صدرت تصريحات عن مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع أقل ما توصف به أنها صادمة أن لم تكن مزلزلة ، واعني تلك التي فسر بها "هزيمة" ؟! مصر في 56 و67 وكذلك الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك ، إنما هو عقاب ؟! من الله عز وجل وانتقام منه للإخوان المسلمين؟! . وقد أدهشني أن يحتكر المرشد وجماعته ، الخالق جل جلاله وإن يفسروا الأحداث ، بما فيها تلك الجليلة جداً المتصلة بالوطن ، تفسيراً ضيقاً إقصائياً ..بل وأضيف ..واستعلائياً بامتياز وهل هناك أكثر استعلاء من ادعاء أن كل ما حدث في مصر واستهدف دورها الإقليمي والعالمي من قوى الشر كان محوره الأوحد والوحيد "جماعة الإخوان المسلمين؟! " .
و من جهة أخرى أقصى المرشد الملايين التي كان لها فضل الإطاحة بالنظام السابق وعرضت شبابها ورجالها ونساءها للخطر والمئات منهم ضحوا بدمائهم في الوقت الذي كان الإخوان يتفاوضون فيه مع اللواء عمر سليمان رحمه الله ..ولم يفسر المرشد ذنب عشرات الملايين من ضحايا هذا النظام الذين سيعانون من أمراض مستعصية مثل السرطان والوباء الكبدي والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض .
وهل اقتصر ظلم النظام السابق فقط في موقفه من الإخوان وهو ما استحق عليه العقاب ؟ .
ولكن الأشد إيلاما و جرحاً عميقاً فهو ما قاله بصدد ما اعتبره هزائم مصر ، معتبراً بالتالي أن العدوان الثلاثي عام 1956 والذي شاركت فيه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل قد "انتصر" على مصر متجاهلا المقاومة البطولية الباسلة "للشعب المصري" عامة وأبناء مدن القناة خاصة وفي القلب من كل ذلك الأسطورة التي حفرها في صفحة النضال الوطني البسالة والتي أبداها أبناء بورسعيد وإن بورسعيد كبدت الأعداء خسائر غيرت مجرى التاريخ ، وصارت بورسعيد أيقونة المقاومة والصمود في العالم حتى أن تشى جيفارا ، وهو من أنبل وأشهر رموز المقاومة في العالم ، قال وهو يصافح الزعيم جمال عبد الناصر ، كان انتصاركم في بورسعيد أملنا ونحن نحارب في الجبال .
وهكذا يرى مرشد الإخوان الأمور.. ملحمة بورسعيد ودحر العدوان ووقوف الشعب بكامله وقفة رجل واحد والتكتل ضد المعتدى بقلب واحد "هزيمة " ؟!
ألحقها الله بمصر انتقاما من نظام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وهو ما حدث أيضا في عام 1967 ؟
المرشد اعتبر أن عشرات الآلاف من ضحايا العدوان الإسرائيلي لا وزن لهم ولا الخراب الذي ألحقته بنا إسرائيل ومن هم ورائها ومعاناة أبناء ومدن القناة كل ذلك انتقاما من الخالق للإخوان المسلمين ؟ ، وكائنهم ليسوا أبناء هذا الوطن وكأنهم "احتفلوا ؟!" في قلوبهم بنصر إسرائيل .
وقد كتبت مقالاً أرد فيه على تصريح الشيخ الشعراوي رحمه والذي قال فيه "إنه سجد لله شكرا على هزيمة مصر عام 67 لأن عبد الناصر كان سيحول البلاد إلى الشيوعية!!؟ "
وقلت في مقالي إن من يسجد لله شكراً على هزيمة مصر فهو بالضرورة إنما يسجد لله شكراً على نصر إسرائيل ! .
وكان رجل مخابرات إسرائيلي قد صرح بأن حرب الاستنزاف التي خاضتها مصر ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء كانت أطول وأشرس وأوجع حرب خاضتها إسرائيل مع العرب .
وهل يعقل إن يعتبر أي مصري هزيمة بلاده مكافأة إلهية؟! ، وكيف يمنح رجل دين إسرائيل صك براءة من جرائمها ، ولماذا لم يعترف بأن حرب الاستنزاف المجيدة صفحة خالدة في سجل النضال المصري وأنها هي التي عبرت الطريق إلى نصر أكتوبر .
وهل مطلوب من أعضاء الجماعة الاحتفال بهزائم مصر مع إسرائيل ؟ أين المواطنة هنا ؟.
واين يضع حرب أكتوبر التي قهر فيها أسود وجنود مصر العدو الصهيوني ؟.
ويلح السؤال لا استطيع منه فكاكاً ..لماذا هزمت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا واليابان و أمريكا وغيرها ؟ هل عاقب الله هذه الدول لسبب يتعلق بالإخوان لا ندري عنه شيئاً.
ليت الجميع يحترم معني الوطن ويخص عقولنا ولو بقدر ضئيل من الاحترام..نحتاج إلي كثير من الرشد ومثله من الترشيد يا سيادة المرشد!.
الآراء المنشورة في الموقع تعبر عن توجهات وآراء أصحابها فقط ، و لا تعبر بالضرورة عن الموقع أو القائمين عليه