كلما حلت ذكري هزيمة مصر علي أيدي أعداء الوطن ومستقبله ،كلما توالت التعليقات. والتحليلات لهذا الحدث الجلل الذي حي?رت نتائجه معظم خبراء العالم لا سيما من هم في الولاياتالمتحدة واسرائيل . لكن دعنا الان من النتائج ولنتوقف أمام ردود فعل فصيل بعينه من المصريين ودموع التماسيح التي يذرفونها بغزارة .. بعضهم أعلن بتحد لمشاعرنا أشد وانكي من تحدي الصهاينة انه سجد لله شكرا علي هزيمة مصر عبد الناصر "الشيوعي !!" يا سلام علي الايمان ،وقد رددت عليهم في حينه بأن من يسجد لله شكرا علي هزيمة مصر،انما يسجد بالضرورة ،لله شكرا علي نصر اسرائيل . وقد استمر هذا المنحي الجارح للشعور الوطني الجماعي حيث قال مرشد جماعة الاخوان مؤخرا ان الله عز وجل ،قد عاقب مصر بالهزيمة؟؟؟؟؟في العدوان الثلاثي عليها بعد تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس،،وكذلك بهزيمتها في العدوان الاسرائلي عليها عام1967 !!!! "عقابا لعبد الناصر لانه حبس الاخوان "المسلمين" وذلك ربما تحديدا لان جماعة الاخوان المسالمة قد رشقت عبد الناصر بالورود في ميدان المنشية بالاسكندرية ،فإذ به يتنكر للجميل ويحاكمهم بتهمة "مختلقة ومفترية"هي محاولة اغتيال رئيس البلاد .وبناسبة الخامس من يونيو لم يتحدث أي من أصحاب التيار الديني اليميني المتطرف عن حقيقة دور اسرائيل في المنطقة ولا عن معاداة القوي الاستعمارية (حتي لو تغير شكل الاستعمار وادواته)لأي مشروع يسعي الي تحقيق نهضة مصرية حقيقية، وليست فنكوشية،وهو ما حدث ابان حكم محمد علي حيث تكتلت ضد نظامه كافة القوي الكبري الكارهة للدور المصري وأجهضت مشروعه بهزيمة نوارين عام 1840 وبالمناسبة لم تكن جماعة الاخوان قد تشكلت ولا كان محمد علي بالتالي معاديا للاخوان . ان اكثر الأشياء ايلاما هو الشماتة في دولة هي وطننا ،وليس مقبولا بالمرة ان تخرج اصوات كريهة تحم?ل عبد الناصر وحشية اسرائيل وحلفائها ومن ثم تمنح صك براءة للمعتدين من جرائمهم ويقدم هؤلاء انفسهم كرموز للنقاء والطهارة والتدين والوطنية !! كما يريد هؤلاء عندما ترتفع حناجرهم بصراخ يتبدد في كل مرة في فضاء الهواء "علي القدس رايحين شهداء بالملايين "ان تصدقهم الجماهير المصرية .. والواضح لكل ذي عينين ان اسرائيل لا تبالي بصراخهم لأنها تري أفعالهم ومدي عدائهم لعدوها وعدوهم المشترك ..ابن مصر وزعيمها الخالد جمال عبد الناصر،الذي كان الأكثر حضورا،رغم غيابه،في ميادين التحرير في ثورة يناير التي ستنتصر باذن الله .