهي العمال من وضع الأساسات ليقوموا ببناء الأعمدة، تكرر نفس السيناريو، بدفع إتاوة أخرى، وفي هذه الحال لم أستطع دفع الإتاوة، وتوقفت عن استكمال البناء، خاصة وأن مستفيدوا "ابني بيتك" يواجهون إشكاليات كثيرة تبدأ من الحصول على ترخيص البناء حتى البدء في البناء ليفاجئ في النهاية بدفع الإتاوة، حتى يتقي شر هؤلاء العربان، والأمر الذي أصبح بمثابة قانون سائد هناك. وتساءل السيد :" كيف يمكن لي أن أدفع إتاوات ومواد البناء مرتفعة، إذاً كان الأفضل لي أن أستأجر شقة، بدلاً من الرعب اللي الواحد عايشه ده، ومن هنا وطالب السيد وزير الداخلية، بضرورة الدفع بعدد من قوات الشرطة لإلقاء القبض على هؤلاء العربان، الذي جعلوا مصير استكمال بناء شقق ابني بيتك تحت أمرهم، ولا يحق لأي شاب استكمال البناء إلا بعد دفع الإتاوة التي ترتفع كل يوم عن الذي يليه . الشرطة خائفة بينما قال ياسر مصطفي -أحد المستفيدين بالمشروع- أن جميع المستفيدين قرروا بعد فرض الإتاوات من حين لآخر عليهم اللجوء للشرطة، إلا أن هذا الأمر بات دون جدوى، وكأن قوات الشرطة تشعر بالخوف من هؤلاء العربان، لذلك توقفوا عن البناء لعدم قدرتهم على دفع الإتاوات، ولعدم قدرة الشرطة في الوقت ذاته لحمايتهم من هؤلاء البلطجية، الذين فرضوا نفوذهم لدرجة أنهم قاموا ببيع المياه بأسعار مرتفعه للغاية لمستفيدي المشروع . الفوضى السبب من جانبه قال طه جادو -نائب رئيس مجلس إدارة جمعية ابني بيتك- أن المناطق القديمة من المشروع، تقوم بالفعل قوات الشرطة بحمايتها، أما المناطق الجديدة كالمنطقة الخامسة والسابعة، فحتى الآن لازال الأمن غائباً عنها، الأمر الذي أدى لقيام البلطجية بفرض نفوذهم هناك ، إلا أن وزارة الإسكان تقدمت بطلب لوزارة الداخلية لحماية هذه المناطق من العرب، لكن تفاقم الأحداث السياسية مؤخراً وتغيير التشكيل الوزاري من حين لآخر، قد يكون السبب في عدم تنفيذ ذلك حتى الآن. واوضح جادو، أن وزارة الإسكان على علم بما يتم من قبل قيام العرب بمطاردة مستفيدي المشروع، وقيامهم بفرض إتاوات عليهم، ومن ثم قامت الوزارة مجدداً بمخاطبة مديرية الأمن بالسادس من أكتوبر التي قامت على الفور بالقبض على عدداً منهم، إلا أن حالة الانفلات الأمني التي تعيشها البلاد تؤدي لظهور مجموعات جديدة من البلطجية. وأشار جادو إلى أنه لا يوجد سوى حل واحد للقضاء على ذلك والتخلص من هؤلاء البلطجية، وهو عمل نقاط شرطة ثابتة عند مداخل ومخارج المناطق المقررة لبناء مشروع "ابني بيتك".