قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الرئيس «محمد مرسي» أشاد بالتعاون بين حكومته، وبين الجيش في عملية إنقاذ الجنود السبعة المختطفين في سيناء الشهر الماضي. أوضحت الصحيفة، أن مشايخ القبائل البدوية ومواطني القرى في شمال سيناء، أكدوا أن حكومة «مرسي» غير قادرة على السيطرة على ما يحدث في سيناء. وفي تحقيق عن عملية خطف الجنود أجرته الصحيفة، أوضح مشايخ القبائل أنهم من قادوا الحل التفاوضي لأزمة الاختطاف، خوفًا من تدنيس علاقة المنفعة المتبادلة بينهم وبين الجيش، مشيرين إلي أن الجيش يتجاهل معظم الوقت عمليات التهريب الخاصة بهم، والنشاط المسلح في الصحراء، طالما يتم ترك الجنود في أمان. وترى الصحيفة، أن الحادث أكد على وجود التسلح الواسع في سيناء، وعجز «مرسي» المستمر عن التأثير على المسار العنيف، والمتزايد للأحداث في المنطقة التي ينعدم فيها الأمن تقريبًا، والتي استمرت لفترة طويلة تحت سلطة الجيش، وجهاز المخابرات. وأشار «حسين مناعي» أحد زعماء قبيلة السواركة الذي توسط بين الجيش والجهاديين السلفيين لإطلاق سراح الجنود، إلى انعدام الأمن في المنطقة، مشددًا على أن القوات المسلحة أكثر قوة من «مرسي»، وأنه توسط لإنهاء الأزمة لإيمانه أن الحادثة من شأنها تدمير العلاقة بينهم وبين الجيش. كما أوضح «مناعي» أن الحكومة أرسلت فريقًا للتفاوض عاد خالي اليدين، فاجتمع زعيم القبيلة مع اثنين من الخاطفين، واثنين من ضباط الجيش، وطلب من الخاطفين النظر للموقف بعيون قبيلتهم السواركة، والتي تدير عمليات التهريب بين سيناء، وقطاع غزة، وما إذا كانت المنافع تفوق الضرر. وقالت الصحيفة أن الرئيس «مرسي» منذ توليه السلطة قام بزيارة سيناء ثلاثة مرات، واستضاف العديد من وفود قادة القبائل في القاهرة، أكثر مما فعل الرئيس السابق «حسني مبارك» في سنوات حكمه، ولكن قادة القبائل أكدوا أن «مرسي» لم يقدم الكثير في الوفاء بوعود التنمية، أو اندماج البدو في المجتمع المصري، كما لم يوافق على طلباتهم بالعفو عن آلاف البدو المسجونين أو الهاربين منذ عهد «مبارك». وقال «أبو أشرف» أحد زعماء قبيلة السواركة، أن النظام يحكم سيناء إما بالحديد والنار، أو يتركها خالية من الأمن، مؤكدًا أن عمليات الخطف والهجوم سوف تستمر حتى توفر الحكومة الفرص أو الحكم الذاتي للبدو، ومن ثم فهذه الحادثة هي البداية وليست النهاية. وأشار مشايخ القبائل، إلى أن الفقراء والمحبطين من الشباب استسلموا لنداءات رجال الدين المتطرفين الذين يشنون العمليات في سيناء، وكثف الجهاديين السلفيين من الأمر، فأوضح أحد مهربي الأسلحة المطلوب من قبل الدولة، أنه تم دعوته للدخول معهم ضد الجيش والشرطة، وهم على علم بقدرته على إحضار عدد كبير من أصدقائه. أضاف أن الأهالي هناك يرفضون المشاركة لأنهم مازالوا يحملون أمالًا في أن «مرسي» سوف يعفو عنهم، قائلا: بإمكاني الانتظار لمدة عام ولكن بعد عام من الآن سيصبح التعامل معي أكثر صعوبة من التعامل مع الجهاديين.