فى 6 أكتوبر، لا يمكن أن "تبنى بيتك" إذا قرأ "العربان" الفاتحة عليك،أى إذا قرروا معاقبتك لأنك لم تدفع "الإتاوة"،التى يفرضونها على المستفيدين وعلى العاملين وصغار المقاولين كما حدث ل "عم حربى" الذى رفض الإتاوة فوجد نفسه مهددا فى عمله وفى حياته.. منذ شهور جاء المقاول "عم حربي"، للعمل في مشروع "ابني بيتك" بالمنطقة السابعة قطاع "ق و"، وبالطبع كان معه "الخشب"، الذى يستخدمه فى تنفيذ أعمال المقاولات الصغيرة، وبمجرد "نزول خشبه" جاء إليه العربان بقيادة كبيرهم، ويدعى "سالم" والذين يقفون في أول المنطقة لمراقبة دخول أي خشب للمنطقة، وقالوا له: إحنا العرب .. مفيش حد يقدر يعمل حاجة هنا من غير رضانا .. ونريد منك أن تدفع "الغفرة".. عشان تعرف تعيش وتشتغل هنا" فرد قائلا:"حاضر لما يجيني المالك وآخد منه فلوس .. سأعطيكم ما تريدون". فى اليوم التالى جاء "العربان"، وقالوا له:" نحن قرأنا الفاتحة على الخشب بتاعك اليوم وغدا لن تجده" .. فأعطاهم مائة جنيه على أن يدفع الباقي بعد ذلك لكن المقاول فوجئ باختفاء الخشب فى اليوم التالى، فاتصل بكبير العربان سالم الذي أنكر سرقته، فتوجه المقاول إلى قسم الشرطة لعمل محضر فقالوا له:"لازم تعمل معاينة الأول.. وبعدين تعود لعمل محضر ..اذهب للأمين سيد في صينية الواحات وتأخذه لعمل معاينة في قطاع " ق و" بعدين تحضر تعمل محضر". ذهب ل "الأمين سيد" الذى فاجأه بقوله:"هذه المرة هي المرة الثامنة،التى أذهب فيها اليوم لأرض "ابني بيتك" عشان بلاغات سرقة خشب". ويكمل "عم حربى " قصته قائلا:"بعد المعاينة التي ليس لها أي لازمه، رجعت قسم تانى 6 أكتوبر لعمل محضر وطلعت للمباحث أيقول لهم على اسم العرباوى سالم ورقم تليفونه، و سألت عن المقدم أيمن الشرقاوي رئيس مباحث قسم شرطة ثاني أكتوبر فقالوا لى : "في اجتماع مع مفتش المباحث "... لكن أمين شرطة في المباحث قال لى "طالما معك اسم من تتهمه .. تنزل تعمل المحضر تحت في النوبتجيه". وفعلا نزلت إلي النوبتجيه فقالول لى "اطلع اعمل المحضر فوق لأنه ليس معك الاسم بالكامل ولا عنوانه.. و إلا ستوقع على تعهد أنك تجيب اسمه بالكامل وعنوانه". ويضيف عم حربى:" كان واضح أنها" توزيعة" وبيعملوا على "تطفيشه" حتى لا أعمل محضرا .. ولكننى أصريت على عمل المحضر. والغريب أن واحد فى القسم قال لى: " يعنى العرباوى ياخذ غفره .. واحنا لا نأخذ غفره". والمهم إنى فى الآخر نجحت فى عمل المحضر ورقمه، 12621 جنح قسم ثاني 6 أكتوبر .. بس حتى الآن "الخشب مرجعش .. وبكده وقف أكل عيشى". *** .. ما سبق قصة من بين مئات قصص ضحايا المافيا التى اشتهرت فى 6 أكتوبر بمافيا "عربان ابني بيتك" .. والتي تهدد أمن وحياة وأعمال المستفيدين من المشروع على الرغم من القبض على أكثر من 50 فردًا منهم خلال مطلع الشهر الجاري؛ إلا أن ذلك كان "ذر رماد " فقط.. ف "مافيا العربان " تتزايد يوميا وتفرض سيطرتها وإتاواتها بشكل علنى، دون أن يردعها أحد. وكما يقول طه جادو نائب رئيس جمعية "ابني بيتك" أن الجمعية تناشد وزارة الداخلية باتخاذ خطوات إيجابية ملموسة للقضاء على العربان في مناطق "ابني بيتك" ب 6 أكتوبر لافتا النظر إلي أن لجنة البحث الميداني للجمعية بناء على شكاوى جماعية للمستفيدين تأكدت أن العربان فرضوا سيطرتهم على مناطق "ابني بيتك" حتى أنهم أنشأوا بوابات على مداخل مناطق "ابني بيتك" وقسموا أنفسهم على قطاعات المناطق لإحكام السيطرة على المنطقة ،وبذلك نجحوا فى فرض الإتاوات الإجبارية على المستفيدين ،وعلى سبيل المثال يفرضون على بداية الحفر إتاوة 500 جنيه، مما يؤدى إلى غلاء الحفر ليصل 1500 جنيه للقطعة، وإتاوة على كل فنطاس مياه يدخل المنطقة مما يؤدى إلى ارتفاع فنطاس المياه إلى 200 جنيه، علما أن المستفيد يحتاج إلى 20 فنطاس حتى تم الانتهاء من البناء. كما يفرضون إتاوة إتاوة 4 آلاف جنيه على كل تشوينة للرمل و الزلط، مما يؤدى إلى ارتفاع متر الزلط إلى 65 جنيه، ويحتاج المستفيد إلى 150 مترًا تقريبا حتى يتم الانتهاء من البناء، بالإضافة إلى الغش في الزلط بإضافة التراب إليه وتقليل حجم المتر. إضافة إلى إتاوة شهريه 4 آلاف جنيه على كل كافيتريا تقدم وجبات للمستفيدين والعمال، مما يؤدى إلى ارتفاع الوجبة للعامل إلى 20 جنيهًا يتحملها المستفيد في النهاية، وإتاوة بحجة الغفرة قيمتها 400 جنيه شهريا على المقاول ومثلهم على صاحب القطعة، وكلها إتاوات إلزامية كأنها ندفعها لفتوة الحارة من أجل الحماية واتقاء شره .. نعم فقد عدنا لزمن الفتوات. ويضيف: "من لا يدفع يتم تهديده وسرقة الحديد والأسمنت وخشب المقاول أيضا،و لدى جهات الشرطة محاضر كثيرة للسرقة ولم يتم التحرك تجاهها كما يتم ترويع المستفيدين و العمال بتهديدهم و إطلاق الأعيرة النارية باستمرار ليلا، وحتى عند خروج خشب أو حديد المقاول من منطقة إلى أخرى يقولون له "شخشخ جيبك" ولازم تدفع وإلا لا تخرج العربات من مناطق سيطرتهم". وقال نائب رئيس الجمعية: إن العربان في مناطق ابني بيتك لن يخرجوا منها بمفردهم وقرروا أن يصبحوا من أصحاب الملايين على حساب المستفيدين الفقراء لافتا النظر إلى أن الدولة استطاعت القضاء على الإرهاب بجميع إشكاله وألوانه فلا اعتقد أنها عجزت أمام مجموعه من البلطجية إن أرادت القضاء عليهم . والأغرب من ذلك كما يقول:" عندما يتم القبض عليهم يتم الإفراج عنهم في النيابة إذ يتنازل المستفيدون عن شكواهم بسبب تهديد المافيا لهم"