سبق وأن أرسلت لكي عزيزتي الفاضلة رساله واجبتيني مشكورة عليها تحت عنوان (مطلقه حائرة هل أتزوجه رغم شكه بي) واستفدت منها كثيرا قرأتها مع خطيبي ودعونا لك بالخير والتوفيق.... حيرتي وسؤالي وقلقي الآن أن رفض أهلي الآن لحبيبي بشكل تام لا جدال فيه بسبب سمعة أهله السيئة بالحق وبالباطل وإصرار أبي بالرفض التام لماذا أنا مطلقه مرتين عمري 30 وعندي ثلاث أطفال,,, حبيبي يكبرني بسنتين هو مستعد لفعل أي شيء لقبول رضاهم وهم لا يسمعوه ويرفضون النقاش بسبب سمعة والدته وزوج والدته وإخوته البالغين المتزوجين المستقلين بحياتهم. هل الإسلام يقبل بهذا السبب أم المجتمع يرفض هكذا زواج كل حياتي كانت فاشلة بسبب الحرية الزائدة والاستقلال بأموري وخبرتي الضئيلة بحياة البشر . تعرفت على من خانني وهناك من خدعني وهناك من تركني وهناك من كذب علي والآن أحس أنني مع الإنسان المناسب الصادق الذي يحبني ويتحمل أطفالي وأخطائي ويريد الزواج بي. دام على تعارفنا تسع شهور وقد خطبني من أول شهر تعارف ورفضوه واستمرينا ببعض من الأمل والآن جاءت الطامة الكبرى بالرفض التام.. ماذا عن تعبي وحبي وذكرياتي معه. أشعر بالضياع وتحطيم أمالي. أنا أعيش في السويد منذ 15 سنه وأهلي يريدون أن اذهب للعراق للتعرف على أيا كان وأتزوجه فهو برأيهم استر وأفضل من هذا. ماذا عن اختلاف التقاليد بيننا وفرق المعيشة ومن يضمن لي ببقائه معي حينما يأتي لأوربا ويرى تعري الأوربيات والحرية وفرق التقاليد... أتمنى الإجابة حتى لو جاءت لي بوقت متأخر لأني متأكدة يوجد مثل حالتي هذه الآلاف ممن يعشن في أوروبا. نسمة - السويد أنت أم وكنت زوجة ولك من العمر والخبرة ما يتيح لك اختيار حياتك بالشكل السليم ولا يجعلك عرضة لوصاية أحدهم حتى لو كان أهلك ، نعم من واجبنا طاعة الأهل والانصياع لما يأمروننا كونهم الأكثر خبرة والأكثر قدرة علي رؤية مالا نراه نحن بخبراتنا القاصرة وسني عمرنا المحدودة ، لكن هي حياتك أنت وأنت من يعيشها وأنت من يتزوج . حياتك اختاريها من واقع تجاربك ومن واقع ما ترينه الأصلح لك ، فأنت قد فضلت مرة فهل مستعدة للتجربة والفشل مرة أخري أعتقد أن العمر لا يحتمل أن نضيعه في تجارب لا نضمن لها النجاح بالقدر الكافي ، فيا عزيزتي حددي ما تريدينه وفق ظروفك وحياتك واختاري الأنسب لك سواء كان هذا الاختيار رغبتك أو اختيار أهلك لك ، فاضلي بين كليهما واحسبي المزايا والعيوب واحتمالات الناجح والفشل ، لا تحتاري لأنك تختارين الزوج وفق ظروفك ووفق احتياجاتك ووفق ميولك ورغباتك ، ليس فقط بسبب حب هذا أو كره ذاك فالحب ليس هو أساس اختيار الزواج السليم دائماً . عمرك وخبرتك وأمومتك كل هذه الأمور ستساعدك علي الاختيار العاقل السليم وليس اختيار هوائي مؤقت ، فليست المشكلة في انك تعيشين بالخارج أو تعيشين داخل بلدك ، فمن يحبك ويرضاك زوجة له سيرتضي ظروفك مهما كانت ، ومن ترضينه زوجاً سترضين ظروفه أياً كانت ، فتقريب المسافات وتضييق الفجوات بين من ينوون التشارك معاً في الحياة يساعد كثيراً علي سلامة الاختيار ويضمن تحقيق جزء كبير من الاستقرار . ولنكن موضوعين أكثر فأقول أنني أعلم تمام العلم أن الاختيار بعد تجربة فاشلة يكون أمراً صعباً لأنك لا تريدين تكرار الفشل مرة أخري ، فقد تكون تجربتك الأولي قد علمتك الحكمة ، تلك الحكمة التي لا نتعلم دروسها بالمجان بل ندفع ثمنها من راحتنا وحياتنا واستقرارنا وأماننا وصفاء أذهاننا ، والعقلاء من البشر مم من يستفيدون من أخطاءهم وأخطاء غيرهم فيتعلموا منها ويتعلموا ألا يكررونها مرة أخري ، وأنا أعلم أنك قادرة علي الاختيار لكنك في حاجة إلي من يؤازرك ويدعمك ويؤكد لك أنك علي الطريق السليم . عواطف عبد الحميد نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي تابعوا أوتار القلوب علي الفيس بوك