أكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في حواره ب" مصر أين وإلى أين؟" على فضائية السي بي سي أن بيان القوات المسلحة الذي أمهلت فيه الجميع 48 ساعة، أغضب الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي. وأضاف أنه من الخطوات العبقرية حضور شيخ الأزهر والبابا تواضروس لحوار القوات المسلحة، مشيرًا إلى أنه تمت دعوة مرشد الإخوان المسلمين لإجراء المشاورات. وأضاف أنه بعد انتهاء مهلة ال48 ساعة، عرض الدكتور مرسي على الفريق السيسي بعض التنازلات للمعارضة، لكن السيسي أخبره بأن الحركة الشعبية تجاوزت سقف مطالب المعارضة. وأكد أن الفريق السيسي اقترح على مرسي فكرة الاستفتاء لكنه رفض، لأنه أيقن استحالة نجاحه في حالة الاستفتاء. وأكد هيكل أن الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع كتب بيان ال48 ساعة بنفسه وبحرفية شديدة وهو ما أذهله بصورة كبيرة جدا، مضيفا أن الدكتور مرسى تجاوز كثيرا في الخطاب الذي ألقاه على الأمة في قاعة المؤتمرات وذلك في وجود السيسى وذلك كان غير لائق. *هل توقعت هذا الحشد الكبير ؟ *حجم الحشد فاجأني وفاجأ العالم كله عربياً وإقليمياً وطلبني أحد الساسة العرب وقال لي "لم نصدق لقد عادت مصر التي نعرفها"، هذا الخروج حقق مطلب عزيز على كل المصريين وكسر قيد الشباب خرج بشكل متصاعد وطموحه خارج أي حساب حتى إستعاد وطنه وروحه لفترة بعد الوقت، وكذلك مصر قادت العالم العربي فكرياً على الأقل على مدار القرنيين الماضيين وفجأة إنسحبت خارج الجغرافيا والتاريخ والمسألة الثالثة أني توقعت أن يخرج الشباب ليعلن إرادة وليس لتحريرها وهذا أذهلني جداً ومنذ سنوات طويلة على مدار 40 عاماً مصر كانت تعتمد على الولاياتالمتحدةالأمريكية سواء بسبب الأوضاع الإستراتيجية أو المعونة الاقتصادية وتأثيرها أصبح أكثر من اللازم، وهذا ما يتضح جلياً في وضع السفير الأمريكي المبالغ فيه ووزير الخارجية أيضا وكنا في موقف سابق تحت ضغط كبير ونرى هاوية تسليم البلاد وهي تنزلق لمن لايستحقها. *قطر ؟ *لا هناك دول تساعد لهدف معين وهناك دول أخرى ترفض المساعدة بأسبابها أيضا وهناك من أعطى بمحبة وأنا قلت أن الاسبوع الماضي خط الاتصال مفتوح بشدة بين واشنطن والقاهرة بكل الوسائل، وإلإتصالات بين واشنطن ممثلة في أوباما ومرسي وبين وزير الخارجية الأمريكي وبين نظيره المصري وبين السفيرة الأمريكية والإخوان ثم بين قائد الأركان مع نظيره المصري . *شكل هذه الحوارات ؟ * أمريكا إعتقدت لفترة طويلة أن الإخوان هم الأكثر جاهزية لتحقيق مصالحهم في المنطقة وأن الدين هو المحرك الرئيسي للشارع المصري ولأنه السلاح الهائل الذي يمكن من خلاله وأقصد الاسلام السياسي محاربة فكرة الوطنية والقومية لان الإسلام منطلق في رقعة جغرافية واسعة مترامية الأطراف يصعب إداراتها والسيطرة عليها، ولان القوة تحتاج إلى وعاء نتحدث عن أمة وموارد أوسع من الوطن فإلغاء فكرة القومية مهم جدا وكذلك توقعت الولاياتالمتحدة أن الإخوان لديهم من الموارد ما يجعلهم في حالة إستغناء. *التصريحات الأمريكية متطورة ومتغيرة بالأمس تحدث عن إنقلاب ثم تتحدث عن قلق الإدارة الأمريكية من تدخل الجيش ؟ *قرأتها وأعتقد أنها حيرة كبيرة في مواجهة تغيرات غير متوقعة أدركوا أنهم أمام موقفاً صعباً فأعطى تصريحات تلائم كل الاحتمالات حتى هذه اللحظة وجرى غير التوقعات. *تصريحات اوباما حول النظر في المعونات ؟ *لابد أن يقول هذا وهذا أمر طبيعي فهو يريد الاحتفاظ ببعض الأوراق في يده، وارى هذه التصريحات في سياق الحيرة فهناك طوفان حدث لا يمكن أن يعيقه جيش وتجاوز كل القيود. *كيف تنظر واشنطن ؟ *هناك ثلاثة عوامل مسيطرة على المشهد فهناك أناس لطالما انتظروا هذا الحلم الذي طالعوه ثم نزع منهم، ومن إقليم مصر غائبة عنه كدور رئيسي، وهناك رهانات متضاربة ومتعارضة مثل قناة الجزيرة مباشر وغريب جداً دورها ولا أعتقد أنها تعبر عن سياسة أمير قطر. *هل شعر مرسي بالقلق من الفريق السيسي ؟ *في أحد مناقشات مكتب الإرشاد ثار أحد الأعضاء وقال أن السيسي يخدر الرئيس مرسي وكان مقرراً اليوم الخميس أن تصدر عدة قوانين تفرض قانون تنظيم الإعلام وقانون السلطة القضائية وقانون الشرطة وقائمة إعتقالات وأنا رايتها بنفسي تضم 21 شخصاً. *هل كان مخطط أن يقال السيسي ؟ *ضمن الاجرءات التي ستتخذ ضمن تعليمات الإرشاد أن يتم عزل السيسي وكل القيادات الموجودة وكل هذه القوة التي كان يعتقد الإرشاد أنه يستخدمها أنه بفيتو أمريكي ومساندة إقليمية . *لماذا لم يقيل السيسي ؟ *لا يستطيع أن يفعل لأنه لو أقدم على ذلك سيقال . *ماذا قال السيسي لمرسي بعد 48 ساعة ؟ *في هذا اللقاء قال السيسي لمرسي أن الوضع يبدو أنه خارج السيطرة بشكل مطلق فعرض مرسي عليه تبني مبادرة عزل الحكومة والنائب العام وأن لا ينظر في قانون السلطة القضائية قال السيسي رداً عليها سيادتك سقف المطالب الشعبية أرتفع بقدر كبير ووصل إلى وأرسل صورة الطائرة التي رصدت التظاهرات للجميع ولكل الأطراف والموقف الأخير جعلني أطلع بشكل اكبر على التفاصيل . *هل هناك أسماء تطرحها لرئاسة الوزراء ؟ *أريد رئيس وزراء إقتصادي وشباب وأريد أن يختفي كل من هو فوق 65 سنة *ما هي الأسماء ؟ *خطأ لا يجب أن أقول وأحدد أسماء رغم وجود بعض الأسماء في ذهني وأرى الآن من الضروري وجود الشباب وسأضرب لكي مثالا، ثورة 23 يوليو كان الأكثر سناً فيها الدكتور فوزي وزير الخارجية الرائع كان عمره 43 عاماً أعتقد أن المشهد مليء بالشيخوخة . * هل ترى ضمن الأسماء محافظ البنك المركزي ؟ *أسم جيد وأعتقد أنه يجب أن نقوم بإستدعاء المسافرين في الخارج ومنهم الدكتور محمد العريان وحتى لو مستشار للرئيس ولو زيارة أسبوعية في الشهر وتشكيل الوزارة من الشباب أنا أعرف أين أنا وأنا خارج العصر لكن نحتاج إلى إعلان دستوري ووزارة قوية *كيف قرأت بعض القرارات الخاصة بإغلاق بعض المحطات ؟ *أنا من أنصار أن يصل كل صوت ولكن من أنصار وضع الحدود أنا أمام وطن وليس خرفات، وهالني ماسمعت عندما قيل أن سيدنا جبريل كان في ميدان رابعة العدوية لماذا نستدعي مقدس الدين أمام مقدس التاريخ هذا خطأ وجنون. *هل ترى أن دور الاخوان في المرحلة المقبلة ممكن ؟ *لابد أن يكون لهم مكان ومن حسن حظ السلفيين مواقفهم الأخيرة والتي تعتبر جسراً مستقبلي لهم لدور سياسي كي يقفوا ويتعلموا من أخطائهم وأن لا يجروا البلد ويندفعوا بها إلى أخطار محدقة. *لم أكن أتخيل أننا الان هنا لكن دائماً يبقى السؤال مصر إلى أين ؟ *مصر لا تحتمل خلال الفترة المقبلة أي فشل ولا أي إرتجال في إدارة المرحلة أدعو الناس أن يدركوا خطورة اللحظة ومحدودية البدئل وأن نعرف كيف العقل والحكمة ومصر بلد لايستطيع تحمل الازومات فهذا خطر على مصر والعالم العربي والاسلامي.