من الأقوال المشهورة عالميا ما قاله وزير الإعلام النازى فى زمن هتلر( أعطنى إعلاما بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعى) وصدق الرجل فقد عرف بحق أسرع وايسر السبل لخلق شعب يُصدق بلا تفكير ولا تمييز كل ما يردده الإعلام على مسامعه ليل نهار من تزييف للحقائق وتشويه للأحداث.....وعلى الدرب سار كل متآمر وأفاق وكل مستبد وديكتاتور، الكل يجمعهم هدف واحد وطريقة واحدة لإقصاء كل تيار أو فكر مناهض لفسادهم ومناوئ لقذارة أفكارهم ... يروى لنا تاريخنا المعاصر كيف تم خداع الملايين من الشعب المصرى وتضليله فكريا وسلوكيا عن طريق توجيه دفة الإعلام بخبث ودهاء لتشويه كل من ينتمون الى التيارات الاسلامية لا سيما ذات الفكر الوسطى المعتدل الذى يؤثر فى الناس ويجذبهم اليه ويخلق لنفسه أرضا خصبة لتكوين رأى عام ينادى بالحرية والكرامة بعيدا عن جبروت الحاكم او سلطانه ، فأطلق عبد الناصر سهام إعلامه المسمومة نحو كل من ينتمون الى التيار الاسلامى وخصوصا تيار الاخوان المسلمين فى محاولة منه لتشويه صورتهم وتنفير الشعب منهم واتخاذ ذلك ذريعة لإعتقال اللآلاف منهم وتعذيبهم بشتى صنوف التعذيب وها هو السجن الحربى تصرخ جدرانه بما شهدته من إضطهاد وقتل وتشريد لكل من فكر مجرد التفكير فى الانتماء او التعاطف مع هذه التيارات الاسلامية أنذاك ، وكان طبيعيا الا يٌقابَل هذا الاستبداد بأى موجة من موجات الاعتراض الفعال من بقية اطياف الشعب الذى سار خلف ما يُبث اليه إعلاميا من تشويه لتلكم التيارات دون تفكير او إعمال للعقل والمنطق ....وكيف له بالتفكير والعقل وقد سار الكثيرون منه سير العميان خلف مايردد على مسامعهم ليل نهار وفق خطة ممنهجة ومحكمة..... وعلى الدرب سار رئيسنا المخلوع ، فعلى مدار ثلاثين عاما نجح الإعلام فى ترسيخ مفهوم أن كل من سلك طريق التدين والإستقامة وهم بإطلاق لحيته أو الحديث بما يخالف نهج الحاكم أو استبداد الحكومة ما هو الا إرهابى متطرف الفكر وجب تشويهه وتنفير الآخرين منه وهكذا سار الكثيرون كقطعان الخراف تنفذ ما أمٌلى عليها من شياطين الاعلام .... نفس المشهد يتكرر هذه الأيام وبنفس تفاصيله حيث سار الكثيرون وراء ما يردده لهم الاعلام من تشويه لفكر تلكم التيارات والترهيب منها حتى لا يكون لها تمثيل شعبى على أرض الواقع فرأينا بعد الثورة شبابا يعتبر اسقاط التيارات الاسلامية واجبا وطنيا ومقدسا وأحزابا وتيارات تُسخِر كل طاقاتها ومواردها البشرية والمادية للهجوم الدائم على التيارات الاسلامية التى تصدرت المشهد السياسى وتولت مقاليد الحكم فى مصر بفضل حنكتها البارعة وصبرها على الإضطهاد مما جعلها (أى التيارات الاسلامية) تصمد وتحقق ما تصبوا اليه رغم كل محاولات التشويه الاعلامى على مدار العقود المنصرمة .....لا اتعجب كثيرا عندما أشاهد هذا الكم الهائل لدى البعض من حقد وكره على كل من ينتمون الى التيارات الاسلامية لا سيما تيار الاخوان المسلمين . حيث أن كل هذا ما هو الا نتاج وحصاد عقود من السير الأعمى والانسياق وراء الآله الاعلامية الموجهة بإحكام ضدهذه الجماعة .....وما زال مسلسل إنتاج أجيال من خرفان الاعلام متواليا ....خرفان تُنصت باهتمام لكل ما يبث على مسامعها ليلا فى برامج التوك شو وبرامج النقد الساخر المشبعة بالسب والقذف للإخوان وغيرهم من تيارات الاسلام السياسى الوسطى حتى إذا ما أصبحوا رددوا ترديد الأبله المعتوه ما سمعوه من الاعلام ليلا....كان حلمنا بعد الثورة أن نحيا كراما يصنع كل منا قراره بعد تفكير ورويه ونَبلغ من النضج ما يؤهلنا أن نميز بين إعلام عفن متآمر على عقولنا وبين إعلام راقٍ يرقى بنا لنبذ الخبيث والانضمام للفكر القويم ومؤازرته...... وبدلا من أن يدرك هؤلاء أنهم بحق خرفان فى انسياقهم وراء ما يحاك بهم إذا بإعلامهم يقنعهم أن الخرفان هم هؤلاء الذين وصلوا الى سدة الحكم بصبرهم وجهادهم وعملهم الدؤب مع أبناء الشعب ووضوح رؤيتهم واهدافهم ......الا لعنة الله على خرفان الاعلام .