يتعرض فيلم "الحرامي والعبيط" لهجمة شرسة من نقابة التمريض ولجنة حقوق الإنسان بمجلس الشوري حيث تطالب الجهتان بوقف عرض الفيلم لانه يتعمد نشر القيم السيئة. خاصة ان الدور الذي تجسده روبي بالفيلم. وهو دور ممرضة تتاجر في الأعضاء البشرية مستغلة لوظيفتها بطريقة منافية للآداب والأخلاق. ومن المقرر ان تنظم نقابة التمريض برئاسة د . كوثر محمود وقفة احتجاجية اليوم لمنع عرض الفيلم وإذا لم يتم وقفه سيتم رفع دعوي قضائية ضده. استطلعت "المساء" مجموعة من اراء الممرضات في الفيلم. بالاضافة لمعرفة ما يتوجب علي جهة الانتاج فعله إذا رفعت الدعوي القضائية. ومعرفة رأي النقاد في هذه الظاهرة متكررة الانتشار. منتج الفيلم أحمد السبكيِ أكد ان "الحرامي والعبيط" ليس له أي اساءة لأي جهة كما يزعم البعض. بالاضافة إلي ان الفيلم يعرض شريحة موجودة بالفعل في المجتمع. اضاف "اللي عايز يرفع قضية يرفعها" مشيرا إلي أنه لن يسحب الفيلم من دور السينما لأن لديه تصريحاً من الرقابة التي إذا كانت قد وجدت شيئا مسيئا لاحد ما كانت وافقت علي عرضه بالاساس. علق الفنان خالد الصاوي أحد أبطال الفيلم قائلاً: "اين كان دور النقابة أثناء احتجاجات الممرضين والممرضات الأولي ان يهتموا بمشاكلهم الخاصة ويشتغلوا لصالح اعضاء النقابة من اجل رفع الاجور وتحسين ظروف عملهم وجعلها آدمية وإلي جانب وجود نقابة حرة بعيدة عن أي تشويه أو تحريض من جهة ما. اضاف: علي مجلس حقوق الإنسان قبل أن يهتم ب "الحرامي العبيط" ان يقول ماذا فعل من اجل المرضي النفسيين واطفال الشوارع ومشاكل التحرش بالمرأة والاعتداء علي الاطفال. بالاضافة لاستغلالهم أبشع استغلال. فهل مهمة المجلس مشاهدة الافلام فقط؟؟! اتفق النقاد مع رأي منتج الفيلم حيث قال الناقد طارق الشناوي هذه الظاهرة ليست جديدة واعتدنا عليها كثيرا منذ أيام فيلم "البيه البواب" للنجم الراحل أحمد زكي وغضب البوابين الذين اثاروه وقتها. اضاف انه ليس من حق الممرضات الزعل ورفع قضية لأن كل مهنة بها الصالح والطالح. وهذا يسمي "سنة أولي" لتقبل أنواع الفنون الاخري. قال الناقد نادر علي: بالرغم انني لم اشاهد الفيلم إلا ان هذه الواقعة مكررة باستمرار منذ فيلم "الافوكاتو" لعادل إمام واعتراض المحامين عليه لاتهامه بتشويه صورتهم. وصولا لفيلم "علي واحدة ونص" الذي اعترض عليه بعض الصحفيين. مؤكدا ان الحساسية الزائدة بين الناس هي التي تنشر هذا الفكر خاصة اننا نعيش حالة من عدم الاشباع القومي الوطني. اضاف ان كل مهنة تحاول أن تظهر قوتها من خلال النقابة الخاصة بها. لذلك نجد جميع الاطراف متربصين ببعضهم. وكل هذا يظهر مدي مشاكلنا مع انفسنا ومع المجتمع. أكدت الناقدة ماجدة موريس ان ما تفعله نقيبة الممرضات لا يليق بهن علي الاطلاق لأن لديهن مشاكل أهم منها الأجور وتحديد ساعات العمل ومراحل اعداد الممرضة بالشكل اللائق حتي لا نحتاج لممرضات أجانب كما يحدث بالمستشفيات الخاصة. اوضحت موريس ان ما قدم بالفيلم مجرد نموذج استثنائي بالمهنة وليس حكماً مطلقاً. وان ما يحدث بالفعل نوع من "المراهقة الفكرية الزائدة" لأننا بشر ومن الطبيعي وجود الشر والخير فلسنا ملائكة. كان للممرضات بعض الاراء المتباينة حول موقعهن من الفيلم حيث قالت سماح محمد ممرضة باحد المستشفيات: انا لا أري الفيلم. ولكن سمعت من زملائي ان الفيلم يسيء لمهنة التمريض. وإذا كان هذا صحيحا فيجب علي الفنانة "روبي" التي قدمت شخصية الممرضة بأنها ذات سمعة سيئة تنظر أولا إلي نفسها وإلي مهنة التمثيل والقبلات الساخنة والعري التي تقدمه في افلامها. في حين ان مهنتنا مهنة شريفة ونحن نشقي ونتعب ونسهر ليل نهار مع المرضي لأننا نراعي الله في عملنا فنحن "ملائكة الرحمة". وفي النهاية يظهروننا بالشكل السييء. اتفقت رشا ابراهيم مع زميلتها مؤكدة: إذا كانت قصة الفيلم توجه لنا إهانة مباشرة فعلا فأنا ضد هذا واتضامن مع زملائي خاصة انني علمت ان قصة الفيلم تدور حول تجارة الأعضاء واننا كممرضين نساعد في ذلك هذه قصة غير حقيقية ومبالغ فيها ولا تمت للواقع بشيء لأننا نعمل في مهنة شريفة ولا نستطيع ان نعطي المريضة أدوية إلا بتعليمات من الطبيب. وإذا حدث أي خطأ نكون نحن الممرضات الضحية. مشيرة إلي أن الفنانة نبيلة عبيد قدمت شخصية الممرضة في فيلم "الضائعة" والفنانة غادة عبدالرازق في مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة" وكثير من الفنانات قدمن شخصية الممرضة ولم يوجهوا إساءة أو إهانة لاصحاب مهنة التمريض مثلما فعلت روبي. بينما اشارت ممرضة أخري تدعي وردة انها مع رئيسة التمريض كوثر محمود قائلة: "انها ستتضامن مع زملائها في الوقفة الاحتجاجية اليوم ليتم وقف عرض هذا الفيلم في اقرب وقت لأننا لا نقبل الإساءة الينا وإلي مهنتنا".