أعلنت خمس منظمات مدنية إضرابها عن العمل اليوم الاثنين في أنحاء تركيا تنديدا بأعمال العنف التي ارتكبتها قوات الشرطة ضد المتظاهرين المناهضين لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان والتي دخلت يومها التاسع عشر اليوم. وذكرت عدة فضائيات تركية اليوم أن اتحاد العمال الثوريين واتحاد القطاع العام واتحاد غرف المهندسين والمعماريين واتحاد الأطباء واتحاد أطباء الأسنان طالبوا في بيان جماعي لهم ليلة أمس الأحد بالوقف الفوري لأعمال العنف ضد المتظاهرين. وأكد البيان أن الإضراب لمدة يوم واحد ولكن إذا استمرت أعمال العنف من قبل قوات الشرطة ضد المتظاهرين سيستمر لأيام أخر ، مشيرا إلى أن الأطباء سيعملون اليوم فقط لمعالجة الحالات الطارئة. ويصل مجموع أعداد العاملين في هذه الاتحادات الخمسة إلى 900 ألف شخص منهم 420 ألف في اتحاد العمال الثوريين و250 ألف شخص في اتحاد القطاع العام. وشارك اتحاد الأطباء البشريين واتحاد أطباء الأسنان بالإضراب عن العمل اليوم خاصة بعد أنباء عن قيام قوات الشرطة باعتقال ثلاثة أطباء في اسطنبول وفتح تحقيق شاكل مع الأطباء الذين شاركوا في معالجة المصابين بالاشتباكات بميدان تقسيم. وفى ذات السياق دعا اثنان من أكبر اتحادات النقابات العمالية في تركيا إلى إضراب عام في شتى أنحاء البلاد احتجاجا على عنف الشرطة ضد المتظاهرين المناوئين لحكومة رئيس الوزراء طيب اردوغان. وطالب اتحاد نقابات العاملين في القطاع العام "كيه اي اي كيه" واتحاد نقابات العمال التقدمي " دي اي اس كيه" بوقف ما وصفوه ب"عنف الشرطة". ووفقا لما جاء على هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» كان رئيس الوزراء التركي قد دافع بشدة عن تدخل الشرطة بالقوة لفض اعتصام المتظاهرين من ميدان تقسيم وإخلاء متنزه غازي وسط اسطنبول. وقال ارودغان أمام حشد يقدر بعشرات الآلاف من أنصاره "نفذت العملية أمس وأخلي الميدان، لقد كان هذا واجبي كرئيس وزراء". ورفض اردوغان وصفه بأنه "ديكتاتور" مضيفا أن المظاهرات تلاعب بها "إرهابيون". كما وجه انتقادات لطريقة تغطية وسائل إعلام غربية للاحتجاجات قائلا "إذا كانت وسائل الإعلام الدولية ترغب في صورة لتركيا، فهذه هي الصورة". وكانت الشرطة قد سدت كل الطرق المؤدية لميدان تقسيم ومتنزه غازي اللذين كانا مركزا للاحتجاجات طوال 18 يوما ولكن مصادمات وقعت في المناطق المحيطة بالميدان استخدمت خلالها قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، حسبما أضاف المراسل. وذكرت وكالة «رويترز» أن مناوشات وقعت أيضا مساء الأحد في مناطق أخرى باسطنبول من بينها جسر جلاطة الذي يصل إلى حي السلطان أحمد التاريخي وحي نيسانتاسي الراقي. واعتقلت السلطات العشرات من المحتجين في اسطنبول إضافة إلى اعتقال 70 شخصا في أنقرة حسبما ذكرت وكالة دوغان التركية للأنباء. وأثارت طريقة تعامل الشرطة مع المحتجين على الخطة الحكومية مظاهرات عارمة لا تزال مستمرة منذ يوم 31 مايو/ أيار الماضي. ويتهم المتظاهرون حكومة اردوغان بالسلطوية المتزايدة ومحاولة فرض القيم الإسلامية التقليدية على الدولة التركية التي تأخذ بالنظام العلماني. وأدت الاشتباكات بين الشرطة والمحتجين إلى جرح نحو 5000 شخص، كما قتل أربعة أشخاص.