توافد أقارب للرئيس جنوب إفريقيا السابق، نيلسون مانديلا، الثلاثاء، إلى منزله، وذلك غداة إعلان الرئاسة عن تدهور الحالة الصحية للزعيم المناهض للتفرقة العنصرية والبالغ من العمر 95 عاما. ووفقا لما جاء على قناة «سكاي نيوز عربية» فإن عددا من أفراد الأسرة المقربين لمانديلا توافدوا على منزله في كونو الريفية، حيث شوهدت واحدة من بناته وحفيدان اثنان على الأقل يدخلون المنزل لاجتماع يتوقع أن تناقش فيه وضع الزعيم الإفريقي. وينظر معظم شعب جنوب إفريقيا البالغ عددهم 53 مليون نسمة باحترام بالغ لمانديلا الذي يدعى تحببا باسم ماديبا، باعتباره مهندس التحول في عام 1994 إلى ديمقراطية متعددة الأعراق بعد 3 قرون من هيمنة البيض على البلاد. إلا أن دخوله للمستشفى للمرة الأخيرة في يونيو الماضي وهي الرابعة خلال 6 أشهر قد عزز الإدراك لفكرة أن مانديلا، الذي أصبح اول رئيس أسود في جنوب افريقيا بعد أن أمضى 27 سنة في السجن، لن يعيش للأبد. وولد مانديلا في منطقة ترانسكي في 18 يوليو تموز 1919، وبعد قطع دراسته في جامعة فورت هاري إثر مقاطعة انتخابات الطلاب، توجه ماديبا لدراسة القانون، حيث أعال نفسه بالعمل أولا كحارس أمن في منجم للذهب ثم كوكيل عقاري. وبعد حلول نظام الفصل العنصري في عام 1948، تولى مع غيره من الشباب الراديكاليين قيادة المؤتمر الوطني الإفريقي وحولوه إلى منظمة سياسية مسلحة. وكان مانديلا بين أول من دافعوا عن النضال المسلح، وتوجه للعمل السري في عام 1961 لتشكيل الجناح المسلح للمؤتمر الوطني الإفريقي. وفي عام 1962 اعتقل مانديلا وحكم عليه بالسجن خمس سنوات. وأثناء قضاء عقوبة السجن، اتهم مانديلا مع زعماء آخرين مناهضين للتفرقة العنصرية بتهمة الخيانة العظمى. وفي يونيو حزيران 1964 حكم عليه بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة. وأفرج عن مانديلا في 11 فبراير 1990 بعد أن رفض المساومة على إطلاق سراحه، وقاد بعد ذلك وفدا من المؤتمر الوطني الإفريقي في أول محادثات مباشرة مع رئيس جنوب إفريقيا أف دبليو دي كليرك ومسؤولي الحكومة. وأعطى انتخاب مانديلا رئيسا للمؤتمر الوطني الإفريقي في يوليو 1991 حيث حل محل أوليفر تامبو المريض، سلطة أكبر للتفاوض مع الحكومة التي يقودها البيض. ومنح مانديلا ودي كليرك جائزة نوبل للسلام اعترافا بجهودهما لإنهاء هيمنة البيض وتمهيد الطريق لتحول جنوب إفريقيا إلى ديمقراطية متعددة الأعراق. ي العاشر من مايو 1991، نصب مانديلا رسميا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا. وبرئاسة ماديبا تحقق حلم لم يرد في خاطر ملايين من أبناء جنوب إفريقيا سوى في الأحلام.