كشفت تحقيقات نيابة الهرم برئاسة المستشار وائل خشبة مساء أمس، في واقعة انتحار مدمن داخل مصحة للعلاج من الإدمان بمنطقة هضبة الأهرام عن قيام القائمين علي المصحة بمعاملة المدمنين معاملة غير أدمية وتعذيبهم وتفريقهم في حسن وسوء المعاملة طبقا للأموال التي يقومون بدفعها. وأكدت التحريات أنه يوجد مكانين داخل فيلتين بمنطقة هضبة الأهرام احدهما درجة عالية والأخرى غير ادمية بالمرة وهو ما كشفته تحقيقات احمد حمدي ومصطفي عبد اللطيف مديرا نيابة الهرم والتي تبين منها أن المركز تم الكشف عن نشاطه عندما أقدم محمد كمال 28 سنة حاصل علي بكالوريوس علي الانتحار شنقا داخل المركز بعد عزله في غرفة بمفرده وتلقيه معاملة جافة من العاملين بالمركز وذلك بعدما هدده العاملون بنقله إلى غرفة الشحن ألا انه انتابه الخوف الشديد وتوسل إليهم بعدم نقله إلى الغرفة وعزله بها ألا أنهم قاموا بنقله بالفعل مما دفعه للانتحار حيث استخدم رباط "الترننج" الذي يرتديه وعلقه في قطعة حديدية بنافذة الغرفة وشنق نفسه بها حتي اكتشفه الطبيب واحد العاملين. وتبين من التحقيقات التي أجريت بإشراف المستشار ياسر التلاوي المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة أن المركز يحمل اسم NT " " وبالعربية "حياة أفضل" وانه يتبع طريقة المراكز الأمريكية في علاج المدمنين حيث لا يعالجهم أطباء متخصصين وإنما يقوم بعلاجهم من كان مدمنا قبلهم وتم علاجه وتماثل للشفاء أي من خاض التجربة مسبقا ولا يوجد سوي طبيب نفسي واحد لا يلتقي به المرضي كثيرا. وكشفت التحقيقات عن مفاجآت مدوية في القضية حيث تبين أن هناك مكانين منفصلين داخل فيلتين يتم إيداع المرضي بهما كلاهما بمنطقة هضبة الاهرام ولكن احدهما بها غرفة تدعي غرفة "العزل" والتي يتم من خلالها علاج المدمنين الذين يتعاطون أقراص "الترامادول" أو مخدر الحشيش أما الاخري فتدعي غرفة "الشحن" وهي التي يتم إيداع المدمنين الخطرين بها كنوع من العقاب لهم في حالة رفضهم للعلاج حيث تكون هذه الغرفة بمثابة العقاب الشديد لهم لعدم أدميتها وعزل المريض بداخلها لأوقات طويلة تؤدي لإصابته بحالات من الهياج والصراخ والخوف الشديد من إيداعه بها. واثبتت التحريات أن المركز يتقاضي مبالغ عن العلاج وإيداع المرضي في الغرفتين حيث يتقاضي عن الغرفة المميزة مبلغ يتراوح بين 150 و200 جنيه بينما يتقاضي عن الغرفة الرديئة مبلغ يتراوح بين 70 و120 جنيه والتي تكون المعاملة بها سيئة للغاية وتبين أن كاف العاملين بالمركز ليست لهم صلة طبية بعلاج الإدمان ولا يوجد سوي طبيب نفسي واحد لا يلتقي به المرضي إلا مرة أو اثنين فقط طبقاً لأقوال الشهود. وأضافت التحقيقات أن المركز عقب انتحار المتوفي تم إشعال النيران به واحترق عن أخره بعد أن التهمت النيران كافة محتوياته ورجحت التحقيقات المبدئية أن يكون أصحاب المركز وراء حرقه لإخفاء أدلة مسرح الجريمة وتعذيب المدمنين. كما أشارت التحريات أن أسرة المنتحر هي من أشعلت النيران في المركز عقب وفاة نجلهم وتبين انه تم حرقها من خلال شخص حضر يستقل "توك توك" والقي اسطوانة غاز بداخله وأشعل فيها النيران فانفجرت واحترق المكان بالكامل والقي القبض علي طبيب المركز وعاملين والتي أمرت النيابة بحبسهم 4 أيام علي ذمة التحقيق بعد أن وجهت للطبيب تهمة مزاول مهنة بدون ترخيص والإهمال الجسيم مما أدي للقتل الخطأ للمنتحر ووجهت للعاملين تهمة مزاولة مهنة تمريض بدون ترخيص كما أصدرت أمرا بضبط وإحضار صاحب المركز وعامل أعطي للمنتحر جرعة زائدة تسببت في إصابته بالهياج ودفعته للانتحار.