- عمران : حزين لعدم تلقى نهاد التكريم اللائق بوطنه - عمران : التقنية تلغى العقل و الخيال و المشاعر فاحذروا -معاطى : تعنت قصور الثقافة السبب فى عدم إنشاء مسابقة للخيال العلمى فى ظل تغيب العديد من الفائزين تم أمس حفل توزيع جوائز مسابقة " نهاد شريف للخيال العلمى " و التى تقيمها أسرة الكاتب الراحل سنويا ، استكمالا لمسيرته الأدبية ، فعاش نهاد رجل الخيال العلمى حياته يقتات على المعرفة و يسبح فى سموات الخيال ، و كان حلمه لهذا الأدب أن ينتشر و يصبح أدبا شعبيا يوسع من مدارك الشعوب و الشباب ، فهو أدب المستقبل . و شارك فى حفل توزيع الجوائز و لجنة تحكيم الجائزة الكاتب السورى " طالب عمران " و هو من الأصدقاء المقربين للراحل نهاد شريف ، و مؤسس رابطة الخيال العلمى بدمشق . و قال فى حديثه لشبكة " محيط " أنه قدم للقاهرة فى عام 1990 ، قاصدا رؤية نهاد ، بعد أن قرء بعض أعماله ، و قام بزيارته فى منزله ، و تفاجأ أن نهاد قرء له أيضا كتاب كان نصفه يتحدث عن نهاد شريف ، و من ذلك الوقت نشات صداقة حميمة بينهم . وقام عمران بنشر مجموعتان قصصيتان لنهاد بسوريا هما " فى الاجماع " و " سكان العالم الثانى " ، وفى عام 2007 أقام عمران الندوة الدولية للخيال العلمى بسوريا ، و فيها تم تنصيب نهاد " عميد أدب الخيال العلمى " . كما تقلد نهاد رئاسة هيئة الاشراف فى مجلة الخيال العلمى ، و كان نهاد من الكتاب الأساسيين فى هذة المجلة التى تعد الأولى من نوعها فى الوطن العربى . أما عن " رابطة الخيال العلمى " التى انشأت فى 2008 بدمشق ، فقال عمران عنها أنها كانت أحد أحلام نهاد ، و تلاها إصدار مجلة الخيال العلمى و هى شهرية ، ثم تحولت لفصلية للظروف التى تمر بها سوريا الآن . كما أعلن عمران عن إطلاق مجلة جديدة من خلال جامعة دمشق ، بإسم " الأدب العلمى " شهرية ، و يعملون على إيصالها لجميع أنحاء الوطن العربى . و قال عمران فى حفل توزيع الجوائز أن الخيال العلمى خيالا جادا لا علاقة له بالفنتازيا ، و يغلب عليه النزعة الإنسانية و المعرفة ، و الاستشراف المستقبلى ، و مع بدايات جولبير كتب الأدب المسلى ثم اتخذ مسارا جادا من بعده . و عن " قاهر الزمن " الرواية الأولى لنهاد قال عمران فى " قاهر الزمن " صور نهاد كيف يمكن أن ينتصر الإنسان على الزمن من خلال " التجميد " ، و حاليا يتم بحث تلك التقنيات فى معالجة السرطان ، و ذلك يؤكد أن الإنسان هو الهم الأول لكتاب الخيال العلمى . كان " رجلا استثنائيا " هكذا وصف عمران الراحل نهاد شريف ، فكان الرائد الأول لأدب الخيال العلمى فى الوطن العربى ، و كُرم فى سوريا كعميد لأدب الخيال العلمى ، و حزن عمران أن نهاد لم يلقى هذا التكريم فى وطنه ، و تمنى أن ترعى الدولة هذة الجائزة بدلا من أسرة الراحل . و تابع عمران أن بصمة نهاد و إبداعه يجب أن يستمرا حتى لو بشكل سنوى عن طريق الجائزة و الصالون الأدبى الذى يقام شهريا . و عن شروط المسابقة فقال عمران أنها بلا شروط ، مما جعل حجم المشاركة كبير ، و عن فروع الجائزة الخمسة اقترح تخفيفا على أسرة الراحل أن تخصص كل عام لفرع ، فالجائزة تشمل فرع الرواية و التى ترأسها عمران ، و فرع القصة ، و فرع المسرح ، و فرع الدراسات ، و فرع أدب الطفل . و عبر عمران عن حلمه المشترك مع الراحل نهاد لتحويل هذا الأدب لأدب شعبى ، فى ظل عزوف الأجيال الرقمية عن الكتاب ، مما يبعدهم عن الخيال و متعة امساك كتاب و تصفحه ، و متعة تخيل الأماكن و الشخصيات التى تحويها الكتب . فحذر عمران أن التقنية تلغى العقل ، و هم بذلك لا ينفصلون فقط عن الخيال بل أيضا عن المشاعر ، و تأتى المتعة على حساب العقل ، و تزيد من رفض الآخر و إلغائه و تكفيره ، مستشهدا بقوله تعالى : " إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون " . و تابع قائلا أن الغرب سرق الكثير من حضارتنا العربية الإسلامية و يريد أن يصدر لنا الثقافة الغربية ، و تحويلنا لأجيال رقمية ، وتقسيمنا و برمجتنا على التخريب و تقويض الذات و الذاكرة ، و للأسف نحن نشارك فى ذلك بسلبية . و لا يمكن القضاء على تلك الظواهر سوى بالإنسانية ، و الوعى لوقف هذا الانهيار أوعلى الأقل تأخيره . و من جانبه تحدث الكاتب صلاح معاطى تلميذ الراحل نهاد ، أنه يشعر به بيننا و هو يعلن أسماء الفائزين ، و أن بهذة المسابقة يكملون المسيرة التى طالما حلم بها ، متأسيا من العوائق التى فرضتها قصور الثقافة حينما حاولوا إنشاء مسابقة للخيال العلمى ، و هنا جائت عائلة نهاد شريف لتكمل المسبرة . و عن المحكمين و الأعمال قال معاطى أنهم كانوا من مصر و تونس و سوريا ، و رغم جودة بعض الأعمال ، و لكن كان هناك بعض الأعمال غير ذات صلة بالخيال العلمى رغم أسلوبها الجيد . و قال معاطى أن وجود اسم نهاد شريف على الجائزة أمر كافى ، و أنه يحلم أن يشارك ليس كمحكم و لكن ككاتب و يفوز بهذة الجائزة . و أعلن معاطى الجوائز فى الفروع الخمسة كالتالى : فى فرع الرواية فاز " الهادى ثابت " من تونس عن روايته " غار الجن " ، و احتل المركز الثانى " د. خالد سعد عمارة " عن روايته " المجهول " ، و " محمد نجيب مطر " فى المركز الثالث عن روايته " التوازن الحرج " ، و رابعا محمد أحمد الناغى عن روايته " الانعكاس الكونى " ، و فى المركز الخامس و الأخير ياسر أبو الحسب عن روايته " الوجه الآخر للكون ". أما فى فرع " القصة القصيرة ، ففاز د. إبراهيم السيد مغاورى عن قصته " كيو " ، و حصد الثانى عبد الصمد الغزوانى عن " كهف حر " ، و ثالثا جاء ياسر محمود عن " أبى حزمة من الضوء " ، و رابعا " ياسين أحمد سعيد " عن قصته " الضياع " ، و خامسا احتلته " أمل زيادة عن " جبل الأساطير " . و فى المسرح فاز الاتب محمد الجمل بالجائزة الأولى عن " الإنسان الكلوروفيللى " ، و فى المركز الثانى جاءوليد كمال عن مسرحيته " الفراعنة دوت كوم " ، و ثالثا جاء إبراهيم الحسينى عن " متحف الأعضاء البشرية " ، ثم رابعا حامد أبو النجا عن " سنين الصمت " ، و " محمد عبد الهادى " خامسا عن " اليهودى التائه ". أما عن فرع الدراسات فاحتل المركز الأول حماده هزاع عن " البناء الفنى للمسرحية " ،و " د. نادرعبد الخالق " عن " تجارب فى نقد الخيال العلمى " . و فى أدب الطفل جاء هشام الصياد فى المركز الأول عن " الكائنات الرهيبة " ، و جاء بعده فى الثانى " ذكاء الأنصارى " عن " ريهام فى مدينة السحاب " ، و ثالثا احتله أحمد زحام عن " فاروق النسخة 25 " ، ثم فى الرابع مجدى الفقى عن " قنبلة للسلام " و احتل المركز الخامس و الأخير " محمد الديدامونى " عن " قوس قزح ". و تم الاكتفاء بتكريم الكاتبة د.عطيات أبو العينين بشهادة تقدير، رغم فوزها بالمركز الثانى فى فرع الرواية عن روايتها " مهسورى " التى فازت بالمركز الأول فى قصور الثقافة ، رفعا للحرج الناتج عن وجود زوجها الكاتب صلاح معاطى فى لجنة تحكيم الجوائز ، و عقبت أبو العينين قائلة : تنازلت عن القيمة المادية و لم أتنازلعن الشهادة و يكفينى أن يكون عليها اسم نهاد شريف . و يذكر أن جميع الفائزين حصلوا على شهاد تقدير ، فيما حصل الفائزين بالمركز الأول على جائزة قدرها ألف جنيه ، و المركز الثانى 500 جنيه ، و باقى المراكز حصلوا على مجموعة من كتب الخيال العلمى . و فى حديث الشبكة مع " ايمان " ابنة نهاد شريف قالت ان حفل الجوائز كان مقرر فى ذكرى ميلاده فى 25 يونيو، و تم تبكيره بسبب عدد الحضور الكبير ، و عقده فى مكتبة مصر العامة ، بدلا من منزل الأسرة . و قالت إيمان أن ربما هذا السبب فى تخلف العديد من الفائزين عن الحضور ، أو بالأحرى لانشغالهم بالعمل ، حيث عقد الحفل فى الرابعة و النصف ، مما صعب على بعضهم الحضور خاصة و أن بعضهم يأتى من سفر ، و أن الصالون الشهرى مقرر فى يوم 25 من كل شهر . فيما تحدث " حاتم نهاد شريف " ابن رائد أدب الخيال العلمى و الذى شكر المحكمين على الحيادية فى اختيار المواهب ، مؤكدا ان هناك إصرار على استمرار الجائزة ليست فقط إعلاءً لذكرى نهاد شريف ، و لكن أعلاءً للثقافة ، و التى تعد تحقيقا لرغبة نهاد فى نشر أدب ينمى أذهان و عقول الشباب .