يرى محللون سياسيون أن جماعة الإخوان المسلمين يمكنهم تجاوز الأزمة، التي أطاحت بهم وبالرئيس السابق محمد مرسي، بعد عزله من قبل الجيش وتولية رئيس المحكمة الدستورية العليا. ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية عن جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة السويس، إن مصر بدأت مرحلة جديدة من الثقة وإعادة الأعمار، من خلال صياغة دستور جديد وتشكيل البرلمان جديد. وعلى الرغم من عدم توقع سلامة إجراء انتخابات رئاسية في غضون عام، من الآن إلا انه أعرب عن تفاؤله حول مستقبل مصر بعد مرسي. أضاف سلامة، إن الجيش يعرف جيدا دوره الوطني، وانه لن يورط نفسه ثانية في حكم البلاد، وأنه تعلم من الخطأ السابق عندما تعرض لانتقادات جراء انتهاك الديمقراطية والحرية خلال حكمه المؤقت للبلاد. ونوهت شينخوا، أن الإطاحة بمرسي كانت أسرع من الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، إلا أنها كانت أصعب نظرا لمواجهة ملايين المحتجين على حكم مرسي بأنصاره الإسلاميين في حين أن مبارك لم يكن لديه هذا الكم من الدعم. ويرى سلامة أن جماعة الإخوان المسلمين قادرة على تجاوز الأزمة والعودة للحياة السياسية والاجتماعية "ولكن "بحجمها الطبيعي"، مشيرا الى ان عودتها للعنف أو حرضت عليه، سوف يمحيها تماما من الحياة السياسية. و نقلت الوكالة عن إدريس محمد سعيد، الخبير السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، قوله إن الإطاحة ب"رئيس الإخوان" يرجع مصر لوضعها الطبيعي، واستنكر إدريس مرشد الجماعة الذي يُعتقد أنه "رئيس الرئيس" في إشارة إلى إن ولاء مرسي إلى المرشد "كارثة". وقال الخبير السياسي، إن جماعة الإخوان، لا تزال كغيرها من الفصائل أو الجماعات المصرية والتي لا ينبغي أن تكون معزولة عن المجتمع والحياة السياسية، مشددا أن أولئك الذين ظلموا البلاد، فقط يجب إن يحاكموا في حين ينبغي أن يتساوى البقية مع المواطنين. وأضاف إدريس، أن الجماعة لا تزال لديها فرصة للتغلب على الأزمة من خلال تقنين وجودها في مصر، إما كحزب سياسي من خلال جناحها السياسي "حزب الحرية والعدالة"، أو كمنظمة خيرية إسلامية ليس لديها علاقة بالسياسة. وأكد إدريس، إن خطأ الإخوان، والذي تسبب في الإطاحة بمرسي، إنهم حاولوا احتكار السلطة وفرض السيطرة على برلمان البلاد، والمؤسسات الرئيسية، وتجاهلوا غضب المعارضة، وعامة الشعب الذي نزل إلى الشارع، منوها إن الخطأ الكبير، أن الجماعة تتصور أن مصر ملكها وتستخدمها لخدمة مصالحها وليس العكس.