انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المراكز التعليمية كبديل عن المدارس مما جعل كثيرا من المعلمين يبحثون بكل الطرق عن وسائل لجذب أكبر عدد من الطلاب نحو هذه المراكز وأدى ذلك بالطبع إلى تحول المدرس من دور المربى والمعلم إلى مصدرا ووسيلة لنجاح الطالب فقط،وذاد دور هذه المراكز بعد الغياب الذي"محيط "ألقت الضوء على هذه الظاهرة. "يوجد قصور في إعداد المدرسين تربويا" يقول "عماد هيكل " مدرس مادة الاقتصاد بمدرسة عمر بن الخطاب الثانوية العسكرية بنين ومدرس أيضا بمركز "الصفا" بمنطقة "عين شمس" ،فيقول إن ملامح المدرسة ألان اختلفت عن ملامح المدرسة قديما من حيث كل مكونات العملية التعليمية فهناك ألان مشكلة في إعداد المدرسون تربويا لكي يكون مؤهلا للتعامل بشكل جيد مع الطلاب ، فأصبحت العلا قه بين المدرس والطالب علاقة مصلحة وعرض وطلب لا تختلف عن النظريات الاقتصادية التي تدرس بدلا من العلاقة الاجتماعية السامية مما قلب الموازين وأصبحت المنظومة التعليمية تسير في طريق مظلم. أما "أحمد رشوان" مدرس اللغة الانجليزية بمركز المنار ومعد المادة بجريدة الجمهورية فبقول إن ظاهرة انتشار المراكز التعليمية ظهرت بسبب قصور في النظام التعليمي فيعتمد المنهج التعليمي على الصم والحفظ مما جعل الطالب يبحث عن بديل من خلال ملخصات يعدها له المعلم من خلال هذه المراكز لتسهيل عملية التحصيل الدراسي.، وعلاوة على ذلك فان المقابل المادي داخل المراكز أعلى بكثير من المقابل المادي الذي يحصل علية المعلم داخل المدرسة.
أما "كمال أبو هاشم" مدير مدرسة عمر بن الخطاب الثانوية بنين فبقول إننا نعيش في ظل منظومة تعليمية خاطئة هدفها الأول هو الحصول على المال فالمشاريع التعليمية تعتبر من أهم المشاريع التي تعود على أصحابها بالمكاسب الرهيبة مما جعلها تزداد في الآونة الأخيرة وفى ظل إهمال الدولة للتعليم فأخذت تتطور من نفسها وتبذل قصار الجهد تضع في مكانة إعلامية بين الناس حتى يكون الإقبال عليها من قبل الطلاب وكبار المعلمين فالنظام هو الذي أعطاهم الفرصة من خلال اقتصار التعليم على تقويم نهائي يبرمج فيه المعلم الطالب بالمعلومات التي ينسخها داخل ورقة الامتحان ولا يدرى مدى الاستفادة من هذه المعلومات، فانا أرى إن الحكومة لا بد إن تهتم بالتعلم النشط الذي يعتمد على المشاركة بين الطالب والمعلم حتى نتخلص من الظواهر السلبية مثل الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية .
إما الطالب "عمرو سالم " طالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة عمر بن الخطاب الثانوية بنين ،إن وسائل الجذب من خلال الإعلانات التي يقوم بها المدرسون قبل بداية كل عام هي التي تؤدى بالطبع إلى إهمال المدرسة والالتحاق بمثل هذه المراكز التعليمية حيث إن الهدف النهائي هو النجاح في أخر العام الدراسي وبالتالي فيعمل المدرسون داخل المراكز التعليمية على بذل قصار الجهد لكي يستطيع الطالب تحصيل أكبر عدد من الدرجات. أما الطالب "أيمن عبد الله " طالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة المطرية الثانوية بنين فيقول إن إقبال الطلاب على المراكز التعليمية هي مجرد تعود كل طالب على مركز معين بدء بالالتحاق به منذ الصغر وبالتالي يصبح هذا المكان يمثل له البديل عن مجتمع المدرسة فطبيعة المدرس داخل الفصل تتسم "بالاتكالية" واللامبالاة هذا بخلاف طبيعته في المراكز التعليمية وفى مجموعات الدروس الخصوصية فانا أرى إن التواجد داخل المدرسة لا يمثل سوى مضيعة للوقت وليست مكانا للعلم والتعلم.