*"ملائكة الرحمة" تشتكين ظلم البشر *نقص أجور ونقص تأهيل ونظرة المجتمع المتدنية أبرز المشكلات *الدراما أساءت للممرضة فى "كلمنى شكرا" "زهرة وازواجها الخمسة"و"الحرامى والعبيط" لم تكن الضجة التى أثارها فيلم روبى الجديد بسبب اعتراض الممرضات على الإساءة التى يحملها دور روبى فى الفيلم لفئة المرضات هو المعضلة أو المشكلة الرئيسية فوجود عناصر سيئة فى مهنة ما لا يسىء إلى سائر عناصرها . أوجاع ملائكة الرحمة كما أن الفيلم لم يكن سببا فى اعتراض الممرضات بقدر ما كان مناسبة كى يصرخن فى وجه المجتمع معبرين عن غضب طال كظمه دون أمل أو رجاء فى غد أفضل ...كانت شخصية روبي فى الفيلم بتفاصيلها الملح الذي انسكب على الجرح مذكرا ملائكة الرحمة بالنظرة الدونية التى يحملها بعض عناصر المجتمع لمهنة التمريض رغم كونها ضلعا أساسيا فى قطاع الصحة ودورها يتجاوز دور الطبيب فى مراحل عديدة خصوصا فيما يتصل بالحالة المعنوية للمرضى ..لذا وجدت الممرضات الفرصة كى يطلقن الصرخة . لا يعنى هذا أننا نغفل دور الدراما فى تكريس صور ذهنية خاطئة عن بعض المهن أو الأشخاص وهو ما أثار الجدل فى مرات عديدة خصوصا عندما تتناول الدراما بعض المهن كشخصية السكرتيرة التى غالبا ما تصورها الدراما على أنها امرأة لعوب تفعل كل ما فى وسعها كى تصل إلى قلب المدير وتستولى عليه .. وهناك حالات عديدة لمطالبات بوقف عرض أفلام أو مسلسلات كما حدث مع أبو العربي حيث هاج وماج أهالى بورسعيد معتبرين العمل مسيئا لهم وكذلك مع مسلسل "أولاد الليل" لجمال سليمان الذي رآه أهل بورسعيد عملا كارتونيا لا يعبر عن البورسعيدية كما ان هذه المرة ليست الاولى بالنسبة للمرضات اللاتى سبق لهم الثورة على مسلسل زهرة وازواجها الخمسة مطالبات بوقف عرض المسلسل الذي صور الممرضة كفتاة مستهترة يقع المرضى فى غرامها . روبي أشعلت الفتيل لكن كما سبق وإن ذكرنا فى بداية السطور لم تكن الصورة السلبية للمرضة فى فيلم روبى هى المسألة ...بل هى حالة التجاهل والإهمال فى حق مهنة التمريض التى كانت إحدى ركائز النهضة بمهنة الطب فى العصر الحديث وتحديدا إبان الربع الأول من القرن التاسع عشر حين قاد كيلوت بك تلك النهضة التى اشتملت على تأسيس مدرسة للحكيمات والتى تحولت عام 1964 إلى مدارس للتمريض بنظام السنوات الثلاث مع تطوير المناهج . وتم إنشاء معاهد عليا للتمريض فى شتى المحافظات . وفى مطلع السبعينيات تحولت مدارس التمريض إلى مدارس ثانوية مع تطوير المناهج وإضافة 66 مدرسة جديدة ...لكن هذا لم يترجم فى صورة اهتمام بالاجور والحوافز الخاصة بالممرضات ولا فى التوقف لتغيير الصورة الذهنية السيئة عن اصحاب تلك الفئة ..لذا كان من الطبيعى أن تحدث هبات وانتفاضات من جانب أعضاء التمريض كان ابرزها اضراب 1500 ممرض وممرضة من العاملين بمستشفى قصر العينى 1948 ثم سلسلة الاحتجاجات التى تلت حكم المحكمة الشهير بالإعدام على الممرضة عايدة إما اعتراضا على الحكم أو تدنى المكافات والحوافز ..وقد بدا اعضاء هيئات التمريض التعبير عن أنفسهن عبر تاسيس صفحات على الفيس بوك . دعاء ممرضة بإحدى المستشفيات الحكومية : رغم أن الممرضة تحمل شهادة جامعية فإنها تلاقى معاملة فى غاية السوء رغم ما تبذله من جهد فى رعاية المرضى ..هذه النظرة لابد وان تتغير ولابد أن يساهم افعلام فى تغيير تلك النظرة عن الممرضات . عبير ممرضة بإحدى المستشفيات الجامعية : الراتب الهزيل الذي يمنح للمرضة لا يتناسب بحال مع المجهود والدور الذي تقوم به حتى فى حالات السهر الليلى فالمقابل ضعيف للغاية . د. سلوى حماد استشار امراض النساء والتوليد تشير إلى أن مشكلات الممرضات يتمثل اهمها فى ضعف الرواتب والمقابل الذى لا يتلاءم مع ساعات العمل والمجهود المبذول وكذلك معاش النقابة الضئيل الذي لا يتناسب مع الجهد المبذول اثناء فترة الخدمة .من جانب اخر فإن نقص أعداد التمريض يزيد الأعباء على طاقم التمريض الموجود . كما لا توجد دورات تدريبية دورية بما يتناسب مع الأساليب الحديثة فى فن التمريض بما يخدم مصلحة المريض كما لا توجد عملية تهيئة للتمريض حديثى التخرج قبل البدء فى ممارسة العمل . د. وفاء حماد أستاذة الأمراض الجلدية بمستشفى الزهراء : ترى أن الممرضة المصرية تعانى مشكلة فى الخبرة التى أفرزها نظام تعليمى به الكثير من العوار .. وبالتالى تفتقد إلى الكثير من الخبرات الأولية وقد بدأت بعض المستشفيات لذلك محاولة تنظيم دورات تدريبية لتعليمهم العديد من الخبرات مثل الطريقة المثلى للتخلص من النفايات الطبية التى كانت تمثل مشكلة رهيبة وأيضا دورات فى طرق التحكم فى العدوى بحيث لا تنتقل من مريض لآخر ..كما أن الممرضة فى المستشفيات الحكومية والجامعية لديها معاناة من نقص الراتب الذي يجعلها تفتقد الرغبة فى العمل أحيانا أو تلجأ إلى العمل خلال الفترات المسائية فى عيادات الطباء مما يجعلها تصل إلى مكان عملها فى اليوم التالى منهكة بحيث لا تمارس عملها الأساسي . وإذا مارست دورها فإنها تمارسه مرغمة وتعامل المرضى بأسلوب غير لائق والوضع يختلف فى المستشفيات الخاصة خصوصا فى ظل وجود رقابة من المسئولين عن التمريض . كما أن الرواتب المرتفعة فى تلك المستشفيات تجبر الممرضة على القيام بدورها لا حسب كمية البقشيش كما فى المستشفيات الحكومية ...وما لاشك فيه أن تحسين رواتبهم خطوة مهمة تجعلهم يشعرون بالانتماء إلى مكان عملهن . تغيير نظرة المجتمع للتمريض فى العام الماضى تظاهرت الممرضات للمطالبة بوقف مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" مؤكدات أن الفنانة غادة عبد الرازق سبق لها أن أهانت مهنة التمريض فى فيلم "كلمنى شكرا" وهذا العام لم تكتف الممرضات بالتظاهر أو تنظيم الوقفات الاحتجاجية بل تم توجيه إنذارين على يد محضر لاحمد السبكي وكريم السبكي منتج وموزع " الحرامى والعبيط " ..الاصرار هذه المرة على مواجهة الدراما المسيئة للمرضات تأتى كما تقول د. كوثر محمود نقيب التمريض للتاكيد على ضرورة تغيير النظرة الدونية للمرضة فى المجتمع وتم تنظيم وقفات احتجاجية لم تشمل ممرضات الحالات الحرجة والحضانات والغسيل الكلوى والاستقبال والطوارىء والعناية المركزة حرصا على صحة المرضى . وتشير إلى أن اهم مشكلة تواجه مهنة التمريض هى تدنى الأجور والحوافز وهى ما تم التغلب عليها جزئيا حيث نجحت النقابة بالتعاون مع مجلس الشورى ووزارة الصحة بتطبيق مشروع الكادر على الفريق الصحى الذي يضم التمريض .. وهناك محاولات لايجاد برامج محددة وسياسات محددة للتمريض فى كل النظمة الصحية سواء التى تتبع وزارة التعليم العالى أو الجيش أو الشرطة أو هيئة التأمين الصحى كما أننا نعمل على زيادة بدل العدوى وتحديث نظام التعليم فى مجال التمريض . وقد استطعنا ولاول مرة ان يتم القبول فى معاهد التعليم العالى للتمريض من حملة الثانوية العامة أو ما يعادلها .كما أن هناك خطة لتدريب القائمين على العملية التعليمية . أما أخطر مشاكل الممرضات فهى النظرة السلبية التى تجدها فى المجتمع وموقفنا من فيلم روبى هوموقف من الدراما التى اعتادت الإساءة الى الممرضة