اذا اتفقنا علي ان الكهانة هي ادعاء معرفة الغيب , والكهين هو الشخص الذي يعرف عنه انه يعرف مالا يعرفه غيره , والكاهن هو رجل الدين المسيحي المطلع علي اسرار الكنيسة السبعه , الأمر الذي يؤهله لتلقي الأعترافات من المخطئين " النصاري " - هكذا وردت في القراّن الذي يؤمن به المسلمون , ولاوجه للايذاء في اللفظ - وان يغفر لهم وان سرقوا وان زنوا , ولابأس من تكرار التوبه , فملكوت الرب يسع لكل المخطئين . والكهنه - بضم الكاف - هي الأشياء القديمة غير الصالحة للأستعمال , ويقال رجل كهنة , اي عجوز امعن في العجز ولم يعد قادرا علي السير . الحقيقة اننا امام حالة مصرية بها قدر كبير من الكهانة والكهنه , فضلا عن كم لابأس به من القيادات الكهنة منتهية الصلاحية , غير الصالحة للأستعمال حتي ولو في الحريق , يعني لو القيت في محرقه , فلن يشم القوم سوي رائحة عفن يتصاعد . حالة تكونت عبر ستة عقود متصله , اقتتل فيها المصريون , وكل فصيل يدعي انه الوحيد الذي امتلك الحكمة . وكل جماعه تري انها الناجيه . نتحدث عن مصر صاحبة حضارة ال سبعة الاف عام - بغض النظر عن دقة الرقم - والتي عرفت التوحيد قبل نزول الأديان وقبل ان يقتتل اصحاب العقائد ويسلخون جلود بعضهم بعضا , وقبل ان يتنابزوا بالألقاب , وقبل ان يدعي صاحب كل مذهب انه الناجي الوحيد , حتي تفرق الناس بين عشرات الفرق , يختبئون في الزوايا والحسينيات والمعموديات , يحسب احدهم ان دم الاّخر المراق هو دليله الي الفردوس الأبدي . بعد ستين عاما من انقلاب العسكر , اكتشف المصريون انهم مسلمون ومسيحيون , والمسلمون , منهم سنه ومنهم شيعه , والسنه اما شوافع او مالكية او حنبلية او احناف . والشيعه اما جعفرية او زيديه او اسماعيلية . اما المسيحيون فهم اما ارثوذوكس او بروتستانت او كاثوليك . والارثوذوكس منهم الروم الارثوذوكس . والكاثوليك فيهم الروم الكاثوليك . والبروتستانت اكثر من 50 فرقه , والفرقه لديهم تسمي " معموديه " . هذا غير الموارنة , والمسيحيين السبتيين " الادفنسنت " . والكنيسة الأسقفية . جيوش من المشايخ وكتائب من القساوسة , الجميع يعيشون علي عائدات منح البركة للأتباع , اموال صناديق النذور في المساجد وحصيلة العشور في الكنائس , غير المنح والهبات والتبرعات , شيوخ مليونيرات وقساوسه يرفلون في الذهب , احدهم يشغل منصبا مهما في الكاتدرائية , ابلغ عن وقوع سرقة من شقته الخاصة الواقعه بحي الظاهر , السرقة شملت 25 ساعه ثمينة , جميعها كانت هدايا من خاطئين رغبوا في التوبة . هل رأي احدكم من قبل شيخا نحيفا - خاصة من نجوم الفضائيات - او راهبا متبتلا ورعا ممن يسكنون الأديرة البعيدة يشكو من ضعف البنية . جميعهم - الا فيما ندر - يملكون اجسادا ضخمة ممتلئة , يرعاها الرب رعاية كاملة . هل عرفتم نجما واحدا من نجوم السياسة المتطلعين لحكم هذه الدولة يسكن في منطقه شعبية , ام انهم تفرقوا بين منتجع جرانه والمهندسين والتجمع الخامس واكتوبر . الجميع كهنه منتهيه صلاحيتهم , يجب علينا جميع ان نخرج لكي نضربهم ضربة واحدة , ضربة لاتكتفي فقط بأن تقتل " علي بن ابي طالب " بينما يبرأ منها معاويه ولاتلحق بعمرو بن العاص . ضربه غاشمه تستهدف الورع " متي المسكين " وتترك عن عمد " الكاهن راسبوتين " .