السيدة الدكتورة صاحبة الرأى يعلم الله كم انا احبك كثيرا . مشكلتى اننى ارى ان وجودى فى المنزل عبء ثقيل على نفسى حيث أننى فشلت فى خطبتى عن حب اكثر من خمس سنوات وخطوبة عام ونصف تمنيت فيها خطيبى ان اتزوجه ليوم واحد وانجب طفل مثله رغم اقناع كل من حولى بفشل تلك العلاقة ولا كنت اريد ان اغير حياتى . بعدها تم فسخ خطبتى بوم كتب كتابى انكسر قلبى وتحطمت احلامى ولازمت السرير ولا أعلم ما بى من آلام ولكن بالطبع اعانى من الم ، وبعدها تقدم لى شخص يكبرنى بثمانى عشر عام ووافق ابى عليه دون جدوى وطلب منى الموافقة خوفا على من اخى الذى دائما وابدا يهيننى ويصغر ابى وحتى ان امه تدعى عليه من كثرة مشاكله معنا واترجانى ابى ان اوافق خوفا من خطيبى السابق لانه حاول ان يرجع وكان يطاردنى فى مقر عملى باكيا وكنت اقول لابى حتى لا افعل اى شئ من ورائه وتم خطبتى من الشخص الأخير بل وعقد قرآن وانا محطمة القلب . وتوفى ابى بعد كتب كتابى بااسبوع انا لا اريد الاطالة ولكن اريد توضيح ان خطيبى الثانى الذى عقد قرانى عليه كان يعاملنى اسوأ معاملة وكان يذم اهله ويشتكى منهم وبدعى ان ابوه مجنون واخوه بيغير منه وكان اذا خرجنا سويا يقول لى لا تنظرين فى مرآه السواق ولا تضحكين ولا ولا ... الخ وكنت ارضى لانى لا اريد الفشل مرة اخرى ولكن اهاننى انا واهلى بعد موت ابى فاضطررت الى الطلاق ورددت له كل حاجته من شبكة وخلافه ورجعت خسرانه مرة اخرى . الآن ياسيدتى ويااختى وياامى انا محبوسة الآن بين اربع حيطان ولا اخرج وتحايلت مرارا وتكرارا ان اخرج كى اعمل ولكن رفضوا كلهم بشدة وانا الآن حبيسة المنزل اقضى حياتى بين الانترنت والشات والتعارف ولكن لا وجود لى على ارض الواقع فاانا كنت طموحة وشغالة وكنت بكسب وكنت صاحبة عمل وكان لى شأن الآن اريد ترك المنزل مع العلم انى احب امى كثيرا وهى تحبنى ولكن لا أرتاح معهم انا مش صغيرة واقدر احافظ على نفسى حبث اننى ابلغ من العمر 26 عام الى متى سأظل حبيسة وسأظل اسمع لوم الناس وشماتة بعض الأهل فهل لى حل . نور - مصر بالتأكيد هناك حل وحلول كثيرة للخروج من أزمتك التي صنعتها بنفسك أن لا أقصد ارتباطاتك الفاشلة فكل إنسان معرض لتجربة فاشلة أنت لم تجرمي ان ترتكبي خطيئة لفشلك في تجربتين متتاليتين ، لأن الله هوالذي يقسم لنا أقدارنا ونصيبنا معقود بأمره ومشيئته ، فكيف لنا أن تعترض علي مالا حيلة لنا فيه ، الزواج أو الرزق كلاهما بامر الله ويده ، ونحن لا علينا سوي الاجتهاد ، قد نصيب مرة ونخطيء مرات فلا يعني ذلك أننا لا نستحق جدارتنا في الحياة . يا ابنتي إننا نتعلم الوقوف من السقوط ، ونتعلم النجاح من الفشل ، الله لم يخلقنا ملائكة لكنه خلقنا آدميين نخطيء ونتوب والعاقل هو من يتعلم من أخطاءه ويتخذها وسيلة يعلو بها ويسمو ويرتفع عن الدنايا أنت ولا شك تعلمت من أخطاءك وتعلمت ألا تتسرعي الحكم علي شخص دون أن تتعرفين عليه المعرفة الكاملة ، ولا تتسرعي في الارتباط بشخص قبل أن تتأكدي أنه مناسب لك تماماً أما عن موقف أهلك منك فأنت سلبية بدرجة كبيرة ، الحقوق يا بنيتي تنتزع انتزاعاً لا أقصد أن تدخلي في حرب مع أهلك إنما أقصد فقط أن تحاولي إقناعهم بضرورة خروجك للعمل والاعتماد علي نفسك ، أما فيما يخص الزواج فأنت لا تفكرين الآن في ذلك لأن ما تهتمين به هو بناء مستقبلك كي لا تكوني في تحت ضغط يوجب عليك أن ترضي بأول طارق علي باب بيتك لا تعارضي أهلك لكن ناقشيهم واقنعيهم بان خروجك للعمل كملايين الفتيات لن يضيرك أو يضرهم في شيء بل العكس لعل جلوسك بالمنزل قد يفاقم الوضع ويزيده سوءاً كما هو حالك الآن حاولي بكل الطرق الخروج من هذه الأزمة لأن مكوثك بالمنزل لن يحل لك ولا لأهلك أي المشكلة ، فالحل في العمل والاعتماد علي النفس وخوض تجارب الحياة وأنت مسلحة بسلاح الخبرة الذي يعلمك كيفية الاختيار السليم فيما بعد لكن الحبس بالمنزل والفراغ والابتعاد عن الناس سيجعل منك شخصية هشة سطحية سهل التغرير بها ، وإقناعها بأبسط السبل والوسائل . لكن لا تركني إلي الهدوء والسكون المبالغ فيه ولا تستسلمي لتجارب فاشلة مرت ولن تعود ، تعلمي واستفيدي ولا تسلمي نفسك للفراغ فالفراغ مفسدة للعقل ومهلكة للروح وضياع للعمر بلا ثمن أو مقابل ، انقذي نفسك فليس المهم ما ضاع من عمرك ولم تستفيدي منه بل المهم ه ان تنقذي ما بقي وتفعلين ما يفيدك ويفيد غيرك . عليك أن تثبتي لنفسك أنك جديرة دائماً بالأفضل وأن ما حدث لك كان مجرد كبوة تعلمت منها كيفية النهوض بعد السقوط . عواطف عبد الحميد نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي