قالت مجلة "ايكونوميست" البريطانية إن الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع المصرى ، قد يجد صدى واسع لدعوته للتظاهر اليوم الجمعة ، ومن المرجح أن تلبى دعوته ويحصل على الثقة المطلوبة ، ولكن فى الوقت نفسه قد يمهد ذلك إلى فتنة. وأشارت المجلة إلى أن مسار مصر منذ ثورة يناير 2011 ، غير منتظم ودموى ،ويخشى كثيرون من أن المواجهة التي طال انتظارها بين الإسلاميين ومنتقديهم أصبحت الآن في متناول اليد. وأضافت أنه قد تؤدى الظروف مرة أخرى إلى تأجيل الآمال الليبرالية لانتقال سلمي إلى الحكم الديمقراطي المستقر، أو أسوأ من ذلك ، وهو عودة "الدولة العميقة" في مصر ،أى مرحلة ما قبل الثورة. وأكدت المجلة أن أنصار الرئيس المعزول "محمد مرسى" وحلفاءهم الإسلاميين والمتعاطفين معهم فازوا فى كل الاستحقاقات الانتخابية التى جرت بعد ثورة يناير 2011، وفجأة أنهار حلمهم بحكم أكبر دولة عربية ، بعزل رئيسهم " مرسى". ومن هنا يحاول الإخوان الظهور بأنهم أبطال للديمقراطية وضحايا مؤامرة شريرة. والدليل استمرار احتجاز الرئيس "مرسي" وقادة الإخوان الأخرين، وإغلاق القنوات الإخبارية الموالية لمرسي وقتل العشرات على أيدي الشرطة والجيش وإطلاق النار على عشرات المتظاهرين الإسلاميين. وأضافت المجلة أن رفض جماعة الإخوان المسلمين للحلول الوسط ، واستمرت الاضطرابات والاعتصامات فى الشارع وما ينتج عنه من عنف ، بما في ذلك العديد من حوادث إطلاق النار المميتة من جانب ، وهو ما أدى إلى فقدان التعاطف من البعض مع الجماعة . ويبدو أن تحرك "السيسي" جاء ردا على دعوات من قادة الإخوان إلى تكثيف حملتهم بحصار مرافق حيوية. كما تصاعد العنف من قبل المتطرفين الإسلاميين ، بما في ذلك هجمات بالقنابل ضد قوات الأمن، وخاصة في شبه جزيرة سيناء الحساسة استراتيجيا، وهوما يستدعى القلق. وتحدثت المجلة عن السيسى ووصفته بأنه تقى على عكس جنرالات الماضي الذي قادوا مصر من وراء الكواليس، وواضح ومتواضع على ما يبدو. وكمؤسسة،لا يزال الجيش الذى يضم 450 ألف جندى يحظى باحترام وشعبية على نطاق واسع. وتشير استطلاعات الرأي الموثوقة أن أقل من ربع المصريين الآن يدعمون الإخوان، خاصة فى المدن الكبيرة ، ومعظم الناس يرغبون قبل كل شيء فى السلام والأمن . وهناك قبول واسع للحكومة الجديدة على الرغم من الشكوك حول خروقات في العملية الديمقراطية، حيث انها عازمة على العودة إلى الحكم المنتخب في أسرع وقت ممكن. الأدهى من ذلك، قال السيسي انه سيعتبر الاقبال الهائل المتوقع بأنه "إذن وأمر" لقوات الأمن لاستخدام كل وسائل الإكراه اللازمة لمواجهة "العنف والإرهاب المتوقع، بعض الليبراليين المصريين يحذرون أن هذا من شأنه منح الجنرالات رخصة للقتل. ويقول زعماء الاخوان أن دعوة السيسي هى إعلان للحرب الأهلية وتمهيدا لمذابح تحت غطاء شعبي كاذب".