عندما أتفق وتوافق ووقع خمسة عشر مليون مصرى على استمارات حملة تمرد معلنين من خلال هذه الألية الديمقراطية السلمية الرائعة رأيهم موثقاً فى ذلك الفشل الذريع الذى اصاب مرسى وجماعته الشئ الذى أحيط الجماهير واصابها باليأس فى عدم تحقيق أهداف ثورة يناير بعد أختطافها وتحويلها الى ثورة مضادة لصالح اليمين الدينى الذى لا يؤمن أن مصر وطناً لكل المصريين ولكنه يعتقد أن مصر هي وطن هؤلاء المتمسحين فى الاسلام وهو منهم برأ . ثم كانت الدعوة للمصريين بالنزول الى ميادين مصر بطول البلاد وعرضها يوم 6/30 مطالبين بأسقاط مرسى ونظامة بعد عام من الفشل والأستقطاب والفوضى وتفاقم المشاكل وتعقد القضايا وصولا الى حالة الهزل والأرتباك الذى أدارة بها الرئاسة مشكلة سد النهضة الذى يهدد حياة المصريين الشئ الذى كرس سقوط هيبة الدولة والحكم داخلياً وخارجياً . الشئ الذى اصاب الاخوان ومجمل التيار الأسلامى الذين اختطفوا الثورة بليل تحت زعم الديمقراطية التى يعتبرونها كفراً حيث انهم لا يعرفون ولا يريدون أن يعرفوا ما يسمى بتداول السلطة فهم يعتبرون أن السلطة هي منحه سماوية ونعمه ربانية لا علاقة للشعب والناخبين بها . أصابهم بالخوف والفزع والرعب . فوجدنا مساران متناقضان للخروج من مأزق 6/30 حسب ما يتصورون . الأول الذى يدعى ويزعم السلمية ويدعوا للحوار كما قال مرسى فى مؤتمر الأهل والعشيرة الذى واجهوا فيه مشكلة سد النهضة بالتصفيق والهتاف فى مشهد مباركى مستنسخ بشكل ردئ . وقال أنه مستعد للذهاب الى المعارضة فرادا وجماعات . وهو يعلم أن هذا حرث فى الهواء حيث أن الجميع قد فقد الثقة فى ما يقوله مرسى وما يعد به والسوابق خلال عام حكمه لا تنتهى . الثانى وهو أظهار العين الحمراء منِ مَن مارسوا الأرهاب يوماً مهددين ببحور الدماء لمن يتجرأ أو ينزل الى الشارع يوم 6/30 . ناسين أن حاجز الخوف قد كسر ولا خوف بعد اليوم . الأهم أن عاصم عبد الماجد رئيس اركان حملات الترهيب والتخويف قد استكمل سيناريو ترهيب الاقباط الذى بداء بتهديدات الشاطر والبلتاجى للأقباط بأنهم هم الذين كانوا أمام الاتحادية والمقطم وهم وراء البلاك بلوك فزاد بأقحام الكنيسة بأنها هي وراء خروج الأقباط يوم 6/30 . وقام بالتهديد والترهيب والوعيد لمن ينزل من الأقباط فى هذا اليوم . وهنا نعلم أن عبد الماجد لا يؤمن بوجود ما يسمى بالاقباط من الأساس ولا يعترف لهم بحقوق ولكن هم رعايا عليهم دفع الجزية وهذا حسب رؤيته العقيدية الخاصة به والتى لا علاقة لها بقيم الاسلام الصحيحة . ولكن ما هي رؤية مرسى وجماعتة فهل دستورهم التفصيل يفرق بين مواطن مسلم واخر مسيحى ؟ وهل ليس من حق المواطن المسيحى أن يمارس دوراً سياسياً فى الاتجاه السياسى الذى يؤمن به وحسب الرؤية السياسية التى يريدها ؟ هل المقصود هو تمهيد لفتنه طائفية حقيقية تؤدى الى حرق الوطن؟ خاصة عندما يصور عبد الماجد واتباعة الأمر وكأننا قد اخترنا مرسى كأمير للمؤمنين وعلى أرضية فقهيه أسلامية ولذا فمن يخالفة يخالف الاسلام ويتصدى للعقيدة ويرفض الشريعة ؟ خاصة اذا كان مسيحياً فهنا تظهر الصورة وكأن المسيحيين والكنيسة من هم ضد الاسلام والمسلمين وضد العقيدة والشريعة . يا سيد عاصم مرسى لا ولن يكون أميراً للمؤمنين وهو انتخب على اساس برنامج سياسى زعم وادعى ووعد بتطبيقة وفشل لأنه لا يوجد بالاساس هذا البرنامج وتلك النهضة الفنكوش . ولذا معارضتة ورفضة ومحاسبتة حق دستورى لكل المصريين دون تمييز على أى أرضية غير المواطنة . أما اقحام الكنيسة فى الأمر فهذا امر قد ولى زمانة فالكنيسة والبابا لا علاقة لهم بالسياسة وحتى أذا ارادوا أو فرض عليهم هذا الأمر قصراً فالاقباط والمناخ السياسى لا يقبل هذا الأن . وهنا ومع ذلك فانا ضد تلك الجماعات التى تتمسح فى الأقباط وتطلق على نفسها مسميات طائفية مرفوضة مثل أقباط ماسبيروا وأقباط متحدون وغيره فهذه طائفية وهذا نقلاً للطائفية من اسوار الكنيسة الى الشارع وهذا أخطر . كما أن هذا يجعل الصورة وكأنها صراع بين تيار اسلامى يريد الدولة الاسلامية وأخر مسيحى ضد الاسلام والدولة الاسلامية وهذا يعطى مبرراً لعاصم وامثالة على طرح القضية وكأنها مسيحيين ضد الدولة الاسلامية . مع العلم أن من حق كل مصرى مسلم أو مسيحى أن يؤيد أو يعارض الحكم على أرضية سياسية مدنية فى مواجهة الدولة الدينية . فعلى الأقباط اذا ارادوا ممارسة السياسة أو حتى أرادوا حل مشاكلهم الطائفية فهذا لن يكون بتنظيمات طائفية ولكن بممارسة سياسية فى اطار الدولة المدنية مع كل المصريين . نعم الوطن فى خطر ولا حل غير التوافق السريع والتوحد الفورى قبل 6/30 حول أجنده تعيد اللحمة الوطنية وتحيى الثورة ومن لا يريد ذلك فهو يساعد على حق الوطن الذى لن ينجوا منه أحد . فهل نعلم أن مصر كانت وما زالت وستظل وطناً لكل المصريين وليس لفصيل بذاته فبدون ذلك وبغير ذلك فالجميع خاسر . ولك الله يا مصر .