قالت مجلة "ذا إيكونومست" البريطانية، إن خطاب وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي الذي ألقاه أول أمس هو رسالة غير معتادة حث فيها الشعب بالقيام بمعروف له والاحتشاد في مظاهرات اليوم الجمعة لدعم تأييد الجيش. وأشارت المجلة، إلى انه من المرجح أن يجد السيسي ما طلبه بتصويت ضخم من الثقة في شوارع مصر، ولكن في نفس الوقت من الممكن أن يمهد طلبه الطريق إلى الصراع حيث يخشى كثيرون من حدوث المواجهة التي طال تأجيلها بين الإسلاميين ومنتقديهم. وأكدت، أن الآمال الليبرالية بالانتقال السلمي إلى الحكم الديمقراطي المستقر من الممكن أن تتأجل مرة أخرى أو تتعرض للإساءة. ونوهت المجلة، إلي أن الدولة العميقة ما قبل الثورة من الممكن أن تستعيد سيطرتها المطلقة ومن ناحية الإسلاميين فان حلمهم في حكم اكبر دولة عربية من الممكن أن يتحطم نهائيا. وتزعم المجلة انه في الواقع أن السيسي قد ألقى بتحدي لمعارضي الانقلاب الدامي الذي أنهى حكم أول رئيس مدني منتخب "محمد مرسي". وأشارت إلى أن رفض الإخوان للتوسط لحل وسط وفوضوية احتجاجاتهم الذي عادة ما ينتج عنها العنف بما في ذلك العديد من حوادث إطلاق النار المميتة من أنصار الإخوان عرقلت تعاطف واسع النطاق مع الجماعة. ونوهت المجلة، إلي أنه يبدو أن خطوة السيسي مدعومة بنداءات قادة الإخوان لتكثيف حملتهم بحصار منشات الدولة الحرجة، مؤكدة ان تصاعد العنف من قبل المتطرفين الإسلاميين بما في ذلك هجمات القنابل ضد قوات الأمن، وخاصة في شبه جزيرة سيناء الحساسة استراتيجيا، يثير مزيد من القلق. وقالت المجلة على عكس قادة الجيش السابقين الذين قادوا مصر من وراء الكواليس، يبدو السيسي واضح و متواضع وكذلك تقي. واشارت المجلة الى ان الجيش كمؤسسة لا يزال يلقى احترام وتاييد شعبي واسع كما تشير استطلاعات الرأي الموثوقة أن أقل من ربع المصريين الآن يدعمون الإخوان واقل من ذلك في المدن الكبيرة. واكدت ان هناك قبول واسع بان الحكومة المؤقتة في البلاد مؤهلة من الناحية الفنية وكذلك تعتزم على العودة إلى الحكم المنتخب في أسرع وقت ممكن على الرغم من الشكوك حول انتهاكات العملية الديمقراطية. وأشارت المجلة إلى ما حذر به بعض الليبراليين أن خطاب السيسي الذي طالب فيه الشعب بتفويضه لمواجهة الإرهاب والعنف من الممكن أن يضمن رخصة لقادة الجيش بالقتل في حين أشار بعض زعماء الإخوان أن خطاب السيسي إعلان لحرب أهلية.