رام الله: أكد القيادي في حركة "حماس" محمود الزهار أن "حماس" اتخذت التهدئة ليس هربا من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ولكن من باب الإعداد. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن الزهار،في كلمة له خلال مهرجان جماهيري في مدينة صيدا اللبنانية امس السبت،قوله " لو استطاع الاحتلال أن ينفذ لشبر واحد من أرض غزة لما تأخر، إلا أنه كلما حاول استقبلته قذائف كتائب القسام وفصائل المقاومة مما يدفعه للتراجع والعودة من حيث أتى". وأكد القيادي الزهار أن فلسطينوغزة بالذات وبفضل برنامج المقاومة وثقافة الجهاد أقرب للتحرير من أي وقت مضى، وأنها في طريقها لانتصار تاريخي. ويذكر انه استقبل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص امس الجمعة في دارته في عائشة بكار بلبنان، وفدا من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة، محمود الزهار. وقال الزهار ،في تصريح له بعد اللقاء، إن الزيارة تأتي في إطار الزيارات المتعددة للبنان في هذه الفترة، لافتًا النظر إلى أن "الأوضاع في المخيمات تحتاج إلى عناية من الحكومة أكثر مما هي عليه، وإن تثبيت المواطن الفلسطيني في المخيمات لا يعني التخلي عن الوطن، بل على العكس تثبيته هنا يقربه من العودة إلى فلسطين". وأضاف "غدا سنحاول الاطلاع على وضع مخيم نهر البارد وعلى الإعمار فيه، ونحن نشجع على إعادة إعماره وإسكان المواطن الفلسطيني فيه، بدلاً من تهجيره إلى أمريكا اللاتينية أو غيرها". وأعرب الزهار عن أمله "في أن تكون هناك سياسة لبنانية رسمية تسمح بالوظائف والتحركات، وأن يلتزم الجانب الفلسطيني أكثر بقوانين الدولة ويراعي خصوصية لبنان وموقعه السياسي في الفترة المقبلة". وفي سياق متصل،أكد الزهار أن "حماس" ذهبت للمصالحة قبل ثلاثة أعوام بوعي لبرنامجها، مبينا أن نتيجة لها لن تتحول "فتح" ل"حماس" أو العكس، ولكنها ستؤسس لانتخابات حرة نزيهة ليختار الشعب بكل شفافية من يمثله. وقال: " الشعب الفلسطيني الذي جرب "حماس" لن يتخلى عنها، لأنها قاومت الاحتلال وصمدت في حربين وقادرة على حمايته ولن تتعاون مع عدوه لإنهاء المقاومة". وشدد الزهار على أن ما تريده "حماس" من المصالحة " هو الوصول للمصالحة الاجتماعية وبناء أجهزة أمنية لا تتعاون مع العدو وتعمل على حماية شعبنا، وتشكيل حكومة مؤقتة تنقلنا عبر الانتخابات لحكومة ومجلس تشريعي ورئاسة يختارهم الشعب بكل شفافية ونزاهة". وأضاف " يجب إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية لتحرير فلسطين وليس لتبيعها، ولتستنهض همم الشباب وتخدم مخيمات اللاجئين خاصة في لبنان التي تعيش في وضع لا يقبله إنسان". ووجه الزهار رسالة للحكومة اللبنانية قال فيها: "ما يحدث بالمخيمات بلبنان لا يخدم الفلسطينيين في قضيتهم وطريقهم للعودة"، موضحا أن التعامل المصري مع قطاع غزة منذ عام 1948 وحتى عام 1967 عندما كان تحت وصايتها كان الأمثل في التعامل، "حيث أعطته حريته في التنقل والعمل والعلم، بل وفرت لأبنائه التعليم مجانًا". وأكد أن مدينة القدسالمحتلة سخر الله لها رئيس الحركة الإسلامية بالداخل شيخ الأقصى رائد صلاح وإخوانه لحمايتها والدفاع عنها بأرواحهم، موضحا أن كافة أهالي المدينة يحاولون حمايتها من دنس اليهود بالرباط بها ومنع جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه من دخولها. وقال الزهار: "إننا نؤمن أن ما يحدث حولنا فيما يعرف بالشتاء العربي الساخن لم يسفر بعد عن نتائج واضحة، إلا أنها إشارات واضحة نظامًا جديدًا سيحكم دولًا كانت ذخرًا للعدو الإسرائيلي، فهي ثورة على الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية معه". وأوضح أن الشعب المصري على سبيل المثال لم يعد يحتمل رؤية العلم الإسرائيلي في شوارع القاهرة فأنزله عنوة رغم كل المتاعب والصعاب التي تجشمها جراء ذلك. وأكد الزهار على أن "حماس" في حال فوزها بالانتخابات ستعمل على تأسيس مجتمع مدني تنتشر فيه حقوق الإنسان ولكل الفصائل، وأنها ستفتح المجال لكافة منظمات حقوق الإنسان بمتابعة الأمر. وقال: "سنحافظ على حقوق الإنسان ليس للأحزاب فقط بل للديانات الاخرى، فالمسيحين أقرب لحماس من أي تنظيم أخر، فنحن على استعداد لخدمتهم، فإن اختلفت ديانتهم اشتركوا معنا بالثوابت والقيم والمبادئ "، وفق قوله.